كتب سليم الخراط
انطلاقا من المؤتمرات الوطنية بتسمياتها المتعددة على مدار السنوات الاحد عشرة ولتاريخه اليوم ..!! ، من واجبنا أن نكون على أتم الاستعداد لكافة المواجهات ، فقد ضاق الحصار علينا ، وأصبحنا جزء من اللعبة ولكننا لسنا لاعبا رئيسيا مقررا ، فنحن قناة مصالح للأخرين تمر من خلالنا اليوم وعلينا ان نعود لنثبت أننا نحن من يقرر ونحن أصحاب القرار فنحن المعجزة إنا قررنا الاعجاز ، وقررنا ان نكون احرارا أقوياء ، ولن نكون كذلك الا بوحدتنا الوطنية وممارستنا وقتناعناةبالتشاركية فهي العنوان لتحقيق ذلك ، وليس نجرسيات مستمرة وانانية لا تفارقنا فرضت سيطرتها علينا ولكن بارادتنا وبرضائنا لانها تعبر عن اهوائنا وحب ذاتنا ..!! ، فالوطنية ليست مؤتمرات واجتماعات ولقاءات ، ولا لف ولا دوران لمجرد الكلام ، فقد مللنا كل ذلك خلال السنوات العشر الماضية ، والحادية عشرة التي نعيشها وهي اصعبها ضغطا اليوم ، ونحن مازلنا مكانك نراوح ..!! كلام يستمر وحوارات جوفاء وجعجعة بلا طحن ..
لكننا نحن المؤمنون بالحوار وبالحل السياسي طريقا للخروج من ازمتنا ، مازلنا نلتقي لنحقق خطوة وطنية حقيقية ، كما حصل في مؤتمر دمشق للحوار الوطني الاخير في فندق القيصر بتاريخ ٢٨ اب ٢٠٢١، ، وما انتجه من موقف وطني جامع مهد وفتح بوابة الطريق نحو جمع ولم شمل معظم الوطنيين في سورية موالاة ومعارضة وطنية ومستقلين وممثلين عن قسد ومسد ، وبعثات دبلوماسية وفصائل فلسطينية وممثلين عن دولة روسيا الاتحادية ، استطاع هذا المؤتمر الذي قادته واطلقته وللمرة الاولى نخبة تجاوزت نصف الاحزاب المرخصة حديثا ، ان يقفذ الى الامام خطوة جبارة ويحقق موقفا وطنيا جامعا لهذه القوى لطالما انتظرته وتعطشت له جماهير شعبنا العربي السوري ..
لكننا في تاريخ حواراتنا الوطنية وتعددها ووحدة نتاجها ، كنا مصممين ان لا نوحد ولا نتوحد برؤية ولا موقفا موحدا نجتمع عليه ولو بالتوافق والتقاطع، رغم وحدة اوراقنا ومواقفنا لكن كانت انانيتنا وحبناةلنكون نحن الواجهة ونحن اولا هي مكمن الضعف فينا .
لذلك لنجتمع قوة وطنية موحدة ليحترمنا شعبنا والوطن اولا ، فنحن مازلنا كما بدأنا مكانك راوح ، ولن يتعزز أي موقف وطني إن لما نسارع لبناء كيان وحدة وطنية شاملة لكافة القوى الوطنية بمختلف تسمياتها طالما تحمع وتلتقي على انها وطنية ، بعيدا عن نرجسيتها القاتلة وحبها للنفس والأنا وللذات الضالة ، فنحن في زمن الجمع وليس التفرد ، والتشاركية هي العنوان لسياسة المستقبل الوطني المطلوب لنكون معا ، فالوطن لنا جميعا وليس لاحد كان ولا لغيرنا ، يعيش الوطن او نموت ونهلك جميعا ، فالوطن عنوان دائم لا يندثر لشخصيتنا وهويتنا ومستقبلنا وسيادتنا وكرامتنا ، نحن معا جميعا وليس فئة ولا مجموعة ولا حزب ولا تكتلات ووو …، فنحن في زمن الوطن والمواطنين ومنهم الشرائح المختلفة من ضباط جيش وتجار وصناعيين ومثقفين واقتصاديين ، ورجال مال واعمال وسياسيين وطوائف ومذاهب وأثنيات وقوميات ، هؤلاء الذين من واجبهم ان يدافعون عن الوطن ، وليس عن تصرفات الحكومة ولجان