د. سليم الخراط
من يقف وراء الحصار المفروض على سوريا ..!؟
سؤال مهم وانما للإجابة على هذا السؤال علينا أن نقرأ المشهد من كل الزوايا وننظر إلى البعد الاستراتيجي لهذا الحصار الذي فرض على سورية وإيران والعراق واليمن وليبيا وعلى الكثير من الأحزاب والحركات التي تؤمن أن العدو لهذه الأمة هو العدو الصهيوني ، وكل الأنظمة التي تدور في الفلك الصهيوامريكي , ما هي إلا ادوات منفذة للقرارات الأمريكية لحماية المشروع الصهيوني ، ولا يصح أبدا أن ننظر لقطر فقط انه من الادوات المنفذة لسياسة الاستعداء للقوى القومية العربية أو اي فريق يعاني الحصار المفروض عليه دون النظر إلى أصل المشكلة واصل العدو ، ولرفع الحصار هناك طريق واحد لا ثاني لهما ، وهو أن يثق المحور المعادي لمحور العدو الصهيوني بنفسه أنه قادر ، ويبدأ فعلا وليس قولا أن يترجم ثقافة التلاقي والتواصل وتقبل الآخر لتفكيك مشروع فرق تسد الذي تفرضه السياسة الاميركية الصهيونية، هنا نضع المدماك الاول وحجر الأساس لنرفع علية مجد أمة ، أمة تثق بقوتها ولا تستجدي من الآخرين …
لذلك علينا ان نكون مبادرين , وان نثق بأنفسنا بأننا قادرون ، وقادرون على بناء مجتمع مقاوم ، متماسك لا ينظر إلى الوراء ولا ينتظر العدو ..
لقد قرات الكثير مما كتبه الزملاء المحلليين السياسيين والمهتمين بسوريتنا الغالية ومنهم الإعلاميين عبد الباري عطوان وعمار عوض وميخائيل عوض وغالب قنديل وناصر قنديل والكثيريون من عمالقة الاعلام ……. وغيرهم باحثا في طروحاتهم وتساؤلاتهم، لاجد نفسي امام سؤال واحد فقط لا غير هو الاهم والمهم اليوم .. لماذا تحديدا مصر تحاول ان تبيض وجهها مع سورية في هذا الوقت الراهن ..!!؟؟
فهل حي حقيقة ان مصر كما يقال : هي من تقف وراء المصالحة السورية التركية بِنَفَسٍ و رُوحٍ خليجية ، حيث اشير لذلك انه تم في قطر ، هذا العام تحديدا وفي ظل الظروف الدولية الراهنة .
فروسيا المتوغلة في المستنقع الأوكراني و المثقلة بالملف السوري والحذرة من ضياع التحالف مع تركيا و ثقلها الإقتصادي، أخذت الضوء الأخضر من مصر وبدأت بالعمل عليه لأنه فرصة من ذهب يبيض وجهها في سوريا وسيكفل لها بقاء حليفها أردوغان طوع أمرها على عكس المعارضة التركية المرتمية بأحضان الولايات المتحدة الأمريكية .
لذلك كانت الطروحات التي نقدمها واجمع عليها الكثيرين هي بصيغة أسئلة و أجوبة …!!
_ من أين أتت مصر بالضوء الأخضر …؟
من المؤكد والأكيد انه من المملكة العربية السعودية ام من ..!!؟؟ .
_ ما هو موقف قطر…..؟
على ضوء التطورات الحاصلة هو موافقة أكيدة بالطبع .. ولكن لماذا ..!! .
_ هل سنشهد لُحمة خليجية عربية سورية في قادمات الأيام….؟
حتما وبِلا أدنى شَك وسيرافقها عودة دمشق لجامعة الدول العربية عبر طريق معبد بمحاولات المجاملة العربية التي تعبر عن الاسف والحزن لما اقدموا عليه في سورية وكانوا ادوات منفذة لهذا التدمير الممنهج ..
_ هل سنشهد تحسن إقتصادي على صعيد الداخل السوري سببه التقارب مع تركيا و متى سيكون ذلك و ما هو الدليل…..؟
ان صح كل ما سبق واستنادا للواقع سيلمس الجميع هذا التحسن خلال ثلاثة أشهر القادمة إبتداءً من الآن وقبل لقاء الرئيسين الأسد واردوغان على ضوء الاتفاق سياسيا اولا ما بين وزراء الخارجية على تحقيق اللقاء وتنفيذ مضمونه بين الرئيسين، و الدليل هو تحسن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الذي بدأ منذ الآن وان كان في وضع التذبذب صعودا وهبوطا لكنه مؤشر وكذلك الدعم الذي كان وسيبقى خليجياً والذي بدأ تفعيل حقيقي بزيارات خاصة او معلنة ..!! .
_ هل سيكون الحل سياسياً في سوريا …؟
بشكل أكيد و على أساس حقن الدماء و إنتهاء الصراع والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإحترام حقوق الجميع، وسيكون بتنفيذ القرار الاممي 2254 ولكن كما يناسب السياسة السورية اولا ووفق لمصالحها والحفاظ على سيادتها ..!! .
