بقلم د.يوسف مجمل الحاضري
في #اليوم_العالمي_للمرأة_المسلمة الذي تشرف بأن يكون يوم ولادة سيدة نساء الأرض فاطمة الزهراء 20جمادي ثاني … نذكركم بمكانة المرأة في الإسلام …
في وقت ان جاهلية أبو جهل وابو سفيان وغيرهما كانوا ينظرون للمرأة أنها (عار و شهوة) فقط ، فيسود وجهه عندما يقال له ان مولوده أنثى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) فيلجأون الى أمر من امرين (إما يدفنها وهي حية فيتخلص منها ) أو (يبقيها ولكن ينظر لها بأحتقار وأستنقاص ) ……
وفي وقت جاهلية محمد بن عبدالوهاب وإبن تيمية وإبن باز ومن على شاكلتهم ومسارهم وصراطهم يرون المرأة انها (نجاسة وشهوة) ، فوصفوها في اكاذيبهم عن رسول الله ان المراة والكلب تبطل الصلاة ، وانها لا قرار لها اطلاقا عند الرجل حتى لو كان أبوها يصارع الموت فلا يحق لها ان تذهب تزوره طاعة لله وله ان كان زوجها رافضا لذلك فاصبحت طاعة الزوج قبل طاعة الله وايضا مهما بلغ تعبها الجسدي وحالتها النفسية فلا يحق لها ان تمتنع عن زوجها اذا طلبها للفراش والا سينزل الله كتيبة من الملائكة تلعنها للصباح وغيرها من اطروحات لا علاقة لها بالدين ولا بالفطرة ولا بالإنسانية ولا بأي شيء حتى اصبحت المرأة لا شيء وللاسف النساء انفسهم صدقن ذلك وبقين يعيشين تلك النفسية حتى يومنا هذا.
أما المرأة في دين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فهو يتجسد في آية المباهلة ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) فقد شارك الرسول المرأة متمثلة في فاطمة الزهراء في اكبر لقاء ديني وسياسي وثقافي وإجتماعي وعلمي وتربوي حيث جاءت هذه الرؤية من منطلق انها مكون رئيسي من مكونات الاسرة والمجتمع والدولة لها حقوق وعليها واجبات ولها محددات حياة في لبسها وخروجها وعلمها وعملها وخطابها مع الآخرين وغير ذلك ، فهي ليست عار وليست نجاسة وليست مجرد شهوة للرجل .
الاسلام ايضا وضح انها لم تخلق من ضلع أعوج كما جاءت به ثقافة اليهود من بنس اسرائيل واليهود من بني العرب متمثلا بالوهابية ومن على شاكلتهم ، فالأعوج هو من عوج عن صراط الله المستقيم ومن شذ عن القرآن ومنهجيته فقال تعالى في خلقها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ، الأسلام ايضا ضرب للمؤمنين جميعا (رجالا ونساء) مثالا في ارقى درجات العبودية لله بإمرأتين عظيمتين هما (آسية امرأة فرعون ومريم إبنة عمران) في سورة التحريم لنقتدي بها الرجال والنساء وليس لنستحقرهن ونستنقصهن .
الله جعل نسل وذرية النبي محمد (خير خلقه وأحب خلقه) من أنثى (فاطمة الزهراء) وجعل تكاثرهم منها فأسماها الله (الكوثر) من التكاثر وبالفعل هانحن اليوم نرى ابناء الحسن والحسين عليهما السلام يملأون القارات الست ومن شنئاه واستهزأة بأنه لم يمتلك ولدا وانه سيكون مبتورا من النسل هم من بترهم الله وقطع نسلهم فقال تعالى
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) ).
هذه مكانة المرأة في الإسلام وفي منهجية محمد ومسيرته القرآنية ومن جاء بما ليس في القرآن فهو وما جاء به في ظلمات بعضها فوق بعض.
Discussion about this post