كتب الإعلامي ابراهيم شير
ربّما يتسائلُ البعض لماذا العملية العسكرية في #إدلب و ريف #حلب الشمالي و شرق #الفرات متأخرة حتى الآن..!!
ولماذا الدّولة السوريّة ساكتة عن هذه المناطق، وهل هي عاجزة وحلفائها عن تحرير هذه المناطق، أم هي لاتملك القدرة السياسيّة والعسكريّة على تحرير هذه المناطق؟؟!
بالتأكيد لا، ولكن الدّولة السورية تؤخّر هذه العمليّات العسكريّة حتّى يتمّ وضع حدّ لقانون قيصر وكيفيّة التغلّب عليه، سواء بتخفيف القيود أو إزالتها أو بإيجاد موارد من دول أخرى تستطيع أن تدخل إلى السّوق السوريّة بدون تعرّضها لقيصر.
لماذا قانون قيصر مهمّ ويضرّ الدّولة السّوريّة، ولماذا يرتبط ضرر الدّولة بتحرير تلك المناطق وقانون قيصر ؟!
يعود ذلك لعدّة أسباب أهمّها أنّ الدولار الذي يدخل إلى مناطق تواجد الإرهابيّين بطريقة أو أخرى يأتي إلى مناطق سيطرة الدّولة السّوريّة، التي لاتستطيع أن تجلب العملة الصّعبة حاليًا في هذا الوقت، فبالتّالي تحتاج هذه العملة التي تأتي من مناطق سيطرة الإرهابيّين سواء قسد أو الاحتلال التّركي أو مناطق إدلب.
مثل هذا الأمر كان في منطقة الغوطة وفي درعا، والذي تحدّث عنه السيّد الرّئيس خلال مقابلة أجراها على التلفزيون السوريّ أواخر العام 2019 ( أحد العوامل التي لا يعرفها الناس أن تحرير منطقة ليس بالضرورة أن يخدم الليرة، تحرير منطقة قد يلغي الدولار الذي كان يأتي لصالح الإرهابيين الذين كانوا يصرفونه لشراء بضائع من جانب، أو لضخه من جانب آخر، وكانت إحدى أدوات الدولة هي الاستفادة من هذا الدولار. فالأمور ليست مطلقة بالطبع، ولا نستطيع أن نقول إن الإرهابي كان يخدمنا في هذا الشأن.. وليس كل ما هو إيجابي يعني أنه سينعكس إيجاباً).
إذن العمليّة العسكريّة موجودة، والإرادة العسكريّة للتحرير أيضًا موجودة والخطّة موجودة ولكن تأخيرها بسبب قانون قيصر.
فالدولة السوريّة لاتريد أن يزداد الضّغط على الشّعب السوريّ، إذ ما فائدة تحرير الأرض وبقاء الضغط الاقتصادي، لذا تريد الدّولة رفع العقوبات الاقتصادية مع تحرير الأراضي السّوريّة. وبالتّالي رفع قانون قيصر أو تخفيف قيوده أو إيجاد الدّول التي تستطيع التّحايل وإزالة عقبات قيصر سيسرّع من عمليّة تحرير الأراضي.
وهذا لن يكون بعيد المدى ولا بالقريب العاجل لأنّ الدّولة السّوريّة تسعى لتحرير المناطق الاستراتيجيّة وإلى عمليّة قضم مناطق سيطرة الإرهابيّين كما كان الوضع في الغوطة أو درعا، أي الوصول إلى طريق حلب اللاذقيّة وتحرير جميع هذه المناطق والمدن الرئيسيّة والاستراتيجيّة في إدلب إضافة إلى ضغط الإرهابيّين أكثر هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى تحرير إدلب والمناطق الأخرى ليس بالأمر المستحيل لعدّة أسباب أوّلها أنّ قوّة الإرهابيين هناك قد انخفضت أكثر عمّا كانت عليه، خاصّة بعد المعارك الدّاخليّة التي حصلت فيما بينهم، التي أدت إلى طرد مسلم الشّيشاني وجماعته بسبب خلافهم مع الجولانيّ في إدلب، إضافة إلى بعض الخلافات بين الإرهابيّين في مدينة الباب ومنبج والمناطق الأخرى، بالتّالي هذه الخلافات ستسرّع من عمليّة التحرير السّوريّة ولكن الأهم الآن الأخذ بعين الاعتبار الحصار الاقتصادي المفروض على سورية وقانون قيصر.
Discussion about this post