عبدالملك سفيان
(حسين مني وأنا من حسين،أحب الله من احب حسينا)
في اليوم العاشر من شهر محرم من هذا العام1441،يستذكر الشعب اليمني العظيم ومن واقع مظلوميته الكبرى ومعاناته المؤلمه القاسيه،لمايتعرض له ويواجهه من الحرب العدوانيه الظالمه الكونيه الشامله،التي تشن عليه منذ خمس سنوات من قبل قوى الشر والارهاب والطغيان والاستكبار الاستعماري الصهيوني الوهابي،الامريكي الاسرائلي الغربي السعودي الاماراتي وتوابعهم وعملائهم ومرتزقتهم،التي تستهدف كيانه ووجوده وحياته ووطنه وعرضه وسيادته واستقلاله وخيراته وثرواته وامنه واستقراره وسلامه وحاضره ومستقبله،بالقتل والاباده والحصار والتجويع والاحتلال والنهب والاستحواذ.
ويتذكر الشعب اليمني في هذااليوم،ثوره مجيده فريده وثائر جسور عظيم،ويستلهم من التأريخ الاسلامي صفحه ناصعة البياض،يستذكر حدثا جللا،بقيت آثاره وامتدت نتائجه على مدى التأريخ حتى يومنا هذا.
ان رائد تلك الثوره الجهاديه المحمديه وقائدها هوعلم رفيع عظيم من اعلام الامه الاسلاميه المحمديه ونجم مضيء من نجوم الهدايه في سمائها،ذلكم هو الامام الشهيد الحسين عليه السلام،الشهيد ابن الشهيد ابو الشهداء،إمام الثائرين إمام الشهداء وينبوع الشهاده المتعاقبه التي لايماثلها ينبوع في تأريخ الانسانيه جمعاء،انه الثائر المقدام الذي لبى داعي المروئه والشهامه.
وهوالامام الحسين ابن علي بن ابي طالب امام المتقين ،وهو احد السبطين واحد سيدي شباب اهل الجنه وريحانتي جده المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم،وأحد الخمسه اصحاب الكساء الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،وأمه فاطمه الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لقد كانت ثورة الامام الحسين عليه السلام امتدادا تأريخيا فعليا حقيقيا لمنهج الاسلام المحمدي الاصيل القويم،وكانت ثورته تعبيرا عمليا عن حقيقة الاسلام كمشروع حياه كريمه وسمو واخلاق وعداله وخير وحريه وسلام لبني الانسان.
لقد كان الامام الحسين رمزا من رموز الاسلام المحمدي الاصيل في حركته وجهاده وثورته وفي تضحيته واستشهاده،بحمله راية الاسلام وتمثله بحق وعبر عنه بالموقف والفعل.
انها مدرسة الاسلام المحمدي الاصيل الذي انجب أولئك. العظام من آل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،الذين حملوا رايات الثوره والجهاد رايات الخير والحق والعدل والعزه والكرامه وجادوا وضحوا بانفسهم وارواحهم من اجل انقاذ الامه من جبروت الطغاه البغاه الظلمه،ومن اجل اصلاح احوالها.
لقد ثار الامام الحسين وضحى بروحه شهيدا. ومعه ثله من اقربائه وانصاره الخلص في مواجهة الطاغيه الاموي يزيد وجحافل جيشه،من اجل ان يسود العدل ويقوم الحق ويزهق الباطل ويزول الظلم والطغيان وتطهر الارض من رجس الفساد الاموي اليزيدي .
وكان الامام الشهيد الحسين حقا،للمظلومين عونا وسندا وللظالمين خصما عنيدا.
لقد ضمنت ثورة الامام الحسين عليه السلام للاسلام المحمدي الاصيل جوهره ونقائه الاخلاقي،وانقذت الامه الاسلاميه من تناسي واهمال القيم الاخلاقيه الانسانيه والدينيه،لان ثورة الامام الحسين هي ثورة الخير في مواجهة الشر وثورة الحق في مواجهة الباطل وثورة العدل في مواجهة الجور والظلم وثورة محاسن وفضائل ومكارم الاخلاق في مواجهة مساوئ الاخلاق.
لقد تفرد امام الثائرين امام الشهداء الحسين عليه السلام،في سجل التاريخ الانساني،بالعظمه والجلال والبهاء والمجد والخلود،عندما حمل راية الثوره والجهاد،راية الحريه والحق والعدل،وحمل روحه على راحته في منازلة ومواجهة طاغوت ذلك العصر الاموي ،يزيدابن معاويه واعوانه الذين طغوا وبغواوظلموا واجرموا بحق العباد والبلاد واكثروا فيها الفساد،ذلك الحكم الاموي اليزيدي الذي انحرف عن مسار القيم والمبادئ الاخلاقيه السلوكيه السياسيه للاسلام المحمدي الاصيل القويم
.وقد كانت الامه الاسلاميه في عهد الحكم الاموي اليزيدي الغاصب،تعيش اسوأ حالاتهاوالتي ساد فيها الظلم والجور والبغي والقهروالاضطهادوالفساد والجبروت والطغيان الاموي والذي بلغ اقصى مداه.
ولقد كان لهذا الواقع المأساوي الذي تعيشه الامه،وقعه المؤلم في نفسية الامام الحسين الذي جعله لايهداء له بال ولايهنأ له عيش،وكان الامام الحسين لايطيق العيش والحياه في وجود الظلم والظالمين ويتبرم منهم،وكان يعيش في الحق وللحق والعدل ويسعى لاقامته ونصرته.وبادرالى الثوره لتغيير هذا الواقع المرير والتحرك في اوساط الامه يدعوها الى التحرك والثوره ضد الباطل والظلم،فكان عليه السلام ثائرا غيورا على دين الله وعلى رسول الله وعلى قيم ومبادئ ومثل الاسلام المحمدي الاصيل،الذي انحرف عن مساره الصحيح الحكم الاموي اليزيدي واتجهوا بنظام الحكم وراثيا نحو مصالح الدنيا ودون ما اكتراث بقيم واخلاق الاسلام المحمدي الاصيل.
ان عظمة الانسان تقاس وتتجلى بمقدار مايقدمه من عطاء وبذل وتضحيه وفداء،في سبيل الله من اجل رفعة المستضعفين،وفي سبيل بلوغ الامه الخير والحق والعدل والحريه والكرامه والعزه والسلام،وهذا ماجسده اعظم و خير تجسيد على ارض الواقع الامام الحسين عليه السلام،في ملحمه نضاليه كفاحيه ثوريه جهاديه فدائيه فريده من نوعها في التاريخ الانساني.
ان اعظم الشجاعات واعظم البطولات هي شجاعة وبطولة البذل والعطاء والتضحيه والفداء بالروح والنفس في سبيل الله في سبيل الحق وهذا مافعله وقام به وجسده الشهيد الامام الحسين عليه السلام.
وستبقى كربلاء الحسين ابد الدهر،تنتصر على سيوف الجور والظلم والطغيان والاستكبار.
Discussion about this post