** حقوق المرأة في ضوء محاضرات السيّد القائد الرّمضانيّة **
في غير مسيرة القرآن يتوارى الرّجال خلف ستار الخزي و العار حين الكلام عن المرأة و حقوقها ، و كأنّهم يميلون لجاهلية ( محمّد بن عبدالوهاب ) التي هي امتداد لجاهلية ما قبل رسالة رسول اللّه محمّد ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) النّبي الرّسول الذي اقتحم جاهليتهم في تعاملاتهم و معاملتهم للمرأة ، فأطلق لها الحقوق كما سنّ عليها الواجبات ، و كان أوّل ما نبّه له هو حقّها في الحياة بعد أن كانت في الجاهلية توأد خوف العار ،
نعم : منعهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) من دفنها حيّة لا ميتة في سنوات حياتها الأولى ، ثمّ رتّل حقوقها التي جمع منها الأحكام الكثيرة في سورة لم تأخذه حميّتهم ، و لم تمنعه جاهليتهم و محاربتهم له من التّصريح بتسميتها بسورة : ( النّساء ) ، فيمرّ الزّمن و تكاد المرأة تعود للجاهلية الأولى بمساعدة هذا الرّجل الذي تفرّقت به السّبل عن الصراط المستقيم ، فيهيئ اللّه لهذه الأمّة أعلام هدى يجدّدون و يحيون قوانين و شرائع ربّ العالمين ، و في زمننا هذا يقتحم عَلَم الهدى السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي هذا العالم الشّحيح قيما، المطموس هوية ، المصادر عفافا، و يكمل ما بدأه علم الهدى الشّهيد القائد / السيّد حسين بن البدر الحوثي و الذي أخرج ملزمة كاملة لمحاضرات له خصّصها لتبيين حقوق المرأة في ضوء سورة ( النّساء) فيجدّد السيّد القائد عهد الوفاء بالالتزام و التّذكير لرجل اليوم بحقوق هذه المرأة التي يتغافلها ، و يتناساها عالم الرجال اليوم و الأصحّ عالم الذّكور الذين عادوا إلى كثير من فراغ الجاهليّة حين يشعرون بالخزي و العار عند الكلام عن المرأة ناسين أن نبيّا و رسولا من أنبياء و رسل اللّه سمّاه اللّه و نسبه لأمّه وناداه بها فقال : ” يا عيسى ابن مريم ” ، موجّها بوصلة البطولة لامرأة حين ضربت أنصع الأمثلة في العفّة و التّقوى فكان تكريمها ولد صالح يدعو لها من المهد ،،
نعم : تعود بوصلة الحق لتشير إلى ساعات الزّمن الحقّ ، فهذا القائد العلم يلملم شتات أمّة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) في يمن الإيمان و الحكمة ، و لا تنسيه و لا تأخذه مسؤولياته العظمى في قيادته لمسيرة النّجاة ، و قيادته لجيوش و رجال النّصر عن الاستيصاء بالمرأة مؤكّدا على أنّها نواة المجتمع و شقيقة و شريكة الرّجل في بناء القيم و المبادئ و استنهاض الجيل لسبيل الحقّ، يوصي السيّد القائد هذا الجيل بادئا بأهله و شعبه و أمّته في محاضراته الرّمضانيّة كأوّل قائد ميداني يتحرك قرآنيا فيقدّم بعضا من القرآن بما يتاح له من الوقت لينير دروب المستبصرين ، و لا تنسيه الأحداث المهولة و السياسة تلك المرأة فيوصي بما أوصى جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) بالمرأة خيرا ، ذلك الخير الذي يعارض رؤى الوهابية الماسونيّة في تركيزها على خيريّة جسدها، و تذويبها لمقام الرّوح فيها ، و قد باتوا يتاجرون بجسدها في مراقص اللهو و الفجور لتحظى هنا في مسيرة القرآن باهتمام قائد أمة فيخصّص لها من محاضراته مذكّرا الرّجل بهذا النّصف المكمّل له ، و قد طرق السيّد القائد مواضيع حسّاسة جدّا يتحجّج معظم الرّجال اليوم بالعدوان لو حاولت المرأة فتح ملفات لعتاب و مقاضاة هذا الرّجل الذي فاحت رائحة قسوته عليها ، فيهزم السيّد القائد الظّلم في نفس هذا الرّجل و يكسر بقيّة استعداده النّفسي لظلم المرأة الذي يظهر أكثر ما يظهر في الحقوق المادية، و هنا فقد :
