بقلم / علي عبدالله صومل
مذبحة عاشواء تصنع إنسانية الإنسان فمن يبكي ويتألم لمأساة الحسين وأهل بيته وأصحابه في فاجعة الطّف لايمكن أن يبتسم أويُسرّ لمأساة أبدا بل سيعيش الحزن والأسى تجاه أي مصيبة،
فعاشوراء تعلمنا أن نحزن لكل مصابٍ على وجه الأرض وأن ننتصرلكل مظلوم مهما كان الثمن
وأن نبغض يزيدا ونثور على يزيد أينما وُجد فكل طاغية يزيد وكل ثائر حسين ومن لايعيش هذا الشعور ولايحمل روحية الثورة أمام مايحدث من المآسي في عالمنا اليوم فإن الدموع التي يذرفها عندما يتذكر ماحل بالحسين ومن كانوا على أرض كربلاء في العاشر من محرم في العام 61 للهجرة إنما هي دموع الثكالى التي تندب فقيدها وصاحبها لا يدفع الضيم حتى عن نفسه أما إذا الباكي على مأساة الحسين والمتألم لمصابه الجلل يظلم المستضعفين من الناس – ولو كانوا زوجته أوبنيه أو أقاربه -فهو كاذب في بكائه ولوبكى بدل الدموع دماً- فإنما هي دموع التماسيح كما يقال فلا يتوقع ممن يتألم على الحسين وينقم على قتلته بوعي وشعور أن يحمل راية الحسين بكف وسيف شمر بن ذي الجوشن في الكف الأخرى .
*كربلاء_ترومتر الثورات :*
الإمام الحسين ع إمام الثوار وكربلاء مدرسة الأحرار
فما من ثائر اطلع على سيرة سيد الشهداءأبي عبدالله الحسين ع إلا وطأطأ رأسه إجلالا وإكبارا لمقامه العظيم وأقبل عليه كأستاذ كبير لكل الثائرين على الظلم
ومامن إنسان حر اطلع على الثورة الكربلائية إلاوأقر بأنها مدرسة ثورية رائدة ومحطة نضالية خالدة
ومن ثم فكل ثائر يحتقر منهجية الحسين أويشمئز من ثورية الحسين فهويزيدي الهوية والثقافة والنهج
وكل ثورة تقابل ثورة كربلاء وملحمة اللطّف بالعداوة والأذية والقدح فهي شمرية القضية والقيادة والسيف
فالحسين قسيم الثورة والإستبداد وكربلاء ترومتر الثورات ضد الطغيان
Discussion about this post