[ مشاعرك في الحياة الدنيا وفي الآخرة بين النجاة والخسران “يوسف الحاضري مثالا ]
مأساة كبرى عندما يدعونا من خلقنا ويعدنا ويقسم في مواضع عدة على ذلك ويرسل الانبياء والرسل والأولياء وينزل الكتب السماوية ويعطينا آيات ودلائل وبينات على كل ذلك فنعيشها بحواسنا ، ومع ذلك لا نستجيب له ، وبمجرد ما يدعونا الشيطان العدو اللدود للإنسان بطريقة واهية وضعيفة جدا أسمها (الوسوسة) ويمنينا ويعدنا فنستجيب له بقوة وإندفاع ، هل أدركتم لماذا (خالدين فيها أبدا) !!
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
وأنا استمع للمحاضرة الرابعة للسيد القائد عبدالملك الحوثي وجدت نفسي وأنا في موضع لا يحسد عليه وأنتابني خوف وقلق كبيران كون أحداث الحساب ثم الجزاء يقينا سأمر بها ولكن الوضع الحالي يعكس مدى تقصيرنا وعدم أستحقاقنا لنكون من اصحاب الجنة وما تتصف به من نعيم عظيم ، خاصة بعد مدة 39 عاما من العمر الذي مر من حياتي ولا أعلم كم تبقى لي ولكن يقينا ان ما تبقى لن يكون اكثر مما مر ، ولو افترضنا ان 15 سنة حتى سن التكليف فبقى لنا 24 سنة ساسأل عنها وما عملت فيها ، نعم ربع قرن من الزمن مرت عليا كأنها يوما او بعض يوم (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين) ، ربع قرن من العمل كان معظمه في ضلال وتيه وإتباع أهل الضلالة من الحكام والمستكبرين أدور في فلكهم أينما داروا امتدحهم وأتغنى بأعمالهم فدخلت في ضلالهم الذي أرتكبوه رغم انني لم أسرق اموال وثروات الشعب الذي سرقوه ولم أقتل ابناء الجنوب في 1994 ولم اقتل ابناء صعده في 6 حروب منذ2004 حتى 2010م ، رغم انني ايضا لم أنبطح لأمريكا بعد احداث سبتمبر2001م ولكنني واليت هذه الزمرة التي قامت بهذه الأعمال فشاركتهم الجرم والمصير المحتوم دون ان اشاركهم المتاع المادي في الحياة الدنيا لذا تذكرت كل ذلك والسيد يقرأ ويشرح قوله تعالى ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِـمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ) فأرتجفت جميع جوارحي وتسمر شعر جسدي وتعرقت وانا أتخيل نفسي في ذلك اليوم وأشاهد أمام عيني الحكام والقيادات التي كنت أواليهم وأسبح بمنجزاتهم ووطنيتهم آناء الليل وأطراف النهار واشعر في ذلك التسبيح كل التزيين رغم انني كنت مغتربا في الخارج بسبب سوء ادارتهم للدولة وفسادهم وكارثية ما اوصلوا اليمن له ،لأرجع أسجد باكيا قابضا بشدة لفراش الأرض حامدا لله أنني تجاوزت النهاية الكارثية لهذا الولاء قبل أن أموت وأصبح من الخاسرين وذلك بعد ءن هداني الله قبل 7 اعوام من اليوم أي بعد مرور 17 عاما من الضلال والتيه في فلك المجرمين الفاسقين ، بهدي القرآن ومسيرته العظيمة وقيادته القرآنية من أعلام الهدى ممثلة بسيدي ومولاي عبدالملك الحوثي سلام الله عليه.
نعم ، فقد وضعت نفسي في تلك الآيات وفي ذلك التوصيف القرآني الذي سرده السيد في محاضرته التوعوية النورانية وعشتها لحظة بلحظة وشعرت بالخسران العظيم الأبدي الذي كنت سأكون عليه لو استمريت في غيي وظلامي وضلالي وإنحرافي وسأصل لأتخاطب مع هؤلاء ( وَبَرَزُوا للهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ) ، نعم كنت سأتخاطب مع تلك القيادات بهذا الخطاب وانا في حسرة وندامة كعذاب نفسي أشد من عذاب جهنم الجسدي ، حاصة عندما يكون جوابهم بهذا الجواب فيظهر ضعفهم وهشاشتهم رغم اننا كنا ننظر إليهم كجبال شاهقة ، فأي مصير كنت سأكون فيه !!
تخيلت والشيطان يخطب بي في عرصات جهنم قائلا ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَـمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِـمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، نعم ستكون ندامة مضاعفة وعذاب نفسي إضافي عندما اجد الشيطان يتبرأ وكافرا بهؤلاء الحكام الذي طالما وسوس لي أن أتبعهم وان أمجدهم وأن ألبي بحمدهم ، كل ذلك مررت به وانا انصت لمحاضرة السيد سلام الله عليه.
