د. سليم الخراط
كلام مطول قليلا وشواهد وقراءات فالمصلحة الوطنية اولا والخلافات بين الدول على المصالح حالات تنتهي باتفاقات تحد وقد تنهي من كل الخلافات .. لكنه يفيد هذا الكلام ابناء الوطن المهتمين بحقائق القادم من المجريات والاحداث في واقع المنطقة وتحولاتها على ضوء اللقاء السوري التركي الروسي المشترك، والمهم سورية صاحبة القرار السيادي اولا واخيرا رغم انف كل المحبطين، وان كانت تعاني من الكثير الذي سيتم التوجه لاصلاحه عاجلا على ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة ..
في واقع الحصار الجائر على سورية الذي يسمى القيصر الى القرارات الجائرة بتضييق الخناق على سورية وآخرها تشديد الحصار بحجة واهية هي مكافحة المخدرات وصناعتها ومحاولاتهم لصقها بسورية،كل ذلك بتوجيه واشراف من محور الشر بقيادة الشيطان الاميركي وادواته الذي يتحكم بمصير العالم ومنظوماته ويقرر سياساته وهو اليوم قد بدا يتهاوى ..
لذلك من حق السوريين ان يطلعوا على حقيقة ما جرى ويجري فهم اصحاب الازمة حيث لم ينتهِ عام 2022 الأسوأ على السوريين، إلا وكان هناك لقاءان متتابعان على مستوى عالٍ، الأول بين مسؤولين أمنيين سوريين وسعوديين في الرياض، ثم تلاه اللقاء الثاني في موسكو بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا، في إشارة إلى محاولات للخروج من الكارثة السورية، فهل يمكن للسوريين أن يتفاءلوا بقرب خروجهم من ازمتهم ومحنتهم المستعصية ..؟
في نظرة لواقع المنطقة والازمة السورية وتداعيات الصمت للسياسات السورية الهادئة والهادفة للحفاظ على حقها المطلق في القرارات السيادية السورية، بعيدا ورفضا لاي تدخلات خارجية من اي طرف كان .. تُرسم إيقاعات التحولات في شرق المتوسط، على مسارعة الأطراف الإقليمية المتصدرة للمشهد السياسي، لتثبيت وقائع النظام الإقليمي الجديد الذي لم يتم حتى الآن وضع ملامحه النهائية، وتؤدي فيه الجغرافيا السياسية لكل من سوريا والعراق دوراً أساسياً في تحديد مساراته النهائية، بما يمكن أن ينعكس عليهما كإمكانية للاستقرار والتنمية، أو استمرارهما في الانحدار نحو فقدان تكوينيهما الاجتماعي والسياسي، مرورا في حقيقة ما اتت عليه الحرب الروسية الاوكراني وما فجرته من مفاحآت كانت خافية على جماهير المجتمع الدولي .
لذلك وعلى ضوء طلبات الدولة السورية من الجانب التركي والتي لخصت من تحليل لكل ما كتب عن اللقاءات التي تعددت ما بين الاطراف الثلاثة ووصلت الى اللقاء الاخير في موسكو برعاية روسيا الاتحادية وكانت التالي :
1_سحب جميع قو.اتها من الشمال السوري.
2_تسليم الدولة السورية جميع المعابر الدولية.
3_الضغط لاخراج القوات الامريكية من شرق الفرات.
4_تسليم ادلب للدولة السورية.
4_تقيد نشاط ماتسمى المعارضة السياسي والاعلامي.
5_وقف اعلام ماتسمى بالمعارضة في تركيا.
بينما كانت مطالب الجانب التركي :
1_المساعدة في تفكيك مشروع قسـ.ـد الاميركي المصنع، وفتح الاجواء امام الطيران التركي لضربها.
2_تأمين عودة اللاجئين من تركيا الى سوريا.
3_تعديل اتفاقية اضنة من 5 كم الى 3 كم.
الجميل ان ما يؤكد ايجابية اللقاء هو التصريح الذي يقول : فقد كانت الاجواء أيجابية وبنائة و هي ستستمر حتما هذه الاجتماعات الثلاثية تباعاً ….
إن ما يتم تحديده النهائي ومحاولة تحقيقه اليوم هو مستقبل العلاقات السورية التركية والذي لا يتم الا بتوافقات متبادلة تنتج اتفاق نهائي ومنها المطالبة السورية بتاكيد تحقيق التالي :
المباشرة بتسليم قادة الإرهاب لـ سورية.
مصادرت أملاك وعقارات كل من شارك فيما يعرف بـ الثورة السورية.
إعادة اللاجئيين السوريين بتنسيق تام مع حكومة دمشق.
تنسيق عسكري وسياسي لـ وأدِ مشروع الربيع العربي بشكل نهائي.