_ ما هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية …؟
لم يعد لدى الولايات المتحدة ما كانت عليه سابقا كقطبا واحدا وشرطي ينفذ ببطشه وعصاه سياساته الخارحية لتحقيق مصالحه من خلال اخضاع منظومات الدول لسلطته واوامره، وحتما ستخضع للأمر الواقع بضغط إقتصادي خليجي وتفاهم مع روسيا نابع من الضغط في الساحة الأوكرانية …!!؟ .
_ ماذا عن عقوبات قيصر و قانون الكبتاجون الأمريكي …؟
كافة دول الجوار والدول الاقليمية ودول العالم اليوم امميا اصبحت تدرك هذه الدول الإقليمية وحلفاء الجوار بأن العنجهية الأمريكية في تطبيق عقوبات قيصر و قانون الكبتاجون خلال ثلاثة أشهر قادمة ستخلق حالة فوضى في سوريا مشابهة للواقع الليبي وهو ما سينعكس سلباً على الجميع و هو ما ترفضه الدول الإقليمية و الحليفة وخاصة دول الجوار والمعنيين بان تبيض وجوههم امام يورية وشعبها ..!! .
لذلك وجب إستغلال حاجة رجب طيب أردوغان للورقة السورية التي ستنقذه في الإنتخابات القادمة والتي ستشكل إنعكاساً إيجابياً على الواقع السوري يتمثل بإنتعاش يلمسه المواطن الذي هو الحاضنة الحقيقية لإستقرار الدولة .
_ هل من الممكن أن نشاهد وفوداً رئاسية وإقتصادية عربية في دمشق …؟
هذا ما يفرزه وسيقرره المنطق وواقع مجريات الأمور لمخاضٍ إستمر لعقدٍ داميٍ من الزمن وسيكون القشة التي ستقسم ظهر البعير، وانفتاح غير مسبوق طوال سنوات يعيد الحياة الى سورية وينعش شعبها، يتوازى ذلك مع عودة العلاقات الرسمية العربية والاوربية معا جتى لا تكون الامور في المنطقة لخدمة اي طرف او مصالح اخرى فالتوافقات مطلوبة وعاجلة لمصلحة الجميع وقبل ان يعصف بالمنطقة والعالم تسونامي يفوق الجميع في القدرة على السيطرة عليه ..!! .
_ ما نسبة نجاح ما تقدم ……؟
كل ذلك مضمون بنسبة جيدة جدا تتجاوز ليس فقط 90 % وما فوق إذا لم يتعرض رجب طيب أردوغان لمحاولة إغتيال ..!! وذلك من قبل الدولة العميقة في تركيا، وهي المنظومة مثلها كباقي المنظومات عالميا المرتبطة بالمنظومة الدولية الحاكمة ومدى امكانية سيطرتها عليها في هذه الظروف .
وهو ما دفعني لسؤال مهم يتساءله ابناء شعبنا العربي السوري ..!!؟؟
انه وفي خضم جولات الحوار بين المحتل التركي وسورية وتنازلات تعهد بها التركي، علناّ وضمناّ، لمطالب سورية، تجلت بخطاب التركي الإعلامي، وخطابه مع الطابور الخامس السوري ممن أطلق عليهم سيدهم التركي لقب (( معارضة سورية))، وقراراته بإعادة اللاجئين وسحب دعمه للمسلحين، وتعهده بتسليم مواقع قواته للجيش العربي السوري، وأحداث وحوارات كثيرة سرية وعلنية سبقت هذه اللقائات العلنية في روسيا، في خضم كل هذا، هناك شخصية لم يذكر جهدها أحد، ولم يذكر اسمها بيان او تصريح صحفي، ، شخصية حملت سورية في ضميرها ودافعت عنها في كل المحافل وهزمت كل من حاورها، شخصية ما نطقت إلا وكان أسم سورية منتصراّ متلازماّ مع تاريخ عريق معبق بعبق القدم والأصالة، علم وثقافة ومنطق وحجج لا يستطيع محاور ان يواجهها، شخصية لم يمنحها أحد حقها في متغيرات اليوم التي تسير لصالح الوطن .
لا أملك معلومات لا يملكها غيري ولا قنوات تواصل خاصة لدي مع قيادات أو شخصيات مقربة وذات صلة اي واصلة ..كما نقول بالعامية، ولكن كل هذه الامور بدأت تظهر وتسارعت بعد ان استلم سفيرنا بشار الجعفري مهامه كسفيرنا في موسكو، وبشار الجعفري عودنا من نيويورك انه رجل الافعال وليس فقط بارعاّ في الحوار، هي سورية والمخلصين لها أكثر بكثير مما يتصور البعض ويتقدمهم رجال جيشنا العربي السوري جيش الشرف والاخلاص المقدس ورجال الدبلوماسية السورية، حمى الله سورية وحمى كل من دافع عنها وتصدى لأعدائها، وحمى سفير سورية د. بشار الجعفري البار للوطن وشعبه والامين لقائد الوطن السيد الرئيس بشار حافظ الاسد . حماه الله وعزز خطاه في القادم من المواجهات انتصارا مستمرا .. والقادم قادم لا محالة وسننتصر بارادة الوطن قائدا وشعبا ان شاء الله .
Discussion about this post