هل قرأنا مقدمة ابن خلدون ..!!؟؟ آه يا سوريانا الغالية، وألف آه يا دمشق شام الياسمين أين عشاقك القدامى، فهل بعد سوريانا وشامنا وجدتم بديلا، ان تمت سوريانا تموتون معها، فكل من يحاول قتلها او طعنها لن يكون إلا القتيلا .. رحم الله شاعر الياسمين نزار قباني، فنعم نقولها عن كل قبح كان هو قبح فيكم، فاعيدوها كما كانت سوريانا الجميلة لتعود دمشق عشق كل واحد فينا .
لذلك اشبعوا من بعضكم اليوم فالموت لا يعطي إنذارا ..!! واسألوا عن بعضكم فلا أحد يعلم متى ستكون آخر مكالمة او لقاء بينكم، وتحملوا بعضكم لأن الندم لن يعيد الذي رحل فينا ولن يعود إلينا، فسلام وتحية لمن عانقوا القلب بمودتهم وطيب أصلهم .
لذلك اجعلوا يومكم ابدا يوم نور وسعادة لا تتوقف، فأنتم شعب سوريانا سوريتنا الخالدة، فهي أسطورة الزمان وطائرها طائر الفينيق الذي يبعث من الرماد حيا، هي سورية والحضارات دفنت فيها واسالوا الثرى عنها، ففي كل طبقة من ارضها اوابد لحضارات كانت وتكلمت ولكنها انتهت، ولكن سوريانا تبقى الخالدة ..
لذلك اليوم تمعنوا واقرأوا ان هناك دائماموقفان لا ثالث لهما ..!! يحددان من نحن ومن هو كل واحد فينا، فالصبر عندما لا نمتلك من الدنيا شىء، والاخلاق عندما نمتلك كل شىء ..لقد صرعونا ونحن صغارا بأننا نحن العرب اخوة و أخوات ..!! لكنهم ما ولم يوضحوا لنا انهم أخوات ماذا ..!!؟؟
فأين هم الأخوة والاخوات من يدعون انهم اشقاؤنا العرب، وهم أنظمة من زمن القذارة والعهر يعيش في عروبتنا ..؟؟ .
لذلك اليوم أشغلوا أنفسكم بالعمل الصالح وتمسكوا بالأم، فالفراغ سيبقى منبع المفاسد فمن الصعب أن نتعايش يوما مع اناس يرون أنفسهم هم دائما على صواب ..!! فقبل أن نكون مثقفين علينا أن نكون محترمين فالأخلاق نصف الثقافة، إنه يوما كان وقد رحل ولن يعود ما لم نعود، حيث كان المنبر من خشب والكلام من ذهب والمستمعين في قمة الأدب، واليوم أصبح المنبر اليوم من ذهب والكلام من خشب والمستمعين رفع عتب ..!! ..
إنه الوجع من الوضع المعاشي في ظل الارتجال والتجريب الاقتصادي الحكومي الذي أصبح سياسة معتمدة اليوم، فالوطن حقل تجارب يظنها البعض، والشعب فأرها والميدان مخبرها ..فقد انخفض مؤشر الأمل كثيرا عند شعبنا وارتفع معدل اليأس وأفرط مع سبق الإصرار فينا، فنحن اليوم افرطنا في الجباية ونسينا الرعاية رحم الله ابن خلدون وتاريخ ذكره ويذكرنا اليوم به، فاصلحوا وأسرعوا ودعوا الجميع يعمل بدون عراقيل والترميم يأتي لاحقا حتما، فاقتصادنا معظمه ظل صعب الضبط وحتى القراءة ..فمن هنا نبدأ حين نقر ونعترف ونقول : نعم لإلغاء الحصرية والاحتكار غير المعلن للاستيراد والتصدير ونتوجه نحو تحقيق المزيد من التنافسية، فقد تراكمت اخطاؤنا فينا وتعددت، وحتى بعض إجراءاتنا ساعدت وسهلت الحصار والعقوبات، فكنا وكان القيصر ..!!؟ .
الواقع يقول : ان وزارة التجارة في مواجهة الازمة ليست إلا تاجر فاشل ..!! حيث نسيت وتناست حماية المستهلك، في وقت احوج ما نكون منادين انه لابد من الواقعية ومد اليد للجميع بعيدا عن الخطابات والتهديد بعصا مراقبي التموين المخترقة، وأخبار الوطن والشعب وحاله والجرائم الإلكترونية التي تم اعتمادها وتفسيرها لتزيد على المواطن وحاله سوء أكثر مما سبق، حيث كان يتنفس ليس اكثر، والوطن تصله أخبار الشارع بسرعة البرق، فمن يحاول ان يخفي حقيقة الشارع وآلامه، ومن هو المستفيد من الخطر المحدث فينا واقعنا يقول : أننا أصبحنا في ظل حكومة الجباية، وهو مؤشر خطر على مستقبل الوطن وحمايته ..!!؟؟
لذلك من الافضل لمن يفهم وعليه ان يفهم المطلوب، في ان نحاول توزيع تعب الحرب بعدالة، فهي ليست إلا كلمات تحاكي الواقع وتذكر بالعبر مما كان من الماضي، لتبقى هي فينا بعض الأفكار ثابتة في حديث لا بد من تتمة له ..!! .. .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم الاثنين 25 نيسان 2022.
Discussion about this post