نتنياهو ذكر الإنتصار على هامان وأكَّد على إقتحام رفح

*نتنياهو ذكر الإنتصار على هامان وأكَّد على إقتحام رفح*

*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*أصبح نتنياهو كلما قرأ قصة من قصص التوراة المزعومة تأثر بها، وأراد أن يطبقها. وأصبح نتنياهو يُسقِط قصص التوراة على الأحداث الحالية، وبدأ يقيِّم الخير والشر متأثرًا برواياتهم عن إبادة هامان الأجاجي وأقاربه ونسله وكل من يمت إليه بقرابة، حتى بلغت حصيلة التطهير العرقي حوالي 75.000 قتيل. فالإنتصار الذي زعمه نتينياهو على هامان كان أول إبادة جماعية نفذها اليهود قبل الميلاد بأهل هامان الأجاجي وعشيرته بما فيهم النساء والأطفال منذ 2489 عامًا .*

*فماذا قال نتنياهو:-*

*أكد نتنياهو، أمس الاحد، أن الجيش الإسرائيلي سينفذ غزوه لرفح، قائلًا إنه “لا يمكن هزيمة الشر المطلق من خلال تركه وحده هناك”.*

*وجاء ذلك خلال احتفال نتنياهو ، بعطلة بوريم اليهودية مع ضباط من كتيبة إيريز التابعة للشرطة العسكرية، قائلا لهم: “سندخل رفح ونحقق النصر المطلق.. لقد قضينا على هامان وسنقضي على [زعيم حماس في غزة يحيى] السنوار.”*

*ووفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قال رئيس الوزراء بعد قراءة كتاب إستر: “نحتفل اليوم بعطلة عيد المساخر.. منذ أكثر من 2000 عام في بلاد فارس القديمة، سعى الطاغية المعادي للسامية، هامان الشرير، إلى إبادة اليهود من على وجه الأرض. قام اليهود واتحدوا وقاتلوا وحققوا انتصارًا كاملًا”.*

*وتابع: “اليوم في بلاد فارس الحديثة، نشأ ظالم جديد – النظام الإيراني، الذي يسعى إلى إبادة الدولة اليهودية.” لقد رأينا بالفعل ما فعله أحد رسل هذا الطاغية. في 7 أكتوبر، ارتكبت حماس ما أسماه الرئيس بايدن “عملا من أعمال الشر المطلق”.*

*وأضاف: “لا يمكن هزيمة الشر بتركه بمفرده في رفح”.*

*وقال نتنياهو أثناء زيارة حرس الحدود من فيلق الشرطة العسكرية: “سنتحد ونقاتل ونفوز تماما كما فعلنا في العصور القديمة.. سندخل رفح ونحقق النصر الكامل”.*

*ويبدو أن نتنياهو العلماني يريد أن يصبح حاخامًا بين ليلة وضحاها. فقضية أستير وتغيير قرار الملك هي صحيحة واما أسباب إستصدار هامان الحكم المبرم لقتل كل اليهود فلن يذكرَه كتاب أستير أبدًا؛ لأنهم كعادتهم وطبيعتهم كانوا يكيدون المكائد للإنقلاب على الحكم فكشفهم هامان الأجاجي ووافق الملك على قتلهم.*

*واستطاعت أستير بجمالها الأخّاذ التأثير على الملك فألغى قرار قتل اليهود واخذت الخاتم ختى لا يتراجع في أقواله. فقررت أستير الإنتقام من هامان شر إنتقام؛ ونصبت له مكيدة وقع ضحيتها وشنقه الملك بنفسه.*

*ومن التوراة، فقد قامت الملكة استير زوجة الملك الحديثة بإحباط هذه المؤامرة. ودعت استير هامان والملك إلى مأدبتين. واخبرت الملك في المأدبة الثانية ان هامان يخطط لقتلها (وقتل اليهود الآخرين). فأغضب هذا الامر الملك، كما ازداد غضبه عندما عاد إلى الغرفة بعد وقت قصير ووجد هامان طريح اريكة استير بقصد توسل الرحمة من استير، إلا ان الملك فسَّر ذلك بأنه خطوة تمهيدية لممارسة الجنس مع الملكة.*

