وجع رحيلك
سكينة المناري
فليتوقف الزمن..
وتصاب الأرض بالشلل..وتتوقف عن الدوران .. ويغمض الوقت عينيه علينا ليأخذنا حيث أنت
ارفع أبصارك إلينا أيها الشهيد الرئيس
نتأمل مواقف المخلّدة موقفاًموقف !
كل مافيك يشهد على عظمتك ..كل مافيك يشهد على إخلاصك لدينك وشعبك..
كل ما فيك جرجرنا إلى نفقدك!!
أستكين لحظة فأشعر بدمعٍ حبيس تغرورقان عيناي ولا تمطران ..
ولكن الدمع يهطل في ذكرى استشهادك وينحدر في منظر مهيب كأنه جنازة عظيمة ..
كل رئيس شهيد لن يكون إلا أنت!
وكل شهيد رئيس لن يكون إلا أنت
وكل عظيم لن يكون إلا صمّاد!
مفقودين لفقدك!!
سمعنا هول الفاجعة فلا شي حينها يثبت أننا أحياء، الجثث الميتة لا تصلح أن تكون في حضرة شهيد ..ونحن بدونك أشبه بذلك !
صمّاد!
غادرتني فجعلتنا قبوراً ووأدنا هذه الحياة بيدينا
أُنتزعت من قلوبنا كسيف مزروع في لحمنا!
كل خطوة ابتعدت فيها عنا ولّدت جرحٌ عميق !
نشيعك بنظراتنا
غبت!!
شمس أفلت..وقمر انخسف
صمّاد!!
كلنا ظلام نجلس معتمين إلا من قبس ضوء خافت من مقامك نغادر على أثره!
ليت الطريق الذي مشيت فيه كان لنا كي نضع أقدامنا على آثار قدميك
نحاول أن نجتهد ونمشي حيث مشيت لكنا نعود مهزومين بلا نيل شهادة!
الرجال فيهم مسحة حنان رغم صلابتهم وكنت الأب الحنون على شعبك والمستضعفين صغارا وكبارا..
أيا صمّاد!
لم يستطيع أحد أن يملاء الفقد الذي أحدثه وجع رحيلك في قلوبنا !!
كنت مصحف يمشي بين الناس !
صادق كآية إلهية !
قريب من الله كسجدة!
أي حدائق حب الجهاد في أعماقك !
أي منزلة مكثت!
أي فوز امتلكت!!
طوبى ..طوبى لك أيها الرئيس الشهيد
فماذا عساي أن أقول!! فأنت عطاء فوق العطاء
وصف فاق كل أوصاف الدنيا !!
ولو ألفت مجلدات من التقصير أن أختصرها بعنوان!
ولو كتب الشعراء قصيدة لكان تقييدها بأي وزن جريمة لا تغتفر!!
الكلمات سجن ..كل ما كتبت كنت أقرب لتخلي عنها !
فالعظماء لا يوصفون بحبر بشر عاديين كمثلنا
بل بوصف ربّاني إلٓهي *رِجالٌ صَدقوا ماعاهدوا الله عليه*
صدق الله العظيم
صدقت ووفيت العهد بالدم والروح !
وجع رحيلك
ودمائك الطاهرة التي سفكت سنغرق بها الطغاة والجبابرة ..سنثأر…سنواصل ..نجهاد..وبدمك ودماء الشهداء حتماً سننتصر.
Discussion about this post