إنها ( ثقافة البديل ) التي يجب أن نجربها , لكي نؤمن بها , أو ننبذها ونتركها ونردها ونرفضها , وذلك وفقآ لمقدار ونفع عطاءها .
فمتى ما درت منافعها وفوائدها وثمرها الناضج , فبها ونعمت من آلية عمل وتطبيق وإجراء .
ومتى ما عقمت وتيبست وتحشفت , فبئست من آلية ليباسها وعقمها وخواءها وغشها وخداعها , وهي كما هو حال الشخص الذي حكم ففشل بعدما خان وخدع , وظلم وحرم , وإنتقم وأجرم , وبهت وكفر , وفسد ونهب وإستأثر , وخاب ظنها من تثقيف وتنوير , وإرشاد وهداية , وإمحى وجودها من قائمة الإحتمالات في التفكير والتجريب ….
إذا درت , يعني أنها غيرت وبدلت وأصلحت , وأنها منعت وأتت , وأنها رفضت وإستقبلت , وأنها دفنت وبرعمت , وأنها إستبدلت وأبقت , وأنها أغاضت وبشرت , وأحزنت وأفرحت وأسرت .
وأنها قدمت وما خدعت , وأنها أنتجت وما بارت , وأنها أبعدت وجوهآ لا يرغب فيها ولا يطمئن اليها ولا أثمرت خيرآ ولا إصلاحآ ; وإنما عاثت ظلمآ وإجرامآ وإيثارآ للذات المنحرفة وفسادآ , وأتت بشخوص بما ليس له تاريخ نضال أو جهاد عريق طويل عميق عله ينتج ثمارآ طيبة , ويحدث إصلاحآ كريمآ , وأنها أبدعت بمنهج متغير جديد في إختيار شخوص لموقع المسؤولية وما تقوقعت , وإنفتحت على أغلب الأطياف وإستوعبت وقامت بغلق باب وفتح آخر , وأنها خيبت آمالآ وقطعت أوصالآ وأحيت أمواتآ وأنعشت أحوالآ , وأنها قلصت شيئآ من اليأس وزرعت آمالآ ترتقب , وأطمعت وقطعت , وحددت وقضت , وفتحت وأغلقت , …. ووو .
لا تظنها رموزآ لأحجيات غامضة , ولا هي طلسمات غائمة مظلمة , ولا هي أعواذآ ولا أحرازآ ولا أسحارآ ; إنها إشارات واقعية , وحقائق لا تخفى ولا تنكر ولا يمكن أن تستنكر أو تغيب عن ذهن من ظلم وحرم وجاع وفقر وتهمش وأبعد , وأنها عذابات وآلام , وآهات وحسرات , وإحن ومحن ومصاعب ومشكلات إبتلى بها الشعب العراقي الذي نزف منها شريانه ووريده , فكيف ينساها , أو يغفل أو يتغافل عنها . إنها آلامه الماضية , ومحنه المؤلمة الباقية , وأنها عذاباته التي إكتوى بنارها وألمها وحرمانها وغضبها وإنتقامها وظلمها وتهميشها ونتائج إنحرافات المسؤولين الذين تصدوا للمسؤولية وحمل الأمانة بلا ضمير لهم ولا حياء , ولا خشية من الله سبحانه المنتقم الجبار الذين يدعون أنهم عبيده الطائعون الرساليون , والذين منهم من ينكر تلك المنزلة والمرتبة والدرجة , ولكنهم لا قدرة لهم من الخروج عن أرض الله وسمائه . وكلهم حاكمون ظالمون , مجرمون فاسدون , فاسقون ناهبون , مؤثرون الذات والأهل والأتباع الأذناب الصعاليك المهاليك المستعبدين إستحمارآ وإستمطاءآ بذلة وشبح رجال , وما هم رجال , ولا أشباه رجال ; إنما هم خناث مستخنثون .
فنسأل الله سبحانه جلت قدرته , المالك , القادر , المعين , أن يهدينا الى ثقافة البديل في التجربة العملية على أساس عقيدة التوحيد الداعية الى لا إله إلا الله في العقيدة والإيمان والمنهج , والتشريع والإتباع , والسلوك والأخلاق , والعمل والتعامل , إنه سميع مجيب , والقادر على التمكين والتحقيق .
حسن المياح ~ البصرة .
Discussion about this post