١- أوصى السيّد القائد و نبّه و ذكّر، و أقام الحجّة على الرّجل الأبّ و الأخّ المتغافلين عن تأدية الأمانة إلى أهلها بالاعتراف بالميراث الشّرعي للمرأة من كلّ شيئ بما حكم به اللّه الأعلم و الأكبر و الحكم العدل ،
شدّد السيّد القائد على ضرورة تمكين المرأة ممّا تملكه و حذّر من الانتقاص من حقوقها تحت أيّ عنوان أو مبرّر ، و لعلّ هذه القضية تعانيها المرأة عبر تاريخ البشريّة ، و لكن الإسلام بحدود القرآن و أمره و نهيه الذي هو أمر اللّه و نهيه هو أوّل من وضع النّقاط على الحروف في جميع حقوقها الرّوحيّة و المعنوية و الجسديّة و الماديّة ؛ و هنا كان الكلام موجّها للرّجل الأبّ و الأخّ حين لم ينسَ السيّد القائد أن يبلسم الجرح الواقعي في ازدراء حقها حتّى في مهرها من قبل البعض ، و بإلمام الحكيم و بحكمة الطّبيب يداوي و يعالج قضية قد تبدو سهلة لكنّها من صميم حقوق المرأة التي جعلها اللّه مالكة ( كالرّجل ) حرّة فيما تملكه بنصيب حدّده اللّه في القرآن ، واضعا حساب قوامة الرّجل عليها في حقّها في :
٢- تأمين مأكلها و مشربها و مسكنها من الرّجل بحكم تكوينها الجسدي الذي احترمه الدّين الإسلامي ، و قدّسه و صانه بالقرار في البيت :” و قرن في بيوتكن ” إذ لم يكن مبرّر لزمان و مكان الخروج من البيوت ، و لكنّه لم يمنعها بل شجّعها على كلّ عمل يتناسب مع فطرتها الجسديّة و النفسيّة ، و أعلى من شأن جهادها و حركتها في الحياة كشقيقة للرّجل ، و شريكة له في تأسيس المجتمع القرآني المثالي ، و لهذا و عليه فقد ألزمها و أوصاها بــ :
٣ – احترام قدسيّة ذاتها في روحها و ذلك بالحرص على مشاعرها و عواطفها من أن يتخطّفها ذئاب البشر متمكّنين منها خاصّة في هذا العالم العصري الجديد الذي جعل التّواصل عبر النّت مباحا ، و في متناول الجميع ، و في أيّ وقت ، فحذّر من أن تكون هذه المرأة لقمة سائغة رخيصة متاحة مبذولة للرّجل باسم صديقة الفيس و العالم الافتراضي كنزوة مؤقتة تُستغل ثمّ تُُرمى كبقيّة الفضلات إلى مزابل السّمعة السيئة ،
_ و هنا وجّه السيّد القائد الرّجال في شهر رمضان هذا العام ، و حتّى على مدار رمضانات سابقة ، شدّد على ضرورة احترام المرأة و عدم التّلاعب بمشاعرها برسائل الغرام الطّافحة ، و حذّر الرّجل من ملاحقة بنات النّاس في مواقع التّواصل ، و تكوين علاقات معهن على الهامش و في الظّلام ، و راعى السيّد القائد مشاعر و كرامة هذه المرأة حين جعل اللوم الأكبر و أصابع الاتهام موجّهة أكثر للرّجل بما لا يجرحها ، و بما يعمّق مبدأ :” الرّجال قوّامون على النّساء ” ،
٤ – كما أنّ السيّد القائد وجّه المرأة بالتّلميح و التّصريح بضرورة أن تصون جسدها و مفاتنها من أن تكون موضع شهوة و نداء غريزة حيوانيّة، و ألمح إلى اعتنائها بلباس يليق بها دون إغراء و في احترام يقودها لأن تكون معزّزة مكرّمة لا سلعة رخيصة تهواها حيوانات البشر ، و تتاجر بجسدها لإشباع غرائزهم التي قد تلفتهم في لبسها غير المحتشم .
