بقلم / نبيل بن جبل
التاريخ : كتاب الدهر الخالد ، الذي يختزن في صفحاته أحداث الحياة الكبيرة التي تصيغ وجدان الأمم ، وتسطر وجودها على صفحة الحياة بما تقدم من أعمال عظيمة مشرفة ، وهو مخزن الذكرى لكل باحث عن الحق ، وهو الكتاب الخالد الذي يسجل كل صغيرة وكبيرة من مواقف عظيمة في طي صفحاته البيضاء ، كما أنه يسجل في مزبلة نفاياته مواقف الخونة وأهل الباطل ومرتزقة الأرض وعبيد المال ، والإنسان هو الذي يختار طريقه وصفحته بنفسه و يضع مكانته في التاريخ حيث ما يشاء ، فإما أن تكون صفحته بيضاء يشهد لها الخلق بعظمتها ، أو سوداء تلعنه الأجيال جيلا بعد جيل إلى الأبد بسوادها ، والتاريخ الحاضر سيسجل في أنصع صفحاته مواقف أبطال اليمن من رجال الجيش واللجان الشعبية الذين باعوا حياتهم رخيصة لله رب العالمين ، وتحركوا لمواجهة قوى الطاغوت والاستكبار المعتدية على شعب الإيمان والحكمة ، ليحموا الأرض ويصونوا العرض والشرف والكرامة مدافعين عن حرية واستقلال وعزة وكرامة اليمن واليمنيين بشكل عام ، وبطولاتهم ومواقفهم التي أذهلت ولا زالت بصمود وثبات منقطع النظير لم يسبقهم إليه أحد من العالمين في وجه أقوى ترسانة عسكرية و هالة إعلامية في العالم ، وتصدوا ولا زالوا لعدوان المجرمين ، وقدموا بذلك شهادة عظيمة للتاريخ وجددوا المقولة التاريخية : ” اليمن مقبرة الغزاة ” على مر العصور وحموا حمى الوطن بدماء طاهرة ، مؤصلة بأرواح مجاهدة ، بذلت الغالي والرخيص في سبيل الله والحرية لتكون مهرا لصدق المشروع القرآني العظيم ورجاله النجباء الصادقين ، فستظل مشرقة على طول الأزمان تشهد بصدق الأنصار ، ونبل مسعاهم .. سيشهد التاريخ أنهم تصدوا للطغاة بعزمات دونها صلابة الحديد ، وصنعوا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة ، ودفاع جوي و مختلف أنواع الأسلحة التي رأينا ثمرتها في ظل حصار كلي خانق ، و قد أجبرت عتاة الزمن على التراجع والهزيمة بعدما كانوا يحسبون لعاصفتهم المهزومة أسبوعا، فأصبح الأسبوع ستة أعوام بفضل من الله ( سبحانه وتعالى ) ، وما كان كل ذلك إﻻ بدماء وأرواح ومقل جاد بها رجال الله أبطال ثورة الــ 21من سبتمبر الصادقون ، وستشهد لهم الدنيا كلها بعزهم ومجدهم وأصالتهم بأنهم أبوا إﻻ السيادة والعظمة ، والسبق والغنى ، والحرية والاستقلال ؛ فشمروا عن سواعد الجد ، وما برحوا يمتطون صهوة كل صعب ، يركبون الأهوال ويزلزلون قوى الباطل والطغيان ، وينتعلون المصاعب ، ويسمون فوق المحن ، ويروضون العوائق ، ويقدمون التضحيات الجسام من كل غال ورخيص ، من أجل العزة والكرامة ، وهاهم أوﻻء الآن سبقوا المردة والجان في صمودهم وثباتهم وصناعاتهم العسكرية وأتوا من فنون الحرب بما أدهش العالم كله وتركه مذهوﻻ تائها في حيرته ، مذهوﻻ في دهشته يتساءل كيف لهؤلاء القليلين أن يركعوا قوى العالم ويجبروها على التراجع ؟
من مدهم بتلك القوة وذلك الثبات واليقين ولم يعلموا أنه من عند الله فكمن فئة قليلة غلبة غلبت فئة كثيرة ( بإذن الله )، وفي المقابل سيسجل التاريخ في صفحاته السوداء في مزبلته مواقف الخونة والعملاء الدنيئة الحقيرة والتي لم يسبقهم بها أحد من العالمين بذلهم وخستهم وانحطاطهم وحقارتهم وارتزاقهم وخيانتهم و إجرامهم ، ودناءة أنفسهم ليكونوا عبرة للأجيال على مدى الأزمان تلعنهم الأمم أمة بعد بعد أمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولانامت أعينهم ، والعاقبة للمتقين.
Discussion about this post