بقلم د.يوسف الحاضري
(1)
يصبح الشهيد “جزاء عظيم” يجازي الله به اولئك المؤمنين الذين سيدخلون الجنة ، حيث تصبح معية الشهيد “شرف عظيم” وجزاء رفيع لهؤلاء المؤمنين .
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا)
فأي شرف ومنزلة وضع الله فيها الشهيد لتتجاوز منزلة إدخاله الجنة الى منزلة أنه أصبح جائزة يكافئ بها المؤمنون .
(2)
لم يكتف الله جل وعلا في نهيه لنا بأن نقول عن الشهيد أنه مات او ميت (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا) ، بل نهانا عن الظن داخل قرارة أنفسنا بيننا وبين أنفسنا ونحسبهم أمواتا (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) ، لأنك عندما تصف انسانا حيا بأنه ميت فأنت إما جاهل لا تعرفه أو مجنونا لا تعرف الفرق بين الموت والحياة أو كاذبا تعرف أنه حيا ولكنك تقول فيه عكس الحقيقة .
لذا يجب أن ننتقي ألفاظنا في توصيفهم والحديث عنهم ولا نستخدم مصطلح (مات او ميت ) لأن النهي الرباني واضح جدا بقوله (ولا تقولوا) مثل نهيه لنا بأن لا نقول راعنا (لا تقولوا راعنا) فالنهي هنا لفظي وايضا مشاعر واحساس داخلي ، وهذا فضل عظيم ومنزلة رفيعة لا تتوفر الا للشهيد.
(3)
كل الخلق من عباده (بإستثناء الشهداء) سيسألهم الله عن أمر هام وهو (موضوع تصديقهم) أي أنه عندما نصدق بنبي أو بكتاب سماوي فسيسألنا الله ماذا عملنا بعد تصديقنا النفسي واللفظي (واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ، ليسئل الصادقين عن صدقهم) ، أما الشهداء فإنهم قد تجاوزوا هذه المرحلة (مرحلة السؤال عن تصديقهم للحق) ووصلوا إلى مرحلة (الجزاء لتصديقهم ) فقال عنهم الله وفي نفس السورة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، ليجزي الله الصادقين بصدقهم) ، وهذه منزلة عظيمة ورفيعة يتجاوزون بها مسألة السؤال والحساب يوم الفزع الأكبر وايضا تعكس رضا الله عما قدموه في سبيله ، لأنه اساسا قد برهن صدقه وتصديقه بالحق من خلال تقديم روحه ودمه في سبيل الحق.
#الذكرى_السنوية_للشهيد
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post