تعودُ ذكرى عيدُ الاستقلال ويوم الجلاء يوم خروج آخر مُستعمر بريطاني بغيض من جنوب اليمن، حينَ خرجَ يجرُ أذيالَ الخيبة، الخيبةِ الكبيرة التي كانت بحجم دولة كبريطانيا العُظمى الذي خرج آخر مُستعمر جاء منها، خرجَ مهزوماً خاسراً ذليلاً بعد أن ذاقَ ويلات دخوله لأرضِ اليمن وعلمَ يقيناً ألا مقامَ لهُ فيها مادامَ وأبنائها الاحرار يتنفسون الحرية ويعشقون الكرامة ولايقبلون الوصاية عليهم مهما كلفهم الأمر.
تعودُ الذكرى ولكن مع بقاء المُستعمر الجديد وفي ظلِ الاحتلال الذي عاد بصورةً استعمارية جديدة تبدو أكثر جمالاً بمُسمياتِها الخدّاعة”إعادةِ الشرعية، الانفصال، التحرر وطرد المليشيات” ولكن بواقع أسوء؛ نعم أسوء فأن تحتل أرضك قوى خارجية تطمع في خيراتِ بلدك ونهب ثرواتِها فذاك احتلال ولكن أن تجد أبناء موطنك هم من يسعون للارتماء في أحضانِ ذاك المُحتل ويسعون لتنفيذ مخططاته من أجل بعض المال أو طمعاً في المناصب على حسابِ أبناء بلدهم وسيادة أوطانهم وحريتهم وكرامتهم فذاك عمالة وارتزاق وهذا ما يضاعف البؤس الذي يعيشهُ الجنوب بسبب الاحتلال.
عدن ثغرُ اليمن الباسم الذي لم يعد باسماً،يعكس صورةً جلية واضحة عن مدى السقوط الذي وصلت إليه المناطق المحتلة في ظل ميليشيات متقاتلة تدعمها الفصائل التابعة للاحتلال وتغذيها بالكراهية وبالتعبئة الطائفية والمناطقية والحزبية البغيضة،التي تجعل جميع الاطراف في نزاع وقتال مستمر وتترك الوطن ساحة للصراعات والفئات المتناحرة على المناصب والسلطة وفتات الأموال الذي تلقيه عليهم قوات التحالف لخدمة أجندتها في المنطقة.
مؤسف هو الحال الذي وصلت إليه المناطق المحتلة من إنعدام لأبسط مقومات الحياة وهي من يدعي العالم أجمع ويطلق عليها لقب المناطق المحررة زوراً وبهتاناً فمن أي قيد تحررت وهي تحت وصاية المحتلين؟! وكيف تحررت وأهلها يعيشون إنعدام الأمن ويرون القتل والسحل في الشوارع والاغتيالات والتفجيرات في كل مكان؟! أضف إلى ذلك الإرتفاع المُخيف لأسعارِ الصرف الذي يصحبه ارتفاعٌ جنونيٌ كبير في أسعار المواد الغذائية وشحة في توفرها والكثير من ويلات المعيشة الصعبة هناك وسوء الخدمات التعليمية والصحية إن لم نقل انعدامها في بعض المناطق!
من يرى المناطق التابعة لحكومة صنعاء، ويضع بعين الاعتبار الحرب والدمار والحصار الذي تسبب بها التحالف عليها طيلة سبعة أعوام وانعدام الرواتب ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية وكذا المشتقاتِ النفطية، سيعلم جيداً أن رغم كل ذلك ما تزالُ تلك المناطق بخير، فكل شيء عدا القبول بالمحتل أمره يسير وكل ما يدفعه أبناء تلك المناطق ليس إلا أقل القليل أمام ما يعانيه أبناء الجنوب في أراضيهم المحررة كما يزعمون، نعم نحن محاصرون وكل يوم نُستهدف بغاراتِ التحالف العبثية نعم نعاني من صعوبة في توفير لقمة العيش ويموت المرضى من ويلات الحصار لكن كل ذلك يهون إذا ما قارنا وضعنا مع المناطق الخاضعة لسلطة المحتل وكيف أنها لم تنل حريتها ولم تنعم في ظل المحتل لها.
نعم سنعيشُ أحراراً كرماء ولو كنا في حرب وعدوان وقتل وحصار، فعيش الكرامة مهرها غالي كما قيل، وهذا الأمن والأمان الذي نعيشه وننعم به في المناطق التابعة لحكومة صنعاء ليس إلا ثمرة لصمودنا في وجه المحتل، وسنبقى على العهد بأن “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” فأمد الاحتلال مهما طال فهو إلى زوال وسيخرج المحتل من كل شبر من أرض اليمن فويلات الاحتلال أصبحت كحبل المشنقة في عنق الجنوب وقريبا سيقطع الاحرار ذاك الحبل ويعود الجنوب المحتل حراً عزيزاً ويخرج المحتل مهاناً ذليلاً، والعاقبةُ للمتقين.
#اتحاد_كاتبات_اليمن.
Discussion about this post