العقل والحقيقة
عندما يعتقد الإنسان -كل الإنسان -أنه امتلك الحقيقة ،سوف يهوي بعقله ،فعقل الإنسان النسبي ،لن يحيط بالحقيقة المطلقة ،فمن احترام العقل أن تحترم عقل المخالف -كل المخالف-وهنا يكمن حل كل الانقسامات الفكرية .
يروى أن الحكومة البرازيلية طلبت من الأديان -كل الأديان -أن يؤلفوا كتبا مختصرة عن أديانهم ،لتعرض على التلاميذ (البالغين ) ليختاروا أديانهم بأنفسهم .
إن التعصب والغلو كماهو موجود عند أتباع الأديان ،كذلك هو موجود عند أتباع( اللاأديان) ،فمعنى التعصب أن تعتبر ماانتهى اليه فكرك هو الحق ،وغيرك الباطل .
وكمال الإنسان في البحث الدائم عن الحقيقة ،إلى اللانهاية ،كماأن الحقيقة بلانهاية .
عندما يكون الإنسان حرا هو يدرك ضرورة أن يكون الآخرون أحرارا ،وعندما لايقبل أن يستخف بعقله ،فهو لن يستخف بعقول الناس ،لأن حكم الأمثال فيمايستحقون واحد .
لقد صمم عقل الإنسان بطريقة تتأثر بعوامل البيئة ،والمجتمع ،فالعقل يبدأ خاليا كالصفحة البيضاء ،و يتشكل كالبناء لبنة لبنة مع جريان الزمن ،ونوعية هذه اللبنات ليست بمنأى عن بيئتها -إلا مارحم ربي – وهكذا عقولنا جميعا.
وليس كل الناس يملك استعدادا لهدم البناء ،وإعماره مجددا ،فالبعض يكتفي بالترميم والتزيين، وعلى كل حال لو شتموا بناءه فسيشتم أبنيتهم ،فقد يكون- مثل غيره- يرى بناءه أجمل البناء ..
Discussion about this post