في فلسفة النهضة…
لازال سؤال النهضة يؤرق عقل المثقف العربي كلما ازدحمت اختناقات الواقع ،وكلما التمس الفوارق الفاحشة بين الوضع الذي يعايشه الإنسان العربي على مستوى الكرامة والوجود والأمن وبين الإنسان الآخر في الشرق والغرب الذي يعتبر نفسه سوبرمان العالم ،وعلاوة على القصور الذاتي للإنسان العربي تزداد مخططات وممارسات الآخر ضده خبثا ودهاءا في استثماره واستعماره واستغبائه ..الخ .
إن هذا الواقع وهذا السؤال يضعان المثقف العربي (صاحب الاهتمام المتجاوز للذات والأسرة) أمام ضرورتين :
ضرورة الفهم ،وضرورةضبط موازينه ،فكل حكم يطلقه الإنسان يستلزم فهما وتصورا للمحكوم عليه وإدراكا لماهيته ، ولاينتج الفهم الصحيح إلا من قاعدة بيانات منظمة ،فتنظيم العقل وإصلاحه وتشذيبه مما اعتوره من سنين القطيعة مع المنطق و الفكر هو الخطوة الأولى على درب النهضة .
فكما أن الجوال أو الحاسب يصدر مخرجاته على وفق قاعدة بيانات منظمة يخرج العقل أحكامه على وفق الموازين الفكرية والملفات المدمجة في تركيبه الداخلي.
والسائرون على طريق العمل والإصلاح لهم مواقف شتى من ضرورة الفهم ،تتراوح بين إدراكها ونفيها وإهمالها واعتناقها ،والخير كل الخير في مدركها ومعتنقها والداعي إليها قولا وعملا …
فلا عمل بلا معرفة ولا معرفة بلاتفكر ولاتفكر دون إعمال الذهن ولا فائدة من ذهن يعمل على غير هدى ومنهج فحص مستنير .
إن متلطبات النهضة تفتتح بنودها بعنوان عريض هو فلسفة النهضة ،وإطارها المعرفي العام ،بحثا وتنقيبا واستقصاءا لكل معلومة أو فكرة أو منهج أو خطة يمكن أن تسهم في تحريك عجلتها نحو ساحة الأهداف الكبرى للأمة وعلى رأسها انتشال إنسانها من هاوية اليأس والقنوط الناشئ عن الجهل بسنن الله الحاكمة على الكون والإنسان .
إذا استطاع الإنسان العربي أو المسلم أو الموسوم بصفة الثالثية أن يدرك سنن التاريخ ،وقوانين الفعل الإنساني وتأثيره العالمي ، وقوانين النهضة ،سيخرج حتما من شرنقة الاستقالة والاستراحة (المتعبة ) إلى فضاء الحماس المبني على المعرفة ،ليضع لذاته خارطة طريق ورؤى مستقبل تقوده في طريق الخلاص من أزماته وتحقيق الحضورالفاعل على المسرح العالمي .
إعداد فريق رؤى الثقافي















Discussion about this post