ظلها التي تقرر صورة مطالبها ، فالوطنجية اصبحت السائدة عند معظم هؤلاء ، فهم يرقصون ويمرحون يراؤن يظهرون ما لا يبطنون ، وهو الخطر الأخطر على الوطن اليوم ..!! ولا من مجيب يردعهم ويحاسبهم ، فهم يغنون ويطبلون ويزمرون لأي عمل تقوم به الحكومة والجيش ، ولكن ..!! تحت مظلة مسرحية الوطنجية التي يزاولونها بحق الوطن وشعبنا وجيشنا ، وهم اليوم بجذورهم يمتدون ويتكاثرون نحو تحقيق تحول في بنية مجتمعنا واخلاقه ومبادئه السامية والاخلاق الرزينة المتوازنة المبنية على شرائعنا ودياناتنا المختلفة ، معززين ثقافة الفساد وإنمائها وانتشارها لاعتمادها واقعا وقانونا في مفاصل حياتنا ومؤسساتها على حساب حياة شعبنا ومواطنينا ، الذي افتدوا الوطن وحموه بابنائه ودمائهم وجرحاهم وملايينهم الجريحة والمهجرة والنازحة ، ودمار لبنية الوطن الذي يعجز عن وصفه انسان فاق تدمير مدينة القنيطرة في نهج تدمير الوطن ليؤكد لنا من وراء تدمير الوطن ونهج تدميره ، والتي يعيش عليها ويستثمرها الوطنجيون الطفيلون قذارة الوطن من لصوصه ومجرميه الفاسدين وينمون على نتائجها واستثمارها ، فلا حرج للوطنجي ممارسة كل ذلك ، في الوقت الذي يمنع ويتم تجاهل المواطن الوطني الصادق الموقف والانتماء ، تحت حجج وذرائع واهية لا تمت للواقع وحقيقته بصلة ..
فمن هم الاكثر وطنية وإخلاصا للوطن ، في واقع مسرحية لا تنتهي زمنا ولا مكانا بهذه السهولة ، لكنها ستنتهي على مراحل حتما ، واول مراحل الختام تحققت ، وهي نهاية مسرحية درعا والوطنجية والمرتزقة والعاقين فيها ، ليبقى ابطال المسرحية وهم شعب وجماهير درعا البطلة ، وهم البطل الحقيقي والدائم ..!!؟ والقادم في الوطن سيكون ادلب وعودتها للوطن والخيارات المتعددة لذلك ، فلا انتظار بعد اليوم ، وحتما المنطقة الشمالية الشرقية وهي الأهم ..!! واتفاق وطني جامعا يتم العمل على انهائه وسيعلن قريبا وطنيا وسيرفع من قيمة ومكانة ابناء الوطن البررة والمخلصين له ، وستعود المنطقة الشرقية بالسلام والمحبة والإخاء ، وسيعود معها للوطن سيادته والامانة والعهدة المؤتمنة تتمثل بكل ممتلكات الوطن الجامعة من ابار نفط وغاز وصوامع ومنشآت وجيش بأكمله تحت راية الوطن والى جانبه جيشا موحدا ، ويبقى الكلام حين يحين وقته وسيعلن مفاجئا للجميع بمضمونه ، فلا عمالة ولا خيانة في وطني بل سياسة ودبلوماسيات تحدد معالم مساراتنا وطنيا واقليميا وعالميا .
الخلاصة : لا يعني انك عندما تنتقد السلبيات تكون خائن وعميل….!!!!! بل إن النقد يكون بدافع الحرص على الوطن والمجتمع ، بينما المطبلين الوطنجيين هم فئة من المنافقين الباحثين عن الثروة والسلطة ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية ، فهؤلاء هم الوطنجيون رواد ثقافة الفساد وعنوانها ، وسينتهي امرهم كما تعلمنا وعلمنا التاريخ وحدثنا عن الشعوب ، وبالتالي فالأكيد ان الحوار الوطني السوري السوري خيارا لا عودة عنه للخروج من أزمتنا … .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم الجمعة في ٣ ايلول ٢٠٢١.
Discussion about this post