كتب محمد طاهر انعم
.
(من مقتطف لمقال للصحفي أحمد منصور في موقع عربي بوست) :
قلت له (لمهاتير رئيس الوزراء الماليزي رئيس القمة) : ولماذا هذه الدول الخمس فقط؟
قال: «لقد وجهنا الدعوة إلى دول أخرى، على رأسها المملكة العربية السعودية، ولكن الملك اعتذر.
ولم يشأ الرجل المعروف بأدبه الجم ولغته الديبلوماسية العالية أن يكشف لي حقيقة الموقف السعودي.
وهو ما عرفته بعد ذلك في كواليس القمة وما جاهرت به السعودية بعد ذلك في موقفها المعادي للقمة، ما عرفته وراء كواليس القمة من مصادر موثوقة هو أن السعودية حينما دعيت وضعت شروطا للحضور خلاصتها أن تكون هي الوصية علي القمة و الحضور والغياب وجدول الأعمال والموضوعات المطروحة ، ولكن رئيس الوزراء الماليزي قال للملك بأدب جم : نحن دولة مستقلة ومن شاء أن يشاركنا الحضور دون شروط فأهلا وسهلا ومن شاء الغياب فهذا قراراه.
أغضب هذا الجواب السعودية فلم تتوقف عند حد الأعتذار أو عدم المشاركة ولكنها سعت لأفشال القمة لاسيما بعدما أخذت القمة اهتماما واسعا لدي الشعوب الأسلامية بشكل عام تلك الشعوب التي تبحث عن أمل وعن قيادة جدية وجادة ومخلصه تعيد للأمة مكانتها وتجمع كلمتها وتضعها علي خريطة العالم كقوة فاعلة وليست مشلولة…
تم تهديد عمران خان (الرئيس الباكستاني) بشكل مباشر أنه إذا شارك في القمة فإنه سيتعرض لحرب ستطيح به وتدمر اقتصاد باكستان الضعيف، من أهمها : أن الوديعة السعودية المقدرة بخمسة مليارات دولار سوف تسحب من باكستان، وسوف يتم ترحيل نصف مليون باكستاني يعملون في السعودية، وأمور أخري لا يقوي عليها عمران خان، الذي صرح مرارا بأنه يعتبر مهاتير محمد مثله السياسي الأعلى وكان متحمسا للقمة بشكل كبير وأحد الدعاة لها.
ولهذا فإن الدكتور مهاتير محمد حينما سئل عن أسباب اعتذار عمران خان قال : لديه أسبابه التي نتفهمها كما أن عمران خان التقي قبيل القمة مع الرئيس أردوغان في جنيف وشرح له طبيعة الضغوط التي مورست عليه .
أما بالنسبة للامارات فما عرفته في كواليس القمة أيضا أنهم رحبوا بالحضور بل والمساهمة في تكاليف القمة إذا قبلت ماليزيا شروطهم التي لاتقل سوءا عن شروط السعودية، فرفضت ماليزيا أيضا الشروط الأماراتية، فقاموا من جانبهم بمحاولة تخريب القمة عبر الضغط علي إندونيسيا التي تتمتع بعلاقات خاصة مع ماليزيا، لكنهم هددوا بسحب استثماراتهم المقررة بحوالي عشرة مليارات دولار، ومارسوا ضغوطا أخري جعلت الرئيس الأندونيسي في البداية يعلن أن نائبه سيمثله في القمة.
ثم اعتذر النائب أيضا قبيل القمة مدعيا أنه أصيب بنزلة برد وفي النهاية لم يحضر أي مسئول إندونيسي ، وعلاوة علي ذلك فقد مارسوا ضغوطهم علي دول صغيره وأجبروها علي سحب ممثليها لكن في النهاية حضر القمة ممثلين لثماني عشرة دولة.
Discussion about this post