بمناسبة الذكرى الثانية عشر لرحيل مؤسس جبهة العمل الإسلامي في لبنان ورئيسها الداعية الدكتور فتحي يكن (رحمه الله) وجه منسق جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد رسالة بهذه المناسبة أكد فيها على الثوابت والأسس التي أسس عليها الداعية يكن الجبهة.. وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم،
اثنا عشر عاماً مضت على غيابك يا شيخنا وقائدنا وقدوتنا يا سماحة الداعية المرحوم الدكتور فتحي يكن..
كم نشتاق لوجودك بيننا ونحن اليوم نعيش عصر انتصار خياراتك الفكرية والسياسية والجهادية عصر الانتصار على الإرهاب في سوريا ولبنان، وعصر الانتصار على العدو الصهيوني في فلسطين، كم كنا لنفرح سوياً ونحن نرى هذا الانتصار في فلسطين..
أن تنتصر المقاومة للقدس.. أن تنتصر المقاومة للمسجد الأقصى أن تنتصر المقاومة لحي الشيخ الجراح، لتكون المقاومة التي آمنت بها دائما ودعوت من أجل إقامتها في وجه الاحتلال الصهيوني، هي التي تحدد الخيارات وهي التي تقف في وجه العدوان وهي التي تحقق الانتصار وهي التي تحقق وعد الله تعالى.
“نحن اليوم حين نرى كيف أن مشاريع الفتنة تتهاوى هنا وهناك ونحن في خضم مشروع الفتنة الذي عصف على بلدنا لبنان بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري واستهدافه من أجل ايقاع الفتنة بين السنة والشيعة”، فكان خيارك بتأسيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان والتي بنيت فيها مع إخوانك أسساً ودعائماً التزمنا ونلتزم بها، وأصول هذه الأسس والدعائم بدايةً الوحدة الإسلامية بين كل المسلمين من السنة والشيعة، وحين أرادوا استهداف هذه الوحدة تصديت شيخنا دكتور فتحي لهذه المؤامرة، فكنت إمام الوحدة وإمام الجهاد وإمام الناس فصليت إماماً لكل المسلمين في ساحة الشهداء إماماً لكل السنة والشيعة، حين ذهب كل أناس إلى مذهبهم وإلى قوقعتهم، فأعلنتها أن الإسلام واحد لا سني أو شيعي. فالله يأمر بالاعتصام بحبل الله تعالى”. (وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟).
ولقد وقفت إلى جانب المقاومة في لبنان وأخذت هذا الخيار حين ذهب كل الآخرين لاستهدافها، واستهدافها من منطلق مذهبي وطائفي ليحشروها في الزاوية، فكنت خير الناصر وخير المعين، ولا ننسى أنك الذي قلت: أن المقاومة لا تطير إلا بجناحيها الاسلامي السني والاسلامي الشيعي لذلك حاولت وسعيت بأن تبني مقاومة سنية ليست بعيدة عن إخوانها من أهل الشيعة لنتفق معاً ونعمل معاً في ساحة واحدة تجمعنا لنعمل معاً في بوتقة وحدة ضمن منهج واحد ورؤية واحدة ضمن العداء لعدو الأمة ولعدو البشرية العدو الصهيوني، فكان التعاون المشترك الذي أسسته بالتعاون مع سماحة أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي بذلت أنت وهو الكثير من جهدكما ووقتكما من أجل تأسيس مقاومة إسلامية ومن أجل تأسيس وحدة إسلامية صادقة لكل المسلمين، انطلاقاً من فكرك العالمي حين كنت تجالس سماحة السيد وتقول: يجب أن نبني مجلس مقاومة عالمي ضد العدو الصهيوني، يشارك به كل مكونات الأمة المؤمنون بهذا الخيار.
والمسألة الأخرى والأساس الثابت الذي بنيت جبهة العمل الاسلامي عليه هي مواجهة كل فكر متطرف وإلغائي وكل فكر يؤدي إلى تكفير الآخر.
لذلك (سيدي دكتور فتحي) نعاهدك أننا على نفس الخط لن نتغير ولن نُبدل وستبقى هذه الأسس الثلاث هي عملنا وجهدنا وجهادنا، وستبقى الوحدة الإسلامية هي العنوان الأساسي لحركتك وجبهتك جبهة العمل الاسلامي، وحين يقول الله تعالي: وإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ، سنبقى أمة واحدة مهما كادوا ومهما حاولوا أن يفرقوا سنبقى على النهج في الدعوة إلى الوحدة الاسلامية الصادقة دائماً وأبداً.. وسنبقى على عهدك ونهجك وطريقك في الدعوة إلى المقاومة والجهاد وأن نؤسس هذه المقاومة وأن نبقى جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة الممتد من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فكل من سار على طريق المقاومة وتحرير فلسطين هو الأخ والصديق والناصر ونحن معه وهو معنا، وكل من تآمر على فلسطين فلن نكون إلى جانبه في يوم من الأيام.
وسنبقى الدعاة إلى التواصل ونبذ كل فكر متطرف إلغائي داعشي يدعو إلى الفتنة، وسنبقى صوتك صوت الحق والوحدة والجهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Discussion about this post