في رحاب شهيد المحراب *
بقلم: علي عبدالله أحمد صومل
الإمام علي بن أبي طالب شخصية استثنائية بكل المقاييس فهو الإنسان الكامل عقلاوروحاوفكرا وسلوكا
إننا عندما نستحضرعليا في واقعنا اليوم نجده حاضراوبقوةفي ربوع الفضيلة ورياض المجدفتارة نراه يعتلي منابرالعظةويتصدر مجالس القضاء
وحلقات العلم وثانية نشاهده يخوض غمرات الحرب ويتحرك في شتى ميادين الحق وثالثة يخرساجدا لله ومبتهلا إليه في محاريب العبادة والذكر بل ويصعد إلى الله شهيدا من موضع سجوده مرددا صرخته المعبرة عن مشاعر السعادة والشكر (فزت ورب الكعبة)
وهكذا… فنحن لانذهب لنبحث عن علي في كهوف التأريخ أومغارات الماضي السحيق
فعلي هورمزالعظماءالذين لم تستهلك حياتهم المعطاءة حقبة من الزمن وإنمايمتدنهر عطائهم المتدفق إلى آخرأيام الدنيا
ولايستأثربأنوارهم الوضاءةبلددون بلد وإنما يصل شعاع ضيائهم المتوهج إلى كل بقعة على هذا الكوكب
لقدكُتب لسيرةومسيرةعلي ع منذولادته في جوف الكعبة وحتى استشهاده في محراب صلاته بمسجد الكوفة استمرارية الأثروخلود الذكر
بيد أن ثمة خطأ فادح يقترفه بعض شيعته السذج بالفعل الذين تنقصهم البصيرة والرشدوالعزيمةوالصبر:
1-إنهم يضعون عليا في نطاق ديني أوحركي ضيق فيجعلون من عالميةعلي في المسيرة والفكر إماماحصرياعلى هذه الجماعة أوتلك فعلي أكبر من أن تحتكره الزيدية أوالأثناعشريةأوغيرهما فهوصدى الرسالة السماوية و” صوت العدالة الإنسانية “الذي احبته حتى قلوب المسيحيين واللادينيين كعظيم من عظماءالبشرية في الوقت الذي أبغضه الذين في قلوبهم مرض من منافقي الأمة قديما وحديثا وسلقوه وكل محبيه بألسنة حداد عفوا بل لقد نطقت بالعدواة لعلي الكرار وبنيه الأطهاروشيعته الأبرار حتى أسنة الرماح ولعلعة الرصاص 2-إنهم يجزءون عليا في الثقافة والنهج ففي الوقت الذي نرى فيه جماعة من شيعته ومحبيه اليوم يقرأون عليا في سيف شجاعته ومحراب شهادته ولايقرأون عليا في نهج بلاغته وخط عدالته فلايعرفون من جوانب عظمته غير الشجاعة والبأس نرى جماعة شيعية أخرى تقرأعليا أيضافي لباس زهادته و كراس دراسته فلاتعرف من خصائص علي سوى الزهادةوالفقه وفي كلا الخطين قصور وخلل فالإمام علي عليه السلام هو قرين القرإن الذي لايقبل التجزئة في الاهتداءالنظري والاقتداء العملي
فكل كلمة تفوه بهافمه الطاهر فهي كلمة علم ورشاد وكل حركة تحركها جسده الطاهرفهي طريقةحق و سداد
لقدكانت فاتحة حياةعلي ع أن أطل على الحياة برأسه وليدامباركا في جوف الكعبة كماكانت خاتمة حياته ع أن ضربه اللعين على أم راسه ليرحل عن هذه الحياة شهيدامقدسا في محراب صلاته بمسجدالكوفة فأنعم بها من حياة طهروصلاح وفوزوفلاح كانت كلها من بدايتها إلى نهايتهابيت عبادة ومحراب شهادة وأكرم بصاحبها وليدا وشهيدا
Discussion about this post