✍عبدالرحمن الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
عدن…..من حضن بريطانيا ( الإمارات) ….. إلى حضن امريكا ( السعوديه)…
➖➖➖➖➖
(مواطنه يمنيه.من.عدن)
انا من سكان عدن…كانوا اصحابي في صنعاء يقولون لي أن إبنهم في الخارج صار له عالق منذ سنوات وقد إشتدت به الحاجة , ولم يعد لديه هو واسرته أي تدبير يستطيعون من خلاله توفير المزيد من المال له, عالق ويريد ان يرجع بلده, قلت لهم لماذا لا يعود ؟؟!! إذا كان مطار صنعاء مغلق فمطار عدن مفتوح.أخبروني أنهم لايؤيدون فكرة السفر عبر مطار عدن..لأسباب منها ان جوازه من تلك الجوازات التي منعها من يسمون انفسهم شرعية, وان العدوان هناك يفرز الناس بالاسم والمنطقه…قلت لهم إن زوجي هو أحد المتنفذين في عدن وسأطلب منه مساعدتهم….لم يوافقونني بحجة إن عدن محتله, وإن السعودية او الامارات لا يعيرون اتباعهم أي قيمة, وليس بيد أي عدني أي سلطه ليستطيع مساعدة احد… وكنت لا اصدقهم….
وجاء اليوم الذي فكرت فيه ان اسافر لعلاج والدتي…..وانهيت كل الإجراءآت ودخلت صالة مغادرة المطار الى الطائره….
حينها رأيت شيئآ غيًر كل قناعاتي. موقف خلاني أرى حقيقة الوضع في عدن…فسر لي كل الأحداث التي مرت في عدن.
خلاني أعرف ليش كان العدنيون يتقاتلوا بينهم البين؟…ليش الدنبوع وحكومته مش في عدن؟؟ يحكموا دولتهم؟؟ ليش صارت قبايل الجنوب متعادية؟؟ ويفرزوهم بالبطاقة الشخصية في الطرقات؟؟
فهمت أنه عندما كانت الامارات في عدن, كان الوقائع تسير وفق السياسة التي عرفناها من زمااان…قبل ثورة أكتوبر 63…ايام البريطانيين اللي كانت سياستهم مبنية على التفريق , وعلى إضعاف الشعب اليمني بزرع النزاعات فيما بينهم..كانت بريطانيا لا تظهر في الصورة ابدآ,, وكأنهم ملائكة والشياطين هم اصحاب البلاد…والإمارات إستخدمت نفس الأسلوب والشعب نائم لا يعرف شيئ..
واليوم لما سلمت الإمارات عدن إلى السعوديين إتضحت الصورة جليه, السعودية ذيل الامريكيين واكيد ستسير وفق اسلوب الامريكيين , اسلوب ( ترامب) المهفوف والهمجي..نعم فالسعودية ستمشي.بأسلوب سيدتها امريكا…مثلما كانت الامارات تسير وفق سياسة سيدتها بريطانيا..
هذه الرؤية هي التي وضحت لي الموقف الذي رأيته في المطار والعكس صحيح..
صح…كلهم أذيال وحثالة…الكل ينهش في لحمنا ولكن كل واحد بأسلوبه..الإمارات بأسلوب مخفي وعلى يد اهل المنطقه, بينما السعودية بأسلوبها الهمجي المستكبر على كل الشