أسرار قدسية….. والنصر القادم… ….. الجزء الأول

أسرار قدسية….. والنصر القادم…
….. الجزء الأول
➖➖➖➖➖➖
✍ عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
20/5/2021
➖➖➖➖➖➖
الإستكبار أو التكبر هو الشعور والقناعة التامة في النفس بأفضليتها دون غيرها , وأستحقاقها الهيمنة والقيادة على الغير , ولمّا كان سبحانه وتعالى هو الخالق والمالك والمهيمن , والآمر والناهي فقد لعن كل من لم يخضع لأوامره وتوجيهاته إستكبارآ , فلُعِن إبليس , كما لُعِن بنو إسرائيل فتاهوا في الأرض , وحُرِموا من إقامة دولةً يهودية نتيجة إستكبارهم , وحُكِم عليهم بالخلود في نار جهنم …. وكما تحدى إبليس الرجيم ربًه بإغواء أبناء آدم فأمهله سبحانه وتعالى إلى اليوم المعلوم , نهج بنو إسرائيل نفس منهاج التحدي فسعوا إلى الإغواء والتضليل وجندوا أنفسهم للشيطان الرجيم وعقدوا الميثاق معه في خدمته بالإضلال والتدمير والإبادة لمن إتبع الله سبحانه وتعالى , بل سعوا إلى تدمير البشرية ككل لأنهم يعتقدون بأفضليتهم على الجميع , حالفوا إبليس بمقابل أن يدعمهم في تحديهم المبني على إقامة دولة يهودية على الأرض المقدسة مهبط الرسالات , فتكفل الصهاينة بهذه المهمة وأحتلوا أرض فلسطين رغم أنهم هم من يحكم العالم عبر سيطرتهم الإقتصادية والسياسية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمنظمات الأممية والدولية بل وعبر أياديهم وإخوتهم أمثال بني سعود وبني زايد وغيرهم ,, هم يحكمون العالم ولكن ذلك لم يُشبع غريزتهم الإستكبارية وعنجهيتهم المستمدة من الشيطان الرجيم , فيسعون لإقامة دولة إسرائيل في محيط معادٍ لهم , يتجشمون الصعاب والأخطار .
فلِمَ كل هذا !!؟؟
هي نزعة الإستكبار , نزعة الإفساد , الرغبة في القتل والتدمير , وانتزاع الحقوق من أصحابها , هي محاربة آدم , ومحمد (ص) , وأمة الرسول الخاتم الذين أصطفاهم الله وأستخلفهم بدلآ من بني إسرائيل , هي تحديهم لله كما تحدى إبليس , فأمهلهم الله سبحانه وتعالى ليواجهوا عباده المؤمنين كمقياس أساسي ورئيسي لإثبات هذا الإيمان , لذلك نقول أن فلسطين والقدس هي البوصلة والهدف والغاية لمن كان يؤمن بالله منفذآ لأوامره , فدفاعنا عن فلسطين والقدس هو تنفيذآ لتوجيهات الله سبحانه وتعالى ومقياسآ لإيماننا , وضرورة لمواجهة تحدي المستكبرين .
واليوم إسرائيل .. تلك القاعدة العسكرية بكل من فيها , وكل ما فيها , والتي يحاولون إيهامنا بأنها دولة مكونة من مجتمع مدني وحكومة وهي بعيدة عن ذلك كل البعد , فما هي إلا آلاف من المجندين العسكريين والأمنيين يلبس بعضهم الزي العسكري والبعض الآخر الزي المدني , فنرى من هم بالزي المدني ينفذون الإقتحامات المصنفة ضمن المهام العسكرية بحماية من هم بالزي العسكري , ويقتلون أبناء فلسطين بسياراتهم وخناجرهم ….ووو إلخ., ومن ينكر ذلك فليتأمل في إسرائيل التي هي في حالة حرب وعداء مستمر دون أنقطاع , وليبحث كيف يتم إستجلاب اليهود إلى إسرائيل بإسلوب التجنيد من دول الغرب إلى فلسطين , حتى أطفالهم الذين يلدونهم هناك فهم يجندونهم نفسيآ ومعرفيآ منذ نعومة أظافرهم , ويربونهم على حالة الحرب والعداء لمن دونهم في مدارسهم …
فالمدنيين هناك – بحسب إدعائهم – هم نفس المدنيون الذين دخلوا فلسطين في بدايه الإحتلال وهم يحملون السكاكين والسواطير وكل انواع الاسلحة يقتلون ويذبحون أبنائنا الفلسطيين.
هي قاعدة عسكرية بإمتياز .
اليوم إسرائيل أغراها شيطانها بمواجهة الشعب الفلسطيني تماشيآ مع نزعة الصهاينة في سفك الدماء ونشر الدمار إلى جانب أسباب وأهداف مجتمعة يمكننا تلخيصها في خمس نقاط كالتالي :
1 – خروج الشعوب المقاومة في يوم القدس لدعم القضية الفلسطينية مما حرك الرعب المضروب عليهم لمعرفة مقدار ومستوى الدعم الذي يمكن ان تقدمه دول محور المقاومة .
2 – محاولة خلط الاوراق الإمريكية التي ترتبها الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن ومحاولة دفع الإدارة الأمريكية إلى إعلان الولاء والدعم المطلق لإسرائيل لإدخال الإدارة الأمريكية في نفس مربع ترامب , المعادي صراحة للأمة المقاومة دون الإلتزام بأي إتفاقيات او مواثيق سابقة.
3 – معرفة مدى الجهوزية التي قد وصلت إليها المقاومة الفلسطينية خلال الفترة ( الشبه باردة ) السابقة , لذلك نتمنى من إخواننا في المقاومة الفلسطينية إتباع سياسة النفس الطويل – إن أمكن – .
4 – إغراق الدول المطبعة مع اسرائيل مؤخرآ وجعلها طرفآ مشاركآ ( فعليآ ) مع الإسرائيليين وسيبرز هذا الدور خلال الأيام القادمة , وستظهر مواقف من داخل الأمة تفضح من تبقى متسترآ حتى اليوم.
5 – إعتقاد نتنياهو بأن تحريك المواجهة مع المقاومة الفلسطينية سيكون في مصلحة الوضح الداخلي المتخلل للكيان الصهيوني , ولكن رد فعل المقاومة القوي سيقلب الطاولة عليه ويسبب في تفكك الداخل الصهيوني أكثر , ويضع قيادة العدو في موقف محرج ومذل .
👈 فإلى أين سيؤول الوضع , وما موقف محور المقاومة , وما الذي يجب أن يتخذه الأخوة في فلسطين والأمة ككل …
سنتطرق إلى ذلك في الجزء الثاني بإذن الله.
…يتبع…..