✍🏻 عبدالرحمن الشبعاني
هناك إسلام من نوع آخر..
إسلام تعرض لبرمجة كثيرة، تعرض لحالة من التزييف والتغيير، ليس هو الإسلام الحقيقي…
بقي فيه بعض من الشكليات وحُرّفت فيه كثير من المفاهيم والمعارف وقُدّم ليكون توليفة مختلفة عن الإسلام في حقيقته، الإسلام كما هو في القرآن، والإسلام كما كان عليه رسول الله خاتم النبيين محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
الإسلام السعودي: هو توليفة تتناسب مع ماتريده أمريكا، ومع ماتريده وتسعى إليه إسرائيل، ويخضع دائما للمزيد والمزيد من عمليات التغيير، ومن عمليات البرمجة التي تحذف وتعدّل وتضيف وتقرر وتزيد وتنقص، وهكذا…
إسلام من نوع آخر.. إسلام يدجّن أبناء الأمة، ليس فيه التسليم لله والإتباع لرسول الله، والاتباع للقرآن الكريم..
بل الاتباع لترامب ونتنياهو، لأمريكا وإسرائيل، الخنوع والطاعة لأمريكا وإسرائيل، والولاء والتبعية المطلقة لأمريكا.
ولذلك كل مَـن يسارع في خدمة أمريكا، وفي الولاء لأمريكا، وفي التبعية لأمريكا وإسرائيل، كلما خَطَا خطوة في ذلك الاتجاه ابتعد بتلك الخطوة مسافات وأميال عن قيمه، عن أخلاقه، عن مبادئه، بحكم انتمائه للإسلام.
هذا الإسلام الذي تنتمي إليه!! لا تنطلق خطوة بالمسارعة بالولاء لأمريكا والتبعية لأمريكا، والولاء لإسرائيل.. إلا وأنت ابتعدت بهذه الخطوة وخرجت بها عن مبادئك كمسلم، وعن قيمك كمسلم..
والقرآن أكّد على ذلك حينما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومَـن يتولّهم منكم فإنّه منهم).. فإنه منهم، بهذا التعبير العجيب والمهم، والذي يحوي هداية عظيمة وهداية مهمة..
وفي نفس الوقت زاجر كبير وعظيم ومهم، يدل على خطورة المسألة وما يترتب عليها..
يؤكد هذه الحقيقة: (فإنه منم).. انخلع وانسلخ وخرج عن مبادئه وقيمه وعن انتمائه وعن هويته.
فهو في الوقت الذي يعبر عن نفسه وعن انتمائه بأنه مسلم، وأحيانًا بأنه حامل الراية الإسلامية كما يفعل النظام السعودي هو في واقعه، وحينما خَطَا خطوات المسارعة في الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، هو خرج عن مبادئ هذا الإسلام، وأصبح من أولئك، وفي طريقهم الذي رسموه له، هو في مسارهم الذي حدّدوه له، وهو منفصل كل الانفصال وبعيد كل البعد عن هذا الإسلام الحق، عن ديننا العظيم.
# مختصر من محاضرة السيد القائد عبدالملك حفظه الله













Discussion about this post