بقلم /نبيل بن جبل
ما يحصل اليوم في الجنوب اليمني المحتل هي فوضى عارمة و كارثة إنسانية حقيقية وفوضى عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية شاملة صنعتها دول تحالف العدوان وأيادي الارتزاق والعمالة ، وما يحصل في الجنوب هو نتيجة طبيعية للإستعمار والاحتلال وفقدان القيادة الوطنية والمنهجية الإيمانية ، وانعدام المشروع القائم على الحرية والاستقلال لأن التبعية للمستعمرين تخلق حالة من الفوضى والقتل والدمار والمعاناة والفقر والبطالة والتدهور في كل جانب الحياة
في الجنوب الواقع تحت سيطرة قوى الاحتلال والعدوان السعو صهيوإماراتي مواطنون ساء حالهم ، و فسد مآلهم ، و لم تبقِ فصائل الارتزاق والخيانة لهم حقا ولا كرامة .. هتكوا أعراضهم ، قتلوا أبناءهم ، سرقوا أموالهم ، نهبوا ثرواتهم سلبوهم حريتهم وكرامتهم ، انتهكوا كل حرمات الله ، ولم يرقبوا في أحد منهم إلّا ً ولا ذمة ، يكذبون عليهم باسم الشرعية والانتقالي فتارة يعدونهم بالانفصال ، ويمكنوه من بعض المرافق ، وتارة يعدونهم بالشرعية فيمكنوها من بعض المناطق ، و يستمر التناحر فيما بينهم ، وكله صراع إماراتي سعودي من أجل بسط النفوذ وتقاسمه والسيطرة على الثروات ، والدم من رأس الجنوبيين ، والمصلحة للسعوإمارتيين ، و هكذا يكذبون عليهم حتى صاروا وللأسف الشديد بسبب كذبهم كالعملة المزورة التي يتداولها اللصوص ليسرقوا جهد الناس و يسخروهم ويأكلوا عرقهم ويبخسوهم وهم في غفلة من أمرهم ، ومن عجيب أمرهم أنهم يكذبون عليهم وعلى مدى ستة أعوام من الاحتلال والقتل والتشريد ، وهم مصدقون أنفسهم أن قوى الاحتلال ستبني لهم دولة وتحقق لهم غاية ، بل وموقنون بأنهم صادقون وصدوقون معهم وهذه هي الكارثة، وما ذلك إلا لأن الله طمس عين بصيرتهم بسبب تقصيرهم وإعراضهم عن هدى الله بعد أن كان قد وصل إليهم ، فأراهم الحق باطلا وأراهم الباطل حقا، فأصبح حالهم كمثل الذي أصيب بالعمى وهو يحسب أنه كامل الإبصار ، ولكن الليل قد أرخى سدوله و بسط خيمته ، وهذا ليس إلّا أنموذج بسيطا مما يريد الغزاة تعميمه على كل مناطق اليمن في شمالها وجنوبها .
وفي المناطق الشمالية التي يسيطر عليها أبطال الجيش واللجان الشعبية أمن وأمان حرية واطمئنان عزة وكرامة لأن الله منّ علينا بنعمة البصيرة والهدى فعرفنا قيمة الحق وقيمة الحرية ، فانطلق رجال صادقون يصرخون في وجوه الغزاة وعملائهم صرخات مرعدة بالحق المبين ، و قد سلّموا للقائد الحكيم فداسوا دبابات وعربات وآليات وطائرات ومجنزرات قوى الاحتلال بأقدامهم ، وأسسوا أخلاقهم على مبادئ هدى القرآن ومبادئ الصدق والشرف والوفاء ؛ فاعتدل في هذه المناطق ميزان العدل ونمت في المنتمين لهدى الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية قيم المروءة والحمية ، وازدهت أسس الوفاء فتحولت هذه الأرض إلى رياض من الأمن والأمان ، وأضحوا وهم في الأرض يتنسمون أنسام الحرية والكرامة ونعيمها بفضل من الله ( سبحانه وتعالى ) وهذا أنموذج لمن اتبعوا هدى الله وعرفوا قيمة ومعنى وجودهم في هذه الحياة ،
وسيظل أبطالنا على عهدهم صادقين ما نبض فيهم قلب أو رفت لهم عيون حتى تحرير آخر شبر من تراب هذا الوطن ،
ونأمل من أبناء الجنوب أن يأخذوا العبرة ويفهموا تلك الدروس ، ويلتفوا حول رجال الله الصادقين ليتحرروا من تلك القوى الظالمة ، و يصدقوا مع الله فيصدقهم ، ويكتب لشعبنا شماله وجنوبه السبق والريادة ، ويستقل بقراره وحريته ، وهذا ما نأمله ويكفي ستة أعوام من الدروس والعبر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
Discussion about this post