🖋️ طارق أحمد المنصوب
رئيس جامعة إب
صباح هذا اليوم التقيت أحد أولياء أمور الطلبة في ساحة كلية الآداب ، وكان يحمل معه عصا (باكورة) ، يتوكأ عليها بجسده المنهك بسبب استمرار سنوات الحصار والعدوان على بلادنا …. ،
وبعد أن سمع حديثي مع أمين عام الكلية و بعض موظفيها الذي يشرفون على سير الاختبارات ، ويحرصون على انتظام العمل في اللجان ، عن ضرورة تعاملهم مع انفعالات الطلبة بطريقة تتفادى تكرار ما حدث في الاختبارات الاسبوع الماضي، وتجنب الدخول معهم في جدال أو نقاش قد يفضي الى حدوث مشكلات تزيد من تعقيد الأمور وتشابك خيوطها ،
في تلك الأثناء ، اقترب مني وقال لي بالحرف : أصمد وكن قويا ، ولا تتردد في اتخاذ القرارات المناسبة ضد كافة التجاوزات والمخالفات … ، وضرورة توفير الحماية للراغبين في دخول الاختبار ،
وأبلغني أنه حضر مع ابنته كي لا تتعرض للمضايقات من قبل زملاءها وزميلاتها ، بعد أن وصلتها تهديدات من بعض مندوبي الطلبة بالاعتداء بالضرب وتكسير الأرجل إن هي دخلت لأداء الاختبار ، وأنه مستعد للدفاع عنها في وجه كل من يقترب منها أو يمنعها …. ،
كما طلب مني التواصل مع بقية أولياء أمور الطلبة للتأكد من علمهم بتصرفات أبنائهم وموافقتهم من عدمها على ما يقوم به أبناءهم وبناتهم من أعمال تحريض وتهديد ومقاطعة لاختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول … ،
بصدق ، أنني تفاجأت بموقف ولي الأمر هذا ، وتصميمه على دخول ابنته الاختبار ، وحرصه على تطمينها ومرافقتها للكلية ،
وتذكرت مواقف كثير من أولياء الأمور الذين رافقوا أبناءهم وبناتهم لحضور اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي ٢٠١٥ / ٢٠١٦م ،
الفارق بين الموقفين ، أن التهديد الأخير (الذي حدث في شهر سبتمبر ٢٠١٥م) كان نتيجة الخوف من سقوط الرصاص الراجع والقصف بالأسلحة الثقيلة التي وصلت حينها إلى منطقة بيت ضاوي في جبل بعدان لمحاولة السيطرة عسكريا على مدينة إب ، وصواريخ الطائرات والمقاتلات الحربية لدول تحالف العدوان التي نشطت بشكل مثير للريبة في مدينة إب خلال تلك الفترة ، وعلى الحرم الجامعي أو بالقرب منه في جبل حراثة ، وكان التهديد خارجي ،
فهل يفهم أبناءنا الطلبة أن إيقاف العملية التعليمية وتأخير إجراء الاختبارات يظل هدفا من أهداف العدوان الداخلي والخارجي ؟؟
وهل يعلمون أنهم أول ضحايا عدم اكتمال عملية الاختبار ؟؟
أتمنى أن يفهموا ذلك ، قبل فوات الأوان …
Discussion about this post