كَتَبَ إسماعيل النجار
على حساب الهيبة والقوَّة الأميركية بدأت تتحرَك صفائح الأرض السياسية تحت أقدام الأميركيين الذين يسعون بكل ثقلهم لكي تعود أوروبا إلى العصور الوسطىَ، ولكي يتم القضاء على اليورو بالضربة الأميركية القاضية ليستعيد الدولار مكانته التي بدءَ يفقدها أمام أعصار الروبل الذي أصبَح ذهبياً بإمتياز واليُوان الصيني الذي يتهيئ للخروج من بلاد التنين إلى كامل بلاد الحرير والفلفل والشاي،
أميركا العظيمة والقوية إهتزت الأرض تحت أقدامها قبل أن يطلق بوتين أي طلقة في أوكرانيا، وذلكَ عندما وضع سلاحه النووي على الطاولة كتحذير لِمَن تُسَوُل له نفسه الصدام المباشر مع الجيش الأحمر،
حرب ضروس أعلنَ بدايتها القيصر ضد النازيين الجُدُد الذين فتحوا باطن أرضهم للمختبرات السرية الأميركية والأوروبية لصناعة الموت للبشرية من دون ذنب، حرب أرادَ بوتين منها تنظيف الأوساخ الأميركية من حول بلاده،
قدمت أميركا واوروبا كامل الدعم المادي والعسكري للنازيين الجُدُد بقيادة فلوديمير زيلينسكي من أجل تدمير الجيش الروسي وإنهاك إقتصادهم، لكن حسابات الحقل الأميركي لم تتطابق مع البيدر الروسي فخلال اربعة أشهُر تم تدمير اوكرانيا جيشاً واقتصاد ومُدُن والجيش الأحمر يتمدد على طول البلاد وعرضها مع صمود أسطوري محدود للقوى الكونية في أوكرانيا ينتهي بالإستسلام دون الإستمرار في المقاومة،
الدوَل الاوروبية الجارة لأوكرانيا تقفُ بين مُرتعد من الدب الروسي القادم إليهم، وبين قلقٍ على مصيره بشتاءٍ قارصٍ أصبحَ على مرمىَ حجرٍ منهم، جميعهم يشعرون بحجم الورطة التي أوقعهم بها الأميركيون والبريطانيون ولا يوجد أي حل قريب يلوحُ في الأُفُق،
روسيا تستعيد مكانتها، والصين نحو الفضاء العالي ترتفع، وجمهورية إيران الإسلامية أصبحت مُرتَكَز وقاعدة تمسك القطبين الروسي والصيني وباقي دوَل آسيا،
بينما العرب يهرولون نحو أميركا وإسرائيل لكي يضموهم إلى ناتو عربي تصنعه لهم أميركا،اول الفخورين به عبدالله بن الحسين ملك الأردن يتفاخر في هذا الإنجاز قبل أن يولد!
عالم يتغير نحو الأفضل وعربان يعودون الى عصر الرِق والعبودية إختاروا الذُل والمهانة بإرادتهم وحولوا بلادهم مرتعاً للصهاينة، عرب مشهود لهم بالنذالة والخيانة والغدر، لن يُصلحهم الله ولن يحفظ مكانتهم شعوباً وقادة كما تكونوا يُوَلى عليكم،
بيروت في….
26/6/2022
Discussion about this post