في وقت قسد تعيش أسوأ أيامها، وتستمع إلى أسوأ الأخبار القادمة من موسكو ودمشق وأنقرة، والنتائج بدأت فورا حيث هرب منذ ايام قليلة ثلاث قياديين من قسد ..!!، وعلى قسد العودة العاجلة للوطن مباشرة، او عبر القناة الروسية الضامنة ان ارادت تجاوز كافة العراقيل التي تواجهها في عودتها لكنف الوطن وهي فرصتها اليوم ..!! .
لكن الاهم من كل ذلك كان هو الرد التركي المباشر الذي أعقب هذا اللقاء والذي كان للرئيس التركي أردوغان الذي أُخبر أعضاء الائتلاف السوري المعارض ضب الشناتي والعودة إلى سورية أو السفر إلى موزمبيق ..!! .
دمشق تكلمت ودمشق بدبلوماسيتها الهادئة وتاريخها العريق في صناعة السياسات ولو لم تسر الأمور وفقاً لما تريده دمشق خلال الاجتماعات الأمنية لما حصل اللقاء بين وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا الذين انتهوا بتحقيق اجتماعهم في موسكو ضمن ما تم التصريح عنه بانه كان ضمن أجواء «إيجابية» كشف عن الكثير منها..!!
حيث تم الاتفاق على محاربة الارهاب بكل أشكاله، وتم الاقرار بأن صورة توضحت عن هوية أيتام أردوغان بعد لقاء وزراء دفاع سورية، روسيا، تركيا، هم الدواعش والقاعدة، وجبهة النصرة، وجيش المرتزقة ” الجيش الوطني” وقسد .. لذلك كانت النتيحة النهائية والخاتمة وقد قررها خليفة المسلمين الذي صنع نهايتها وقرها بكم يا أخوة الإيمان نقطة على أول السطر 2023 عام الانتصارات لسورية المنتصرة، اللقاء في موسكو والبكاء واللطم في الجزيرة السورية والشمال السوري .. بداية نهاية الأزمة السورية وأول مسمسار يدُق في نعش المشاريع التقسيمية العابرة للحدود ويترافق مع ما سيتم من تركيا وهو تسليم مارع و الباب و جرابلس واعزاز وادلب للدولة السورية ..
حين يتكلم الوطن ويقول : جرى اليوم لقاء جمع وزير الدفاع واللواء مدير ادارة المخابرات العامة مع نظرائهم وزير الدفاع التركي ورئيس جهاز المخابرات التركية في موسكو وكان اللقاء إيجابيا، حيث كانت المحادثات في موسكو بين وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا والذين بحثوا حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين ومحاربة المتطرفين بسورية، وان الإجتماع بين وزراء الدفاع في روسيا الاتحادية وتركيا وسورية ورئيسي الاستخبارات السوري والتركي في موسكو انعقد في جو بناء،
حيث صرح وزير الدفاع التركي حول اللقاء الثلاثي في موسكو قائلا : أننا أكدنا على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف وفق القرار الأممي 2254 .
لكن هذه المرة قد تتحقق خاتمة لكل ما جرى ويجري منذ سنوات وهي الصلاة المطلوب تحقيقها ما بين السيد الرئيس بشار الأسد مع الرئيس التركي رجب اردوغان والقادم والتي سيكون في الجامع الاموي بدمشق عاصمة التاريخ وعاصمة الامويين .. .
ما كان مقنعا اليوم هو مقال تفاهمات ما بعد اللقاء الثلاثي التركي السوري الروسي في موسكو.. للدكتور بسام أبو عبد الله لــ غلوبال : ليس تكتيكياً بل استراتيجي وتأثيره على الواقع الميداني سيكون سريعا ..!!
فقد أكد أن اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا هام جدا كونه أول لقاء وزاري بين سورية وتركيا منذ أحد عشر عاما، ويأتي بعد لقاءات أمنية استمرت بين أجهزة المخابرات، وأيضا كان يتخلله لقاءات وزارية كما جاء في كلام وزير الدفاع التركي قبل عدة أيام، حيث وصف المسار بين دمشق وأنقرة أنه ليس مسار وردي هناك الكثير من الألغام والعقبات، لكنه فتح وفتحه يعني جدية الأطراف جميعها في إيجاد حلول ستنعكس على البلدين والشعبين.
وقد لفت لوجود تهديدات للأمن القومي السوري في المشروع الإنفصالي الذي تقوده الولايات المتحدة وتدعمه من خلال ميليشا قسد وأيضا هذا التهديد ينعكس على تركيا وأمنها القومي، بالتالي هذا اللقاء يتعلق بالأمن القومي للبلدين وأيضا باستقرار المنطقة، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم تجاوزه إلا بتعاون ثنائي سوري- تركي، وقدأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن اللقاء جاء لوضع أجندة عمل ميدانية كون هناك قضايا ميدانية عسكرية تتعلق بالجيشين السوري والتركي بالتنسيق مع الروس الذين ساهموا في وقف العملية العسكرية البرية التي كانت ستعقد الوضع باتجاه إيجاد مخارج ثنائية سورية- تركية بمشاركة الروس للضغط وإنهاء التهديدات النابعة من المشروع الانفصالي، متوقعا أن تحاول الأطراف المتضررة من هذا التقارب وفي مقدمتها الولايات المتحدة عرقتله، متوقعا أن يتبع هذا للقاء لقاءات أخرى لوزراء خارجية ثم قمة سورية- تركية بحضور الرئيس بوتين وهذا سيكون له انعكاسات كبيرة للمرحلة القادمة.
