بقلم / نبيل بن جبل
الاهتمام بقراءة القرآن والملازم التي تجعلنا نعي ونفهم معنى الآيات الربانية بشكل صحيح خاصة في الشهر الكريم الذي هو شهر السكينة والطمأنينة شهر التقوى كما قال الله سبحانه وتعالى :” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” ، شهر الروحانية والرحمة ، شهر الهدى للمؤمنين ،- يبعث في النفوس قوة إيجابية مؤثرة تصل الإنسان بخالق الكون العظيم ، وتحول تيار الحياة إلى السعادة والراحة والشعور بالطمأنينة وتخلق في النفس طاقة معنوية كبيرة ، هدى الله يجعل من أصحابه المؤمنين به والمتفاعلين معه والملتزمين بأدائه قوة خلاقة تشكل في الوجود معنىً حقيقيا للسيادة والعزة والكرامة التي تستحق الإجلال بما استودع في الحياة من أسباب الخير والصلاح والفلاح ومن دواعي السعادة ومن موجبات السرور ، كما أنه ينمي وعي الإنسان ويوسع مداركه ليفهم معنى الدين المحمدي الأصيل لذلك لابد أن نفتح له جميع منافذ الحس، ونفعل معه كل عوامل التأثير، ونطلق منه جميع ضوابط السلوك بقيم وأخلاق و مبادئ المشروع القرآني العظيم .
هدى الله سواءً القرآن و بعده الملازم التي هي من القرآن قادر على التأثير على وجدان الحياة ، وصياغة شكلها ، وتحويل تيارها إلى مافيه صلاحها وخير أهلها يوم نفهم آياته ومعانيه على الوجه الصحيح عندما يكون الإخلاص لله هو الوقود المسير والطاقة المحركة والملاذ الآمن .
و لا بد للمجاهدين في سبيل الله المؤمنين أن يكونوا مدركين أنه لا فائدة من ادعاء الجهاد إذا ضاعت معانيه ، ولا قيمة للإنسان المجاهد إذا لم يلتزم بتطبيق البرنامج الرمضاني ، و أضاع مغازيه لأن هدى الله منزله من روح يتجلى في حي موات القلوب ، ويمحو غشاوات النفوس ويرفعها إلى مقاماتها العالية التي تهيؤها لأداء الدور العظيم المنوط بها وهو الجهاد وتحقيق التقوى ،
كما أن هذا الشهر العظيم فرصة كبيرة لإعادة ترتيب الأولويات ، ولبناء النفس ومحاسبتها على التقصير في جنب الله ، وبناء واقع الإنسان على أساس صحيح ليحقق الله لنا النصر والتمكين ، وهدى الله نبض يتسق معه نبض قلوب المؤمنين المجاهدين ويأتلف معه استقامة فكرهم وطهر قلوبهم وصفاء أرواحهم ويقظة ضمائرهم ، و( هدى الله ) برنامج عملي لخلق إنسان مكتمل ينسجم بطبيعته مع الكون المحكم الموزون وهو خطة مكتملة محكمة حوت من (الأفكار والأسرار والأخبار) ما يكفي لبناء مجتمع إنساني تحفه أسباب الشرف والسيادة والتمكين من جميع جهاته فيجب أن نعيش بقلوبنا في جو هدى الله في شهر القرآن ونتفيأ بأرواحنا عبق طهره ، ونتنسم بعقولنا أرج عبيره ، ونتدبر بقلوبنا روح معانيه ، ونوقن أننا بغير هدى الله عدم وأن حاضرنا ومستقبلنا مرهون بصلتنا به وفهمنا لمعانيه ، وتفاعلنا معه ، و التزامنا به واتساقنا مع قيمه وأخلاقه ،
وأنه وحده القادر على رفعنا إلى تلك الذروة السامقة من العز والشرف والمجد التي استوى عليها أسلافنا الكرام بفضله ، وسيظل هدى الله منهاج عز نقتفيه حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
Discussion about this post