بقلم ناجي امهز
منذ ساعات وانا ابحث عن اجوبة لأسئلة تنتشر مثل النار بالهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف حزب الله وخياراته وسياساته، وتحالفاته، ودوره وموقفه مما حصل بقصة العميل فاخوري.
ساعات وساعات من البحث حتى اني لم انم حتى وجه الصباح، لاني اعرف وافهم بان مثل هذا الامر سيكون له فعل ارتدادات الزلزال، ليس في لبنان وعلى المقاومة فقط، بل على محور المقاومة برمته.
اولا وللاسف الكبير والشديد، واقولها بكل صدق وشفافية وموضوعية، ان ما حصل للعميل عامر الفاخوري، هو لا يقل عن الاقتراع لترامب في صندوق الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة، بل سيكون العميل فاخوري هو احد الانجازات التي سيتكلم عنها ترامب بخطاباته الانتخابية، هذا ان لم يستقبله بالبيت الابيض.
مما يعني بحال فوز ترامب وانا اعتقد بانه سيفوز، سيضيق الخناق على محور المقاومة اكثر مع فرض المزيد من العقوبات والتوسع بالحصار، وارتفاع بالعمليات العسكرية ان كان من قبل العدو الاسرائيلي او من قبل امريكا نفسها.
ومما زاد الطين بلة وعقد الامور اكثر بانك لن تجد ما يبرر ما حصل، ولا حتى بادنى المقاييس.
بل كيفما قلبت الموضوع وجدت ان المقاومة هي خاسرة بكافة الاتجاهات.
لذلك انا اقول لكم ليس فقط بسبب موازين الربح والخسارة بل لاني اعلم واعرف بان المقاومة لا يمكنها ان تساوم أبدا على مثل هكذا امر، لانه يستهدف عامودها الفقري بالصراع مع العدو الصهيوني.
فكل ما تملكه المقاومة من قوة على مستوى الخارطة الاسلامية والعربية، وحتى ان الذي يحميها حقيقة من صراع الطوائف، هو بسبب انها لا تفاوض او تساوم لا مع الامريكيين ولا مع الاسرائيلين.
اذا لا يعقل المقاومة ان تنتحر سياسيا وشعبيا وعلى مستوى الاقليم، وان تقدم ورقة رابحة لترامب، من اجل ان يقول احدهم انها صفقة، وما هذه الصفقة التي يوجد فيها الا رابح واحد وفريق خاسر مائة بالمائة بالدنيا والاخرة.
لذلك انا اجزم واقسم، بان حزب الله لم يكن على علم بما يجري او جرى وربما هو علم من الاعلام مثل ما علمنا نحن.
انا التقي مع الكثير من قيادات حزب الله واعرف اخلاقهم، صدقا هؤلاء الناس لا شأن لهم بالسياسة التي تقوم على الخداع والمراوغة والكذب والدجل صدقا، وهم مستمرون بالتضحية باعز ما عندهم طالما ان تضحياتهم هي التي ادت الى تحرير لبنان، ايضا ستكون راس حربة في مسيرة تحرير فلسطين، لذلك اكرر لا علاقة لحزب الله بقضية العميل الفاخوري.
ولكن للاسف لقد اصيب حزب الله بمقتل، لان قضية العميل الفاخوري لا يوجد لها اجوبة تبرر ما حصل، كما لا يوجد ثمن يدفع يوازي الخسارة بكافة المقاييس.
فان قيل عنها صفقة، سيقال اذا لماذا لا ندخل بالصفقة الكبرى، ونوفر على الجميع كل هذه المعاناة.
وان قيل عنها مبادلة لبعض المقاومين المعتقلين من قبل الادارة الامريكية باماكن سرية، سيقال وهل قضية الصراع مع العدو الصهيوني تقف عند الافراد، وان كانت هذه المبادلة تحت ذريعة ان تحرير المعتقلين لان الاحياء اهم اذا بماذا نبادل الذين استشهدوا على دروب فلسطين وتحرير لبنان.
اذا قل ان حزب الله لم يعرف بها، سيقال اذا اين وزرائه ونوابه، والذي لا يعلم بمثل هكذا امر اذا هناك اشياء كثيرة لا يعلم بها.
واذا قيل انه لم يكن قادرا على مواجهة النفوذ الامريكي، سيقال اذا لماذا نقاتلهم وهم اقوى من محور المقاومة على ارض المقاومة.
الاسئلة كثيرة ولا يوجد اجوبة، هذا فقط ان تكلمنا من الجانب السياسي، فكيف اذا اردنا ان نوصف مشاعر الذين قتلهم وظلمهم العميل الفاخوري، وما يدور بعقولهم وقلوبهم الان.
في قضية العميل الفاخوري لن تجد فاخوري واحد قادر ان يركب اذن الجرة حيث يريد.
Discussion about this post