وقد شرح تعقيدات الملف السوري- التركي في الكثير من التفاصيل من قضية مكافحة الإرهاب، إلى قضية اللاجئين، إلى القضايا الإقتصادية، وصولا إلى التحديات الأمنية على مستوى الإقليم وعلى مستوى واقع الدولتين، إضافة إلى حاجات الطرفين ومصالحهما التي تتطلب التعاون في هذه المرحلة، وحول الهدف التركي من اللقاء أكد أن التغير في العلاقات بين البلدين ليس تكتيكيا كما يقول البعض، رغم حاجة أردوغان لهذا التقارب مع قرب موعد الانتخابات، مؤكدا أن التغير استراتيجي كونه مرتبط بمصلحة تركيا العليا وبمصالح استراتيجية أكثر منها مصالح انتخابية هذه القضية أصبحت تمس الأمن القومي التركي وبالتالي لا يمكن التعاطي معها من منطلق حزبي أو انتخابي فقط ،وحول انعكاس هذا اللقاء على الواقع الميداني في الشمال أكد أستاذ العلاقات الدولية أن نتائج هذا اللقاء ستنعكس سريعا على الأرض وهي ما قد يشجع إلى لقاءات أخرى، بالتالي من اعتقدوا أن اللقاء لن يحصل فقد حصل وسنرى تطوراته لأن فيه مصلحة للبلدين والمنطقة، وأولئك المنزعجين من التقارب سيفاجؤون بالكثير من التطورات لأن هذا المسار فتح وسيسير قدما، وقد ختم من خلال تصريحه لغلوبال بالحديث عن ارتياح الرأي العام التركي لهذا التقارب وكذلك ارتياح السوريين كونه سيساهم في الخروج من الوضع الصعب لكن ليس على حساب المصالح الوطنية.
لذلك وحسب المعلومات المسربة والتي تؤكد ان إردوغان اكتر مرة سيكون صادقا بالمفاوضات التي ستتم في لقاء بين الرئيس بشار الأسد واردوغان ..
كل ذلك يجري في ظل أزمة صامتة بين سور يا وإيران ..!! حيث كانت الاشهر القليلة الماضية لها اسبابها على صعيد العلاقات السورية الايرانية والتي عطلت واخرت زيارة الرئيس الايراني رئيس الى سورية في ظل طلبات طهران ومحاولة ممارسة ضغوطاً على دمشق لانتزاع «تنازلات سيادية» في سوريا ..!! والتي تمثلت بطلبات متعددة منها ان يعامل الايرانيون في سوريا معاملة السوريين ..
وهو ما كان سببا لسياسة طهران التي ماطلت في إرسال ثلاث سفن نفط في محاولة للوي ذراع القرار السوري السيادي والضغط عليه لانتزاع تنازلات تريدها، وفاجأت دمشق بـ«مسودات اتفاقات قاسية» قبل زيارة الرئيس الايراني (قبل تأجيلها لسبب غير معلن من قبل دمشق) ..
خلال الإعداد للزيارة، فوجئ الجانب السوري بسلسلة من الطلبات ومسودات الاتفاقات ..، فمسودة الاتفاق الجديدة التي فاجأت دمشق، تتعلق بأن يعامل الإيرانيون كما يعامل السوريون، وطالبت طهران باقامة قواعد عسكرية مثل روسيا وانتزاع «ضمانات سيادية» على الأموال التي صرفتها، ودمشق فوجئت بعمق المطالب الإيرانية. وطهران فوجئت بالتريث السوري..، ولا تزال الاتصالات قائمة بين الطرفين بحثاً عن مخرج لهذه «الأزمة الصامتة» ولترتيب زيارة الرئيس إلى دمشق .
لذلك فإن الأزمة الاقتصادية هي الأسوأ على الإطلاق وإيران تريد الإفادة من ذلك بجولة جديدة من الضغوطاتحيث تريد طهران الحصول على تنازلات سيادية كبيرة في أوج حاجة دمشق لها حالياً وانشغال روسيا بحرب أوكرانيا، لسداد ما تقول انه تكاليف التي دفعتها خلال الحرب والتي تصل إلى نحو 20 مليار دولار أميركي ..
وهو كلام اعلامي ورد عن صحيفة الشرق الأوسط ..!!؟؟ .
Discussion about this post