اﻹنتقال من الجهاد اﻷصغر الى الجهاد اﻷكبر “””
مصطفى حسان
لماذا نعتبر مشكلة الفساد الجهاد اﻷكبر ﻷن هذه المشكلة غابة متشابكة اﻷغصان جذورها متأصلة في كل مفاصل , وتم زراعتها في مؤسسات الدولة منذ سنوات طويلة , وكانت زراعتها في البداية ﻷغراض سياسية ورقابية لمن يعارض أو يشوه نظام الحكم . عن طريق تمكينهم من الوظائف الهامة داخل المؤسسات ويمتلكون كافة الصلاحيات والتمكينات في التحكم بمصير الموظفين على شكل عصابة داخلية موزعة فيما بينهم اﻷدوار والمهام , مدربين على ممارسة التلاعب اﻹداري بمشاعر الموظف , وترصد اﻷخطاء وتتبعها دون أن يشعر .
بالطبع كان هذا اﻹسلوب يشبه أو متفرع من جهاز اﻷمن السياسي إلا أن اﻷمن السياسي كانت تمارس فية عمليات إغتيالات وإعتقالات سياسية لديهم كل خيوط التلاعب المجهزة بأعلى مستوى , والشواهد واضحة أمامنا كالذي حصل في جريمة إغتيال الصحفي السعودي / جمال خاشفجي , وما يحدث من إعتقالات واسعة لعلماء دين وناشطين حقوقين في السعودية التي تكشفها وتفضحها لنا المنظمات اﻹنسانية الدولية كل يوم . رغم إن هذة المنظمات مشبوهة حيث يتم تحريكها وقت الحاجة لتنفيذ إستراتيجية جديدة أو تبني مشروع صفقة جديدة ﻷقطاب دولية وإقليمية , وعندما يتم تحقيق الغرض ينخفض منسوب التهويل بالتصريحات كما حصل في إنخفاض منسوب التهويل اﻹعلامي الذي حضي به الصحفي / جمال خاشفجي , وحل محله مؤثر أقوى تاثيراً بصراعات الحرب الباردة بين اﻷقطاب الدولية واﻹقليمية المشتعلة في “” ليبيا , والسودان , والجزائر “” .
كذالك نفس اﻹسلوب كان يمارس في مؤسسات الدولة لكنه بإسلوب إداري أخف وطئة من خلال التلاعب بالمشاعر بغرض تعريضه لضغوط نفسية تدفعه الى اﻹنزواء , وبالتدريج يبدأ كراهيته للعمل , ويكثر غيابه ثم في النهاية يطفش تماماً من العمل بالكامل …!!
طبعاً هذه تسببت في إنقسام المجتمع الى قسمين من الميول الجزء الحساس منهم ذات ميول إنطوائية ويأس من الواقع الذي عاشة بصعوبة فلم يتحمل هذا الواقع المفروض عليه في مؤسستة العامل فيها وبيئة العمل المدججة بالعصابات والفساد فأصبح مشرد ومشوه ومنبوذ , والبعض منهم أشتدت درجة الحساسية لديه وتأزمت نفسيتة حتى أنتها به الى الجنون . أما الغالبية من المجتمع فقد تكيف مع الوضع وأتجه مع تيار الفساد الذي أصبح طابعاً سلوكياً , ونهجاً في دروب الحياة وطموح اﻷفراد المستقبلية , حتى أصبحت المسؤلية وتولي المناصب اﻹدارية عبارة عن صفقات وغنائم تباع وتشترى
هناك تلاعبات إدارية عديدة إبتداءً من لفت النظر , والجزاءات , واﻷقساط , ورفع التقارير , واﻹقصاء والتهميش . فعندما يحاول تصحيح الوضع بالتظلمات يواجه عصابه تتدوال به من إدارة الى إدارة ومن شخص الى أخر حتى يصل الى قناعة بالترك وفقاً للمقولة التي أطلقها ممن خاض تجارب الحياة ( إذا كان غريمك القاضي من تشارع ) فيتجه الشخص الى اﻹنحراف , والدخول في دائرة الفساد وفقاً للمقوله ( كن مع أخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب ) ..!!
هناك عدة وسائل ولم نذكر سوى اﻷساليب البارزة .
المهم إن الموروث من السابق من أصعب المهمات التي سيواجها أنصار الله في بناء الدولة الحديثة . ﻷن الفساد متأصل ومتجذر داخل مفاصل الدولة تم زراعتة على مدى سنوات وبعمر أجيال فأضحت أكثر تعقيداً .
فهذا الموروث كان عبر سنوات طويلة , دفع الكثير إجباراً ﻹنتهاج هذا الطابع السلوكي وفقاً للقاعدة العامة ( الناس على دين ملوكهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر ) , ووفقاً لما توصل اليه علماء النفس في بحوثهم لا أتذكر إسم هذا القانون المهم إن مضمونة ( بأن الفرد يتبع أو يمارس مايسمى قانون القطيع ) …!!!
بمعنى إن الفرد يمارس سلوكيات وعادات وثقافات نقلية , أو بمعنى أخر كانت سلوك وطابع سائد في المجتمع حتى وإن كانت غير منطقية وغير مقنعه , أو مقبولة
فاﻷمور شائكة ومتشابكة داخل فيها الصالح والطالح , وأصبح نهج تم ممارسته من قبل الكثيرين في المجتمع بالتوارث من الكوادر قبلهم …!!!
فاﻷمر يحتاج الى دراسة عميقة ومرنة مراعية لكل اﻷخطاء التي تم تناقلها بالتوارث ومعالجتها وتصحيحها بأساليب مرنة بإسلوب الترغيب والترهيب مع اﻹحتفاظ بهامش اﻹحترام , وموقع الشخص الشرفية في المجتمع كما تعامل اﻹسلام بمرونة في بداية الدعوة مع موروث العصر الجاهلي .
والله ولي التوفيق “”” ً
Discussion about this post