بقلم د.يوسف الحاضري
abo_raghad20112@hotmail.com
يعرف الناطق الرسمي بأنه الذي يتصدر المواقف الاعلامية للحديث عن امور تخص جانب معين ضمن أختصاصاته وأهدافه العملية ويستعرض الأنجازات التي يحققها من ينتمي إليهم وغير ذلك ، ويكون الناطق منتميا لنفس المؤسسة التي يمثلها ، وهذا ما يمثله ترامب الذي يمكن ان نطلق عليه الناطق الرسمي بأسم الحكام العرب غير انه في هذه المؤسسة ينسب الناطق الرسمي الانتصارات والانجازات له شخصيا رغم ان الذي يقوم بالأعمال والتحركات ويخسر الاموال والرجال ويسهر ليل نهار ويرهق نفسه ونفسيته هم الحكام ، بل ان الامر تجاوز ذلك الى ان وصل الى ان يهين الناطق الرسمي من يمثلهم ويستنقص من شأنهم ويذلهم ليل نهار في تصريحاته الاعلامية ولعل تصريحاته في حكام السعودية أكبر دليل على ذلك.
نعم ، الانجاز العظيم الذي أسعد كل صهاينة الأرض خاصة اولئك المحتلين للقدس ولفلسطين والذي اسمي (صفقة القرن) هو انجاز لحكام العرب 100% ، فحكام الخليج هم من مولوا الصفقة ليس هذه الفترة ولكن مولوها خلال عقود من الزمن عبر التمويل الاعلامي والتمويل التربوي والتمويل الفكري والتمويل المجتمعي والتمويل السياسي والتمويل الديني ايضا وانفقوا عليها عشرات الترليونات من الدولارات وقدموا في سبيلها ملايين من البشر العرب والمسلمين تعبيدا للأرض لتصبح مناسبة للصفقة .
اعلام العرب الرسمي واعلامه التجاري(بتمويل رسمي) واعلامه الحزبي (بغلاف رسمي) كله صب ايضا في التهيئة للصفقة سواء بالتهيئة المباشرة او التهيئة الغير مباشرة من خلال المسخ الفكري والأخلاقي والديني ونزع الهوية الايمانية من النفوس وفكفكوا الأرتباط العظيم بالقضايا الكبرى للأمة حتى اصبحت قضاياهم عبارة عن شهوتي الجنس والبطن وكيفية تغذيتهما بطرق عدة واساليب متنوعة .
اشغال الشعوب في امور الحياة الاقتصادية ايضا كان للحكام العرب دورا كبيرا في ذلك حتى أوصولوها الى ان تبقى قضية توفير لقمة العيش هي الهم الأول والأخير للانسان منذ ان يصحى الصباح حتى ينام المساء فتمر عليه هذه القضايا والمآسي والجرائم فلا تجد لها أي حيزا في قلوبهم وأهتماماتهم ومسئولياتهم بل غالبا ما يسخط عليها بعد ان اوصله الاعلام التابع للحكام لأن يتهم هذه القضايا بأنها سبب وضعه الأقتصادي المأزوم وليسوا هم .
هناك دول ظن حكامها انهم أذكياء وحكماء ونبهاء فحايدوا وأنحازوا بدولهم جانبا كي لا يصيبها أي سخط امريكي فيما اذا تفاعلت بالمنعة من سياسياتها الماسونية وايضا لا يصيبها أي سخط جماهيري فيما اذا انخرطت في السياسة الأمريكية (على الأقل ظاهريا) فأصبحت في فلكها تسبح وهذا بحد ذاته ساهم بشكل كبير جدا لا يقل عن مستوى السابقين في صفقة القرن ، فلا هو الذي رفضها ولا هو الذي فتح المجال لشعبه ليتحرك ليرفضها فأخمد جبهة خففت على العدو الكثير والكثير .
ترليونات عربية انفقها الحكام العرب لاجل عيون الصهاينة هذه الأموال من ثروات الشعوب العربية وحقوقهم ، ومازالت هناك مئات المليارات التي ستنفق ايضا من ثرواتهم لاجل أرض وأمن أستقرار خاص بالذين هم أشد عداوة لنا ومحتلين لأراضينا ومدنسين لمقدساتنا وساعين في أرضنا وامتنا فسادا ويتربصون بنا الدوائر ، وملايين من الجنود العرب ومن اسلحة كثيرة وكبيرة تتبع دول الخليج ومصر والمغرب وتركيا وغيرها من دول تم تجميدها في التصدي للصهاينة وتفعيلها في التصدي للشعوب وللأمة الاسلامية ، ومئات القنوات الاعلامية بمختلف توجهاتها الإخبارية والترفيهية والتعليمية والفكرية وغيرها ينفق عليها مليارات ايضا ، كل ذلك قام به الحكام العرب ليل نهار ولم يألوا جهدا ويدخروا عزيمة بجميع المستويات السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والتعليمية لاجل أرض واسعة آمنة مستقرة للصهاينة الذي ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب منه ولعنة ، فعلى ماذا يدل كل ذلك؟؟
ألا يدل دلالة قاطعة كاملة واضحة جلية بأن الحكام العرب لا يمتلكون من العروبة الا الأسم واللسان الذي يتحدثون به وبقية الأمور هم صهاينة انخرطوا في المجتمعات العربية ليصلوا الى حكم الدولة سياسيا ودينيا وفكريا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا ومن ثم يقومون بما قاموا به من عمل لتصبح الأرض العربية كاملة وليس فلسطين أرضا صهيونية يهودية حتى وان كان يحكمها أناس بمسميات (محمد وسلمان وغيرها من اسماء عربية اسلامية ) .
أليس هؤلاء هم الاصل في الصفقة وفي الأحتلال وفي البناء الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالمقابل هم الاصل في الدمار والخراب والجوع والمرض والتشرد والتشرذم الذي تعيشه الدول العربية وشعوبها ، وليس ترامب الذي يتصدر فقط الاعلام ليصرح بأنجازات هؤلاء العبيد من الحكام العرب وينسبها لأسمه وفريقه كناطق رسمي بأسم العملاء العرب او بالأصح (الصهاينة)؟ ويمكن ان نطلق عليه الناطق بأسم عبيده !
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post