✍أبو يعلا بن خالد
لم تقتصر نتائج العملية التي أعلنتها قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبية الأسبوع الماضي وأطلقت عليها إسم “نصر من الله” على السيطرة على جغرافيا واسعة تتجاوز 500كم في عمق المملكة العربية السعودية، أعادت المعركة إلى نقطة الصفر قبل خمسة أعوام حين أستعانت المملكة بكل أنواع القوة واستأجرت عشرات آلاف المقاتلين من جنسيات مختلفة لتسييج حدودها الرخوة أمام مقاتلي الجيش اليمني ولجانه الشعبية، بتحقيق تقدم نحو محافظة صعدة اليمنية فبالإضافة إلى هذا وإلى الخسائر المادية والبشرية في القوات التابعة للسعودية، أظهرت العملية ندوبا” غائرة وخطيرة في الجسد السعودي، لطالما جرت المحاولات لاخفاءها وأنكارها :::::
لقد حاولت السعودية مدفوعة بإخفاقها في حرب اليمن التي أعلنتها قبل 5 أعوام وأسندها في ذلك تحالف عربي ودولي عالمي لقوى عظمى، تحت إكليشة إعادة الشرعية المزعومة إلى صنعاء، أن توارب فشلها، وحقيقة أن هذه الحرب قد أدت إلى التفاف شعبي حول حركة أنصار الله ،وتعاظم قوتهم وقدراتهم العسكرية وصولا إلى تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ففي حين أتُهمت إيران بالوقوف بشكل مباشر خلف عملية إستهداف مصفاتي بقيق وخريص وأستبعدت أي دور لصنعاء رغم إعلان الأخيرة ذلك وتنفيذها عمليات مشابهة سابقا، طلبت من صنعاء عبر أحد الوسطاء أن لا يتم عرض المشاهد التي وثقها الإعلام الحربي لعملية (نصر من الله) في مرحلتيها الأولى والثانية بكل تقنية وواقعيه خطوة بخطوه،
ووفقا لمعلومات حصلنا عليها من مصادر دبلوماسية فإن السعودية عرضت أموالا” على صنعاء مقابل عدم بث مشاهد الإعلام الحربي لعملية “نصر من الله” غير أن الأخيرة رفضت العرض، وأعلنت بالمرحلة الأولى وبمبادرة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي في رسالة واضحة لقوى التحالف الذي تقوده السعودية وبمقابل وقف صواريخ اليمن البالستية وإيقاف غارات الطيران المسير وعدم كشف باقي المراحل من عملية نصرمن الله إلا أن تعنت السعودية وغرورها لم تستجب رغم التأييد الدولي والأقليمي لإستجابة المبادرة التي أطلقت من الجانب اليمني ، وعليه بثت مشاهد المرحلة الثانية من العملية. لتصبح مشاهد للمرحلتين الأولى والثانية
وبقدر ما أظهرت هذه المشاهد هشاشة الجيش السعودي المدرع بأحدث الآليات العسكرية الأمريكية والكندية ، أمام قوات صنعاء فقد أظهرت أن الأخيرة نفذت عمليتها على مستوى عالي من الدقة والتكتيك، والتنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية، البرية والجوية والصاروخية والاستخباراتية، الأمر الذي يدل بحسب ما ذكره الخبير العسكري الأردني اللواء طيار متقاعد مأمون أبو نوار في لقاء على قناة الجزيرة على وقع العملية “أن صنعاء لديها اليد العليا في المنطقة الجنوبية السعودية، وتحارب كدولة فـ”تستخدم الحرب الهجينة والرمادية وجميع أنواع الأسلحة ، بأشكال مشتركة مع بعض”.
ظهور قوات صنعاء بهذا المستوى المتقدم من الدقة في التكتيك والتقنية العسكرية في عملية ميدانية لا مجال فيها لإلقاء التهمة على إيران كما عودتنا، يجعل السعودية في موقف حرج تفتقر إلى أي مبرر يفسر ما حدث، لا على المستوى الميداني فحسب ولكن ما حدث أيضا لموازين القوى، وكيف تنامت قدرات صنعاء ووصلت إلى مرحلة عالية من التقدم ، رغم الحرب التي تشن ضدها طوال 5 أعوام.
إن ذلك لا يعني سوى فشل الاستراتيجية العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي، وارتداد الحرب بنتائج عكسية لتصبح قوات صنعاء في عمق المناطق السعودية، بدل أن كانت السعودية تسعى للسيطرة على صنعاء……
🇾🇪اليمن ينتصر وقرن الشيطان😈 ينكسر
Discussion about this post