أسف العلامة السيد علي فضل الله لأساليب التجييش الانتخابي المخيفة والتي لا تأخذ مصالح الناس وهمومهم وأوضاعهم في الاعتبار، داعياً إلى أن تكون الانتخابات نعمة للبنانيين بدلاً من أن تتحول إلى نقمة عليهم.
وقال سماحته في تصريح له:
يبدو أننا كلما اقتربنا من موعد الانتخابات، تتصاعد وتيرة المواقف والخطابات التصعيدية بطريقة مخيفة، وتعاود فيها الجهات والأحزاب والتكتلات الانتخابية أساليب التجييش الانتخابي عبر خطاب لا يأخذ مصالح الناس وهمومهم وأوضاعهم في الاعتبار، ولا ينظر بعين العقل والمنطق إلى مستقبل البلد الذي لم يعد مجهولاً بل أصبح معلوماً، في أنه سيقطع السنوات المقبلة بانهيارات متواصلة وصولاً إلى الحضيض.
أضاف: إن من المؤسف حقاً أن المكوّنات السياسية والانتخابية ليس عندها من شيء تقدمه للناس سوى هذا الخطاب الذي تستخدم فيه كل أدوات التحريض السياسي والطائفي، وهو خطاب يكتفي بتكرار ما سمعناه طوال العقود السابقة ولا يكاد يلامس قضايا الناس الأساسية إلا بالطريقة الشعبوية الخالية من تقديم التزامات حقيقية أو تلك التي تقدم فيها هذه المكونات حساباتها للناس، فتقول أين أخفقت وأين أصابت، وما هي إنجازاتها، وكيف تتصور مستقبل البلد… ما يعني أننا أمام فشل يتكرر ولسنا أمام نجاحات ننتظرها على أبواب هذه الانتخابات.
وتابع: كنا نتمنى، كما يتمنى الكثيرون، أن تكون محطة الانتخابات النيابية هي محطة حقيقية لتجديد الحياة السياسية في لبنان بعدما تآكلت وتدّنت إلى أدنى المستويات وأن تكون نعمة للبنانيين لا نقمة عليهم، ولكننا نرى في معظم تجليات الخطاب الانتخابي أننا أمام موسم عداوات جديدة، وموسم أحقاد وانقسامات قد تهدد استقرار البلد الأمني فضلاً عن تهديدها لاستقراره السياسي وفي ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الآيل لمزيد من التدهور والانهيار.
وقال: إننا لا نزال نراهن على أن ترتفع أصوات الحكمة والتعقّل لتعيد شيئاً من التوازن إلى الساحة الداخلية التي تحولت إلى ما يشبه ساحة من المهاترات التي ليس فيها من أثر لخطة حقيقية ولا مشروع إنقاذ جدي، والتي يتداعى فيها الأمن الغذائي تداعياً مخيفاً على وقع ما يحدث في العالم كله في أعقاب الحرب في أوكرانيا… ولذلك فإننا ندعو المسؤولين وكل أولئك الذين ينبرون للانتخابات ويسعّرون خطاباتهم أن ينظروا إلى حال اللبنانيين الذين لا يملكون وسائل التدفئة تحت وطأة البرد القارس ولا إمكانات تأمين لقمة العيش بعدما دخل الشعب اللبناني في مرحلة المسكنة بعد مرحلة الفقر، وهو الذي ندعوه إلى أن يسجل حضوره الفعلي في الانتخابات لمعاقبة كل أولئك الذين تسببوا له بكل هذه المآسي ولا يزالون يتصدّرون الواجهة السياسية والانتخابية ويمنّون الناس بالسلوى والعسل الذي نخشى أن يكون السم فيه أعلى نسبة من الدسم.
Discussion about this post