حول منصب الرئاسة إلى مغنم الشهادة
سكينة المناري.
أقدم سطوري بين يديك أيها الرئيس الشهيد الذي من حقك أن يسطر تاريخ نضالك ووطنيتك ومواقفك لأقول بماء الذهب بل الذهب بأصله وذلك في حقك قليل! فمن مثلك من علو مقامه وجهادة وإخلاصه !!
ولقد رأينا النماذج المختلفة لرؤوساء الشعوب التي مرّت وماتزال تمرّ بأشكال مختلفة من التسلط والقمع، رأينا الرؤوسا يسعون حفاظاً على شخصيّتهم ومنصبهم ،يكرسون الإضطهاد ويرفدون خرائنهم بأموال الشعوب .
إلاّ أنه في هذا الزمن الحاضر كان رئيس واحد فقط هو الذي كرّس منصب السلطة لخدمة الشعب وتقديم المصلحة العامة على المصحلة الشخصية إن وجدت مصلحة شخصية بالنسبة له، هو الرئيس الوحيد الذي لم يمتلك منزل “مُلك “في عاصمة دولته ..الرئيس الذي قدم روحه ودمه من أجل دينه وشعبه .
إنه الرئيس صالح علي الصمّاد الذي قاد اليمن في مرحلة حساسة وخطيرة وهي تواجه أعتى عدوان كوني في التاريخ المعاصر
لكنه نجح رغم مؤامرات الأعداء وفشلت كل الرهانات التي أمّل عليها العدوان وأدواته من الداخل.
إنه الرئيس الصمّاد الذي تجسدت فيه روحية الأئمة والمتقين وهو من استطاع أن يخوض الحرب بحنكة واقتدار ، كان الخط الذي يمشي عليه هو خط الرفض للإستعباد بل الإجهاز عليه لذا ستكون محطة رئاسته دستوراً لكل الشرفاء في العالم .
أدرك أنها ثورة لاتنتهي إلا بالقضاء على جذور الطغاة والمستكبرين فكان منصبه كراعٍ للحق ومشرع للناس، إنه يرى بأم عينيه كيف يعاني الشعب من إجرام وعدوان ،إنه يرى الرشوة تملأ جيوب الوزراء والمسئولين لكنه لم يسكت أويتغاضى .لم يكن للسلطة من الصماد إلاقول الحق ،لقد تمكنت أن تصطاد بشراكها خلقا كثيرا ولكنها عجزت عن الصماد ، ينظر لها وللدنيا إلا دار ممر لا دار مقرّ فما كان عليه إلا أن يكون في هذا الممر كأشرف إنسان استغل منصبه مايؤهله في الآخرة لأرفع الدرجات وأعلى المرتقيات .
إنه الصمّاد الذي لم يستغل منصبه لبناء القصور والسيارات وتخزين الأموال أو التنعم والراحة،
لم يستغل منصبه في خذلان الشعب والتغطية على لصوص الفساد
أو لمحابة هذا أو ذاك بل تحدث في إحدى خطاباته أن هناك أكثر من مئة إسم مجمّد ممن قدموا أنفسهم ليكونوا أصحاب مناصب وترقيات
لم يستغل منصبه في المهادنة والإنبطاح والرضوخ للعدو بل تحدث في وجه بأننا أصحاب سلام مشرف لا إستسلام
لم يستغل منصبه في أن يتنصل عن واجبه نحو المجاهدين بل كان أكثر قربا منهم يجالسهم ويطوف معهم على التباب والوديان وكان أكثر حبا لهم “مسح الغبار من على نعالكم أشرف من مناصب الدنيا بكلها”
لم يستغل منصبه في التسلط والديوله على هذا الشعب المكلوم بل كان دولة للشعب وليس شعب للدولة
لم يستغل كرسي الرئاسة في المكوث على فراشه الوثير بل ما فتأ يتنقل بين جبهة وأخرى يخرج الدفعات العسكرية ويشارك في القوافل والمسيرات ويدفع بنفسه أولا إلى محاريب الجهاد.
لم يرَ أن منصبه فرصة منصب دنيوي للبطش والتحايل بل رأى أنها فرصة لبذل أقصى الجهود لدفاع عن الدين والوطن، ولم يحول منصبه إلى فرصة للكسب والتشبث بعرش السلطة بل حوله إلى فرصة للفوز بالآخرة ، رأى أنها فرصة إلهية لنيل الشهادة الذي بحث عنها طويلاً فحول منصب الرئاسة إلى مغنم شهادة ليلتحق بالعظماء وينال أعظم مكسب وأعظم مغنم وهي الشهادة في سبيل الله .فهل لهذا الرئيس نظيراً أو مثيل،من ادعى ذلك فقد افترى وعجز عن الإتيان بالنظير!! وإننا في ذكرى إستشهادك أيها الصمّاد مازلنا على العهد سنظل نسطر أروع معجزات الصمود، نعم كان رحيلك موجع لكننا سنمضي على الدرب
أوفياء لدمائك الطاهرة نقهر أحلام المعتدين .
Discussion about this post