لم ينته الأمر هنا بل إزداد الأمر حسرة وندامة ليتضاعف عذابي النفسي قبل الجسدي عندما أستمعت لتفاصيل بعض الآيات القرآنية التي توضح كيف سيتجه المتقون الى الجنة زمرا متشرفين بالملائكة ومتجهين إلى الله ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) وأنا اشاهدهم نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم والسعادة تلفهم لفا والجنة وما فيها من متاع ونعيم قرأته مئات المرات في القرآن فلم اؤمن به عمليا وإن كنت مؤمن به لفظيا كونه كما نصفه (كلام الله) ولم يتجسد ذلك الايمان في اعمالنا وتحركنا ، وأرى اشخاض نساء ورجال عرفتهم في الدنيا سواء من اسرتي وابنائي وأقاربي وجيراني واصدقائي يتركونني وراء ظهورهم متحركين الى مصيرهم العظيم وانا في ظلام دامس اناديهم ألم أكن معكم نصلي ونصوم ونقرأ القرآن وووو إلخ ، فينظرون إليا بوجوههم المبيضة فيشاهدون وجهي المسود من خزي سيئاتي ومولاتي للظلمة الفسقة المجرمين في الدنيا فلا يأبهون لي ، فأنادي أبني وإبنتي وزوجتي وأخي وأمي واقاربي وصديقي وغيرهم واقول لهم أنا يوسف أنا أبوك أنا إبنك انا صديقك المقرب فلماذا تتركونني في هذه الظلمات ولا تأخذونني معكم ، وأيضا لا يأبهون لذلك ولا ينتابهم حتى مشاعر أسى فمن سيدخل الجنة لا يجد في نفسه الا السرور وليس غير السرور حتى عندما يشاهدون أباهم أو أخاهم او أبنهم أو أقرب المقربين لهم او خلهم يتقلب في عذاب النار فلن يؤثر في ذلك شيئا على نفوسهم .
– عندما أبكي في الدنيا فإن زوجتي وابنائي ووالداي وإخواني جميعا سيلتمون حولي وبسعون لمساندتي وتخفيف بكائي ومعالجة أسباب البكاء ومعالجة ت0بعاتها النفسية والتخفيف من وطأته ولا يتركونني حتى يطيبوا خاطري مع تفاعلهم النفسي والحزن الذي ينتابهم جراء ما ألم بي وبكائي ،
أما في يوم الحساب وعند الجزاء لو أبكي وأبكي بأعنف ما أمتلك من طاقة أمامهم جميعا فلن يعيرني أحد منهم ولا من بقية البشر أدنى اهتمام أو إعتبار او تأثر أو مجرد تفاعل فالمتقون الناجون في لحظات نفسية راقية سعيدة ويجدون في بكائي جزء بسيط مما استحق من العذاب النفسي والعصاة الآخرون نفسي يا نفسي ويود كل واحد منهم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه ومن في الأرض جميعا لينجى ، وهنا تتضح لنا سوء الفاجعة في تلك اللحظات التي تعني بكاء ابدي وعذاب أبدي وحسرة أبدية وهم وغم وضيق أبدي فهل لنا ان نعيش المقارنة واللحظات ونتعلم كيف نعمل ونعيد تصرفاتنا ونحسنه لنكون من المتقين الذي أزلف الله لهم الجنة وليس لغيرهم (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد).
– الحمدلله الذي أنجانا الله بأعلام الهدى والذين جل همهم وسعيهم واهتمامهم وشغلهم الشاغل كيف يوقظوننا نن غفوتنا وسباتنا ورقادنا الذي نعيشه منذ عقود ويحز في نفوسهم تلك الأنفس التي تموت او تقتل وهي في صف الباطل او المتخاذلين او المحايدين أو التائهين ، ولولا هذه النعمة (الهداية) أنني أضعت حتى سنيني الأخيرة في نفس التيه والضلال وسأقضي ما بقى لي من عمر حتى ألقى الله معضوبا عليا منه ضالا متحسرا وأقوم بما سيقوم به الضالون المكذبون المعاندون الجاحدون ، كما انه لا يعني أنتمائي لمسيرة علم الهدى السيد الحوثي أنني في مأمن فهناك ممن كان حول النبي منافقون بل كانوا مردة النفاق ( ومن الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) لكن نحن في مسيرة معرفة ووعي وبصيرة ومنها تعلمنا كيف نعمل وكيف نتحرك وكيف نكون كي نلاقي الله مرضيا عنا من المتقين لنصاحب الأنبياء والصديقين والشهداء في الجنة ولا نكون من المتحسرين النادمين الداعين على انفسهم بالويل والثبور ، فقط ما عليكم الا ان توالي اولياء الله وعلى رأسهم السيد عبدالملك الحوثي وتعادي اعداء الله وعلى رأسهم أمريكا والكيان الصهيوني ثم تتحرك بتحرك القرآن وما اسهل هذه الخطوات لنحصد بعدها الجنة فالجنة عظيمة ومقابلها أمر عظيم ومسئولية كبرى يتمثل في إتباع القرآن الكريم وأعلام الهدى من آل بيت رسول الله لتتخلص من مآسي ضلالك السابق الممتد منذ عقود من الزمن .
نموذج اخر من نفحات رحمة الله ان يوضح لنا ماسبحدث لنا في تلك اللحظات ويأمرنا بالعمل الذي ينجينا ويسهله لنا فمراد الله لنا هو اليسر وليس العسر فهل من مدكر
#د_يوسف_الحاضري
telegram.m/goodislam
Discussion about this post