كتبت / *دينا الرميمة*
مجدداً ككل عام أتت عاشوراء حاملة معها ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة تهون أمامها كل آلامنا وننسى عندها كل فاجعة حلت بنا
عاشوراء فيها تبكي جوارحنا قبل المأقي والجفون وتسكب دمعها بخشوع أمام مصاب آل بيت رسول الله، تأبى الأحزان إلا أن تنال من القلوب المتعبة فتدميها بسهام كتلك التي نالت من بنات رسول الله في الطف ،
ومن صرختك أاذبح عطشاناً وانا ابن بنت رسول الله تأبى الروح إلا أن تكون ثكلى
والفؤاد مكنسر جريح ،
تقف اللغة بمفرداتها عاجزة أن تصف هول هذا المصاب،
وتقف الأقلام دامعة على وجنات التأريخ وهي تروي أحداث هذا الفعل الإنتقامي من الإسلام قبل أن يكون من آل بيت رسول الله عليهم أفضل الصلاة والسلام انتقاماً لإجدادهم من حاربوا الله ورسوله في بدر فأوردهم غيهم وكفرهم سوء الخاتمة، ومن ضربات حيدر الكرار فيهم انتقموا من إبنه الحسين الذي لم يخرج لقتالهم اشراً ولابطراً إنما للاصلاح في أمة جده المصطفى.
فكان أن ذبح رأسه الشريف إرضاء لغرورهم وشفاء لحقدهم الدفين،
وأعلنها يزيد مستبشراً :
ليت اشياخي ببدر علموا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً
ثم قالوا يايزيد لا تُشل
فجزيناهم ببدر مثلها
وأقمنا ميل بدر فأعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل ..
يومٌ ظنه يزيد فرحاً وبشرى،
يوماً ذبح فيه صاحب الحق على يد من لا يستحق وليس له شيئاً من الحق،
يوماً فرحوا فيه انهم انتصروا ولكن الله لا يحب الفرحين فلم يكن ذاك اليوم إلا بداية سقوطهم وانكسار ممالكمهم،
وهانحن اليوم وبعد كل تلك السنين نبكيك ونلعن قاتلوك وبكل ذاك الثبات نثبت أمام كل من انتهج نهجهم لينالوا من كرامتنا وعزتنا كما ظن أصحاب ذاك الزمن أنهم نالوا منك وقطعوا حبال مبادئك…
نعم
سنبكيك ياحسين لكن ليس كما بكاك قاتلوك وهم يحتزون رأسك الشريف من جسدك الطاهر،
سنبكيك ولكن ليس كبكاء من ناديتهم (هل من ناصر ينصرنا ) فلم ينصروك !!
سنبكيك ولكن ليس كبكاء من خذلوك وهم يرون رأسك محمولاً على أسنة السيوف ونساؤك وبناتك تساق سبايا مكبلة الأقدام،
بل سنبكيك كبكاء زينب الحوراء وهي تقبل موضع السيوف والسهام التي ستنهال عليك
سنبكيك كبكائها وهي ترى جسدك الطاهر تدوسه أقدام الخيول وكعزتها وصبرها سنلملم جراحتنا وبشموخها وشجاعتها سنقف بوجه الطغاة والمتكبرين كما وقفت في وجه يزيد قائلة :
(مافريت إلا جلدك ولاحززت إلا ولتردَّن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته وأنتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يلم الله شعثهم ويجمع شملهم ويأخذ بحقهم).
نعم سنبكيك وأمام تهديد الطغاة والمتجبرين بقتلنا وحصارنا سنتحداهم بصمود كما تحدت زينب تهديدات يزيد قائلة:
(كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا يسقط عنك عار مافعلت فهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي الله ألا لعنة الله على الظالمين ).
سنبكيك ونحزن ولكن لن نبق اسيري أحزاننا إنما ستكون نقطة انطلاق ومواجهة لاولئك الطغاة أحفاد يزيد وأحفاد اليهود وتشتعل فينا ثورة في وجه كل المعتدين علينا وأمام كل الهيمنة والإستكبار أمريكا وإسرائيل سنصرخ بصرختك (هيهات منا الذلة )
يأبى الله لنا نذل وديننا وفطرتنا،
ستُحي ذكراك فينا روح الجهاد ضد الظلم وسنحمل نهجك ومشروعك العظيم للتغيير في واقع كادت قوى الشر أن تطغى على كل القيم والمبادئ الإسلامية ،
سنسطر ملاحم خالدة ضد هذا العدوان شبيهة بتلك الملاحم التي سطرها أتباعك في كربلاء وخُلدت إلى يومنا هذا .
وفي يوم عاشوراء نعلن لسيدنا ومولانا السيد القائد عبدالملك سلام ربي عليه ماتركناك ياحفيد الحسين…
وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء الطف ستنتصر دماء الشعب اليمني الحسيني، هذا الشعب قد رفع يد الإمام علي كما رفعها الرسول في يوم الغدير وتموضع في ذروة النصر الإلهي فالله يقول ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني السلام أبداً مابقيت وبقي الليل والنهار،،
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أنصار الحسين .
Discussion about this post