*وتم شنق هامان بأمر الملك من على المشنقة التي ارتفاعها 50 ذراع، والتي اعدها هامان بنفسه اصلاً بتوصية من زوجته صريش لشنق مردخاي. كما تم تعليق جثث أبناء هامان العشرة بعد ان تم قتلهم . وجدير بالذكر ان اليهود قتلوا ايضاً حوالي 75,000 من عشيرة هامان وأقاربه.*

*ويبدو أن أستير قد دعت هامان إلى غرفتها وهو أمر ممنوع وأرسلت وراء الملك الذي غضب جدًا وصاح: “هل وصلت وقاحة هامان إلى هذا الحد، أن يدخل إلى حجرة زوجتى ليضطجع على سريرها ! إلى هذه الدرجة وصل شره أن يشاركنى في زوجتى بالاضطجاع معها !”*

*وحتى الكتاب المقدس شكك بأسباب دعوة هامان إلى الوليمة فذكر التالي:*

*”دعت الملك الى وليمة خاصة مع هامان . لعل تأجيل استير لطلبها الحقيقى طالبة من الملك ان يقبل دعوتها للوليمة المعدة له ولهامان ، كان لسبب او آخر لم يذكره الكتاب المقدس.*

*وهناك في بعض الأسفار بأن مكيدة أستير وصلت بأنها ومردخاي طلبا من أحد الحاخامات كتابة بعض الروايات عن محاولة قتل الملك ليتأكد الملك عن نية هامان من قتل الملكة وشعبها.*

*فيا نتنياهو؛ إن نفسيةوتفكير اليهود لم يتغيرا عبر القرون؛ فما حصل قبل 465 عامًا قبل الميلاد من دسائس ومكائد وإرتكاب المجازر أصبح في جينات اليهود الوراثية. فالإبادة الجماعية التي حصلت بحق هامامان الأجاجي وكل عشيرته وهو من نسل العماليق؛ تطبقه أنت اليوم في غزة، وسيتكرر في رفح. فاليهود لم يقاتلوا في عهد هامان بل عمدوا إلى الغدر والتطهير العرقي الكامل للعرق الهاماني(75.000 قتيل) كما تفعل اليوم.*

*فاقرأ التاريخ الحديث جيدًا يا نتنياهو وتذكر ما حصل في 7 أكتوبر؛ وتذكر بأنك شخصيًا قتلت من اليهود 364 شخصًا في حفل سوبر نوفا الموسيقي لترمي التهمة على حماس، ولولا الدعم الأمريكي لك بأكثر من 350.000 طن من الصواريخ والذخائر لأصبحت إسرائيل في خبر كان.*

*فعليك يا نتنياهو قراءة الأحداث جيدًا فلا أنت ولا بايدن تحددون الخير والشر لتسقطاه على روايات توراتية؛ فالقانون الإنساني الدولي حدد الخير من الشر وانت نسفت ذلك القانون من أساسه وبدأت بتنفيذ الإبادة الجماعية، وألغيت مبدأ التناسب من قرارات الأمم المتحدة والإتفاقيات الدولية.*

*ولا بد من التذكير يا نتنياهو بأنك خسرت الحرب لأنك لم تستطيع تنفيذ أهدافك بعد 171 يوما من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة؛ بالرغم من إستعانتك بأمريكا والدول الأوروبية.*
*فالهروب إلى الأمام نحو تدمير رفح هو لإرضاء جنون عظمتك وساديتك ونرجسيتك؛ فالشر كل الشر متأصل بالصهاينة. وكما قال إمام الَمقاومة المغيّب الإمام موسى الصدر : “إسرائيل شر مطلق”.*

*والأمور تقاس بخواتيمها.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*25 آذار/مارس 2024*