💎 الحقوق الإنسانيّة ليست انتقائيّة 💎
بقلم ✍🏻 رئيسة المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة
#د_رولا_حطيط
………………………………………………………………
♦إنّ حقوق الإنسان تعني الإعتراف بـ وجود هذا «الإنسان» والحفاظ على كيانه وأمنه، فهي حقوق «أصيلة» يمتلكها جميع البشر في كلَّ زمان ومكان، ولا تخصّ فئة دون أخرى، كي نصل إلى مرتبة الإنسانيّة، هذا يعني أنّ حقوق الإنسان شاملة وغير قابلة للتّجزئة، فلا يمكن الاعتراف بحق الملكيّّة دون الاعتراف بالحق في حريّة المعتقد والضّمير، أو الاعتراف بحريّة الفكر مع رفض حريّة التعبير عن هذا الفكر، إضافة إلى أنّ هذه الحقوق غير قابلة للمصادرة أو الانتهاك، فهذا يتناقض مع فكرة حقوق الإنسان «الأصيلة» التي يتمتّع بها، كونه إنسانًا، بغض الطرف عن ديانته أو وضعه الاجتماعي أو جنسه أو لونه.
♦اللّافت اليوم ما نشهده في الإعلام الغربي حيث الإهتمام الكبير في تناول موضوع «حقوق الإنسان» في الجمهوريّة الإسلاميّة الايرانيّة، أو حقوق الإنسان من وجهة نظر الإسلام تحديدًا، فنجد وسائل إعلاميّة تنبري لتتصدّر المشهد العام، من خلال شعارات هزليّة وغير أخلاقيّة، تطال من خلالها شخصيات بارزة لها حضورها وتاريخها، اقله على مستوى جمهورها وبيئتها الحاضنة.
♦ فلاحظنا مؤخرًا صحفًا فرنسيّةً، حيث البلد الحضاري، تنتقي عناوين عامّة للإضاءة على ثغرات معينة وإبرازها أمام الرأي العام، في حين أنّها تعني الدولة نفسها، وقد نجدها في اكثر من نظام سياسي، وهذه الصحف تعمل على دعم هذه القضايا من خلال ترويج صور غرافيكية ساخرة هدفها طرح دعاية إعلاميّة، ممّا يدل على إفلاس هذه الصحف في محاكاة الوعي والإدراك عند المتلقي، ما يجعلها تختار منهجًا متطرّفًا اخلاقيًا، بشكل مدروس وممنهج للفت النظر أولا، والعمل على خلق ارباك في البيئة المستهدفة وزجّها في سجالات لاستنزاف طاقتها.
♦ ما يشرّع لنا طرح أسئلة اشكاليّة:
« هل الدول الغربيّة باتت تأخذ على عاتقها مسألة حريّة المرأة في ايران وتغض الطّرف عن حقوق المرأة الفلسطينيّة التي تتعرّض يوميًا إلى الاعتداء، بكافة اشكاله، من قبل كيان غاصب مرتزق دون أن تهتز الأقلام الإعلاميّة المختصّة في هذه الدول للدّفاع عن حقوق هذه المرأة التي تخسر أولادها وعائلتها ومسكنها» ؟؟
«اليس تناقضًا ما يحدث اليوم من خلال تشويه صور لشخصيات لها مكانتها الاجتماعيّة والعقائديّة لدى جمهورها، بحجة وجوب التنمّر على هؤلاء القادة بإسم الدّفاع عن حريّة التّعبير وحقوق الإنسان، في الوقت الذي يصرف النظر عن الاستبداد والاجرام الذي يتعرّض له الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال على مرأى ومسمع هذه الدول وغيرها من التّابعين لها»؟
«فهل باتت الحقوق حصريّة ومجتزأة وغير مرتبطة بإنسانيّة الإنسان بقدر ما هي مرتبطة بموقعه من هذا الدّين أو ذاك»؟؟
♦لعلّ هذه الدّول التي وضعت مواثيق حقوق الإنسان لا زالت تجد صعوبة في فهم المعنى الحقيقي لهذه الحقوق ، فنجدها تتحفّظ على الكثير منها وخاصّةً فيما يتعلّق بالضّمير الذي لا يهتز لدموع أمهات الشّhداء والاسرى في سجون الاحتلال، ولا يحرّك ساكنًا أمام مشاهد هدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم وتهجير الأطفال والتّنكيل الممنهج بذكريات طفولتهم.
♦هذه الدول ما زالت تبحث عن صيغ لحقوق الفلسطيني “أقل حقوقًا” “وأقل مساواة” “وأقل حرية” من الحقوق المعترف بها في المواثيق العالميّة.وهي اليوم منشغلة عن اجرام الكيان الغاصب، في بذل كل طاقاتها الإعلاميّة، والحقوقيّة، والثقافيّة، والماليّة، في البيئة الاجتماعيّة الايرانيّة لتجد ثغرة وتبرزها، لربما هي نفسها تعيشها في اطار ما، فتدخل من خلالها وتعمل على افتعال أحداث الشغب، وارباك الجماهير لتحول القضيّة المستهدفة إلى قضية رأي عام، في حين كان الاجدى لها كدول تصنّف نفسها ديمقراطيّة، أن تجعل من معاناة الشّعب الفلسطيني أولويّة لها في مجالس حقوق الإنسان التي تعقد صوريًا، حفاظًا على ماء الوجه، كمحاولة لوضع الحد أمام فاشيّة واجرام دولة الاحتلال العنصريّة، بحق فلسطين وشعبها، وان لا تلتهي بالقشور، للالتفاف على قضايا حقوق الإنسان، وطرحها وفق منهجيّة مفبكرة خادعة، و بإسلوب برجوازي، مما يعيق التحرّر الحقيقي للإنسان، ويصب في خدمة الصهيونيّة العالميّة.!!!
#فلسطين_قضية_الأحرار
Discussion about this post