أشلاء أطفال تناثرت ، و جثث ٍتفحمت ، و حقوق تبعثرت ، و أحلام تحطمت ، هكذا تعيش الطفولة المذبوحة في وطني ، فحينما أقف متأملة لما يرتكبه العدوان من جرائم ووحشية تزداد أوجاعي ، بل وتتضخم أوجاعي حينما أرى الطفولة المذبوحة ظلماً وعدواناً في وطني، في ظل عالمٍ كان موقفه الصمت و الكتمان أمام ظلم وتشريد وعدوان ، أتيت باحثة عن تلك الحقوق التي يدعونها للمرأة والطفل و الأنسان ، فلم أجد ممايدعونهُ شيئا وإنما وجدت الحرمان والظلم بديلا عنه ، ولم أر منهم سوى العناوين الباهته التي أخفت بداخلها حقيقة مأساوية !!
بحثت عنها في وطني ، فرأيت طفلاٍ فقد إحدى قدميه في مجزرةٍ من مجازر العدوان ، يتحدث بحرقة حيث كان ُ يرى أصدقائه يلعبون لعبة هي الأحب إلى قلبهِ بينما هو يتمنى أن يقف على قدميه ليلعب معهم، و أطفالٍ مصابون بأمراض مزمنة بحاجة للسفر للخارج يصرخون ليلً ونهار من شدة الوجع ولكن لمن يسمع فلاحياة لمن تنادي، يأبى العدوان إلا أن يرى تلك الوجوه البريئة في أنين ووجع، و كثيرا ما يتكرر مشهد أب ذهب باحثاً عن طفله فرأه بين ضحايا أحد غارة الإجرام فسرعان ماذرفت عيناه الدموع وهو ينادي طفله بصوت مليء بالجراح والآلم يناديه يوسف يوسف ولكن لا فائدة فعاصفة الإجرام قد سلبته روحه.
وطفل كان ينتظر بكل فرح وشوق متى سيأتي الصباح؟! ؛ لكي يذهب رحلة للتنزهه هو وأصدقاؤه الطلاب، وحينما آن الآوان ذهب مودعاً لوالديه مسرعاً حتى لايتأخر وما أن وصل وجد أصدقاءه يتسابقون للصعود إلى الحافلة والابتسامة تملأ وجوههم، والفرحة تغمر قلوبهم، أثناء رحلتهم وعندما توقفوا وسط السوق ليشتروا بعض حاجاتهم وبينما هم يلعبون ويمرحون فوق الحافلة حتى أتت غارات الإجرام لتسلب أرواحهم وتمحو تلك الابتسامات البريئة ليعم الحزن ، أطفال شردوا من منازلهم، و أخرون محرومون من أبسط حقوقهم ، و آخرون كان العدوان سبباً في إعاقتهم وتحطيم أحلامهم، هكذا وجدت حقوق الطفل في وطني .
بينما الأخرون يحتفلون بيوم الطفل العالمي وأطفالهم يعيشون بأمان، هنا في وطني يحتفل الأطفال وسط الحصار، وبمناسبة ذلك يُهدون غارات هستيرية من دول العدوان، ماهذا الإجرام؟! ألا يحق لأطفال اليمن أن يعيشوا كما يعيش الأخرون بسلام؟! لم كل تلك القسوة بحقهم ؟!
أين هي منظمات حقوق الأنسان؟ أين هي حقوق الطفل التي يتغنى العالم بها؟! كفاكمأ إجراماً بحقهم، أما ارتويتم من دمائهم ؟! متى تصحوا ضمائركم؟!
#اتحاد_كاتبات_اليمن.
Discussion about this post