أشواق مهدي دومان
أهل عدن وصلت بهم إلى نفي و حرب الدّحابشة ( كما يسمّوننا أهل الشّمال) ، وهؤلاء الدّحابشة ما بين طالب رزقه في دكان أو بقالة يطلبون رزقهم بشرف ، و لم تلطّخهم رزايا العقد المذهبيّة المناطقيّة الطائفيّة النتنة ليتوقعوا يوما أنّهم سيُحاربون من إخوتهم في الجنوب و بكلّ حقد و غيظ و مكر يشبه مارقي تعز حين كانوا يفجّرون بيت من يعتقدون أنّه زيدي و يلبس جنبية و عسيبا ، و لا عجب فكلّ من يحمل ثقافة الوهابيّة و الإخوانجيّة يمكن ضمّه لداعش، و دون أدنى شكّ ،،
هي ثقافة عدوانيّة يتم بناءها كنسيج العنكبوت خيطا خيطا و يتم شبك الخيوط بمهارة ، و لكنّها مهارة واهنة منهارة ففي لحظة يمكن أن تهدم خيوط العنكبوت بحركة بسيطة أو مكنسة أو حتّى بصفعة من حذاء ، و هذا ما يحدث و يمكننا تشبيهه من عشعشة الثّقافة العدوانيّة للإنسانيّة في ضمائر الإخوانجوهابيّة ، و كذلك العفافشة فكلّهم وجوه لعملة واحدة ، و يعملون ضمن فريق واحد يتبادلون الأدوار فيه ، و يتقاسمون الصّفات و المهام، و كلّهم يستظلّ بترامبو و نتنياهو و أمريكانو و بريطانيو ، و كلّ ذلك و الارتزاق يجمعهم ، و مع ذلك فجمعهم أوهن من بيت العنكبوت فكلّهم يأكل صاحبه كما العنكبوت تأكل أنثاها الذّكر فيما يتآكل الصّغار بوحشيّة، و هم لازالوا في بداية مشوار حياتهم، و بعد تفقيسهم مباشرة ،، و في هذا الفكر و هذه الثّقافة يُصنع التّفكيك ، و الاغتراب ، و التقاتل بين أفراد البيت الواحد ، و هذا ما تشرف عليه الدول الاستعماريّة بقيادة الشّيطان الأكبر، و التي تحرّك خيطها الرّفيع ( دُماها في السّعودية و الإمارات ) فتتحرّك تلك المستعمرات بدورها لتحرك ( دُماها التي تزعم أنها يمنية ) بينما تقودها الدول الاستعماريّة جميعا ،،
يتقاتلون في ماراثون ما عدنا نفهم هل هو صراع ثيران أم سباق حمير يتدافع كلٌّ منها لإرضاء صنمه ، و بينما يُسحق الضّعفاء يعلن كبار الأصنام انفصال الجنوب عن الشّمال في هزليّة دراميّة بدأ بتمثيل دور الانفصال فيها و غذّاه ( علي عفاش ) في حربه على الجنوب عام 1994 هو و وجهه المشرق بشمس الإصلاح ، و انتهى السّنياريو بتمثيل دور الانفصال أيضا على يد عفاش ( ابن الأخ طارق ) في قصّة و تاريخ عائلي أحمر على أسود فكلّهم خائن، فقيادتهم للحرس و العمالقة و الفرقة و لم نرَ منهم إلّا خيانات للشّمال تتبعها خيانات للجنوب ومعهم لفيف بقيّة فرقة ( حسب اللّه ) للارتزاق بداية بالمركوز : عبد ربّه و انتهاء بأحقر حذاء للعدوان ، حتى علا في عدن صوت يقول : هنا الأقزام يلبسون ثوب العمالة ، و ما من ساتر ليغطّي قبح ارتزاقهم و العمالة ، و هذا الجنوب و هذه عدن تموت من جديد و يبعث بها سبيّة للإمارات و من ورائها بريطانيا بأياد محسوبة على اليمن ، و قد احتارت عدن حين سمعت صدىً من لحن قديم كان يردّد : برع يا استعمار برع ، من أرض الأحرار برع ، و لكنّها عدن اليوم التي لم تخرج خائنا و لم تتنكّر غير لدحباشي ضعيف كان يعمل بها لينفع أهلها ، و يكسب لقمة عيشه من ذلك الثّغر الذي ماعاد باسما بل بات باكيا مكلوما ، و السّلام .
Discussion about this post