أشواق مهدي دومان
لكلّ عصر يزيد و في كل عصر الحسين ، و ليس يزيد فردا بل فكرا منحرفا ، كما أنّ الحسين ليس فردا بل فكرا و ثورة عكسيّة تواجه صلف يزيد،،
اكتمال و تعانق أو تسابق في افتراق الضّديات يتجلّى في وجود ظلم و بالمقابل و ضدّ الظلم تكون حركة مواجهة له، _ و قبل أربعينيتك يا سيدي ( إبراهيم بن البدر الحوثي ) يخطف رجال اللّه روح من اغتالوك غدرا و ظلما فتشفى صدورنا ، و لو باليسير حين كان من اختطف روحك الزّكيّة هو من أذناب من اغتال رجلا بحجم وطن حمل نفس اسمك ، و كان رئيسا قبل عقود من الزّمن … اغتالته رؤوس دولة بني الأحمر ، فكان سيل من دماء الأحرار بينكما : أيّها الإبراهيمان ،،
نعم : شفى صدورنا عليكما رجال يقيمون العدل كأنّهم يقولون لأحدكما أو كلاكما : ما تركناك يا إبراهيم ؛ فإبراهيم الحمدي سيرة من ذهب ما استطاعوا تلويثها ،
و بعده كان رجال بين شهيد و مغيّب في سجونهم و …الخ ، و انتهاء باغتيال أخي الشّهيد القائد ( السيّد حسين بن البدر الحوثي ) الذي كان دمه أيضا جارفا لدولة بني الأحمر بل كان هو أصل و شرارة ثورة 2014 السبتمبريّة المصحّحة لثورة سبتمبر 1962 ، الذي تغنّى بها الأحمريّون و هم من قتلوها و أزهقوها بقتل الحمدي ،،
و بعد فقد مرّت الأعوام و كانت العِبَر ، و عرف العالم من عدوّ اليمن و من المحبّ فكان الحوثيّون و هم رجال اللّه ( و لكن كما سمّاهم الخونة و المرتزقة و الخونة و العملاء و باعة اليمن ) ،، كان الحوثيّون أبناء اليمن البررة باليمن و أهله بينما من عاداهم هو عدوّ اليمن بتحالفه مع محتلّ اليمن ، و لازالت الضّدّيات تواجه بعضها لتقيم توازنا توضّحه الأيام التي كشفت و أسقطت القناعات عن الوجوه ،،
و لنعد لإبراهيم اليوم : السيّد ( إبراهيم بن البدر الحوثي ) الذي لم يكن من سبب لاغتياله سوى الانتقام من المسيرة القرآنيّة التي لم تختزل اليمن فيها كما اختزلها الأحمريون فيهم و لهم ، بل إنّها عالميّة عالميّة القرآن و آياته و أوامره و نواهيه ، المسيرة القرآنيّة التي استوعبت كلّ أحرار اليمن و عاداها كلّ العبيد و خدّام أمريكا و إسرائيل ،
نعم لم يكن السيّد / إبراهيم الحوثي رجل دولة أو وزيرا فيها ، و حتّى أنّ الكثير لا يعرفه ( قبلا) فليسر مقامه ، و طيب عهده ، فهدوء سيرته ، و نقاوة سلوكه و سيرته في النّاس ورعا زاهدا عذبا نقيّا كسلسبيل النّبع لهو سبب ألمنا عليه فما أرهق قلبا و لا أزهق روحا ، و كم سمعنا عن رجال دولة بني الأحمر و أمينتهم أو لنقل أشباه رجالهم ( و كلّهم أشباه ) في عهد ماقبل 2014 ، كانوا رُجيلات شذّت سمعاتهم ما بين قاتل و قاطع طريق و خائن و عربيد يتسكّع على أبواب البغايا ،
كان الواحد منهم يقتل شرطي المرور لو أوقفه لأمر ما ، و من شدّة كبره و غروره لا يعدّ روح ذاك الشرطي روحا تستحقّ أن توقفه لإقامة نظام و هذا أبسط مثال ، و للقارئ العودة لتاريخ و سيرة حكومة بني الأحمر و أمينتها ( من بعدها ) ، و يفتح صفحاتها صفحة صفحة فلن يجد سوى الظلام الدّامس المشرّب بحمرة دمّ كلّ حرّ؛ فذاك الحمدي رئيس اليمن و مشروع بنائها الأوّل تطاله أياديهم القذرة و تستمر في الطول لتزهق كلّ روح بها نبض علم أو إبداع أو ثورة حقيقيّة أصيلة لا يتنافسها الشّرق و لا يعبث بها الغرب و لا يكثر و يتشاكس فيها المتنافسون ؛ فقد رأينا أذيال تلك الثّورات الإخوانجعفّاشيّة الزائفة التي حاربت ذاتها بذاتها و أزهقت نفسها كما :” جنت على نفسها براقش ” ، و أكملت تاريخها بالارتماء في أحضان أربابها من سفير سعودي إلى سفير أمريكي ، و مامن قيمة أو اعتبار سوى توثيق تاريخهم المشين المخزي ، و هكذا يقفل المتطلّع و المتابع صفحات سيرتهم التي يفترض أنّها تنكّس رؤوسهم ، و تجعلهم يغضّون طرفهم و لا يرون سوى بين قدميهم ؛ فسيرتهم بين خزي لصوصيّة إلى عار عمالة و ارتزاق و خيانة وطن ، ،
فهل يستوون مثلا برجال ضحّوا بأرواحهم و دمائهم من أجل قضيّتهم و عقيدتهم و أرضهم و عرضهم ؟
هل يستوي الأحمريّون برجال اللّه ،
كلا و لا لن يستووا ، و قد شهد العالم بأنّ الخونة و المرتزقة هم الأذلّون ، و أنّ رجال المسيرة القرآنيّة هم الأعلون ، و للمنكر أن يفتح صفحة عدن و الجنوب ( اليوم و الآن ) و يقلّب فيها منذ تفريغ الوحدة في 1994و إلى اليوم و ليرَ أين ودور الأحمريين ( بفروعهم الثلاثة ) ، و أذنابهم و أمينتهم و عجائنهم ، و ما دورهم في الشّمال ، و أين وصلوا في الجنوب و هم يرون أربابهم يبيدون أذرعهم ( في الجنوب ) و جمعهم و مرتزقتهم يدفعون الثّمن لكلّ فكرهم المنحرف الذي أراد الأقلمة ، و الذي مزّق الجنوب إلى بيوت عنكبوت ، و في المقابل : ليفتحوا صفحة رجال اللّه مَن كان العملاء و المرتزقة و الخونة يتشدقون بهم حربا و عدوانا من 2004 و إلى اليوم و كيف استبدل ربّ العالمين أولئك الظلمة الفجرة برجال و أصحاب كهف مرّان الذين لم يرفرف علم الإمارات و لا أمريكا على جبل مرّان بينما رفرفت أعلام أربابهم من سعودي إلى إماراتي ومنها إلى بريطاني و إسرائيلي و أمريكي على جبال و تراب الجنوب ، و
لا عزاء .
Discussion about this post