٥ – كما لم يغفل القائد العَلَم السيّد / عبدالملك بن البدر الحوثي عن مراعاتها و رعايتها معنى و روح كزوجة يجب أن يراعيها الرجل و يستفيد بتقنيات العصر و بدلا من مراسلة و ملاحقة غير محارمه في المواقع الافتراضية ليجدد و يعمق و يقوي العلاقة بهذه الزوجة التي تستحقّ منه الحبّ و الغرام، و في ذلك الأجر الأعظم و الخير له ؛ فأبعاد ترك عاطفة الزوجة للفراغ سيستبد بها يوما ، و لا يستبعد أن تقتفي أثر هذا الزوج المتلاعب ببنات النّاس فتشرع في الخوض في حياة افتراضية عاطفية تعوّضها حنان زوجها الهاجر لها ، المعرِّض عالمه الأسري للتّشتت و الانحراف و الضّياع .
٦ – كما أنّ السيّد القائد العَلَم طرق موضوعا ينتصر للمرأة ، و يجعل لها الحقّ الكامل في نقطة لا تكاد ترى ، ولو رآها أحد فالمرأة وحدها من تعاني من إهمال الرّجل لنظافة جسمه و تصاعد الرّائحة غير المستحبّة من جسمه بفعل عدم استخدامه للمنظّفات ، و هنا فقد حرص سيّدي القائد و وجّه الرّجل ( و هو على بيّنة ) إلى أنّ كثيرا من الرّجال لا يهتم بنظافته الشّخصيّة ، ذاكرا أنّ بعضهم لا تعرف أسنانهم شيئا اسمه فرشاة و معجون ، و فعلا فأكثرهم لا ينظّف أسنانه إلّا أيام العرس الأولى ، و ما بعدها فيرفع الرجل عن نفسه القلم ، و يستهين بقيمة النظافة التي من شأنها أن تحبّب الزّوجين كليهما للآخر ،
و نعم فالبعض يعامل المرأة كشريك يجب أن يتجرع سوء و إهمال نظافة الرجل لفمه و جسمه إلّا موسميّا و مناسباتيّا معتبرا نفسه ممّن لا يجوز محادثته عن تلك الأمور التي يعدّها تافهة بينما في شرع الإسلام يحقّ للمرأة أن تطلب الطّلاق لو عافت حياتها مع رجل لا يهتمّ بنظافته !!
فما أروع أن يكون عَلَمك و قائدك و قدوتك منصفا يحكم بالعدل و الإنصاف ، و ينتصر لكلّ كبيرة و صغيرة لكائن المرأة البشري الإنساني التي لها حقوق و عليها واجبات ،
فسلام اللّه على هذا القائد الأسوة القدوة ما تعاقب الليل و النهار ، ويكفينا عالم النساء شرفا أن نكون في وجدان هذا القائد لنحظى بأن نمثّل شيئا من اهتماماته مايدل على تكامل و كمال شخص السيّد القائد و شخصيته ؛ فقد نادى بالقرآن ، بل هو قرآن يمشي على الأرض ، و لو تركت عنان الحرف ليصف و يبوح بما في الرّوح من خلجات تجاه هذا القائد ما انتهيت ؛ و لهذا سأنتهي بالصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد و آله ، وكفى .
أشواق مهدي دومان
https://T.me/AshwagDoman
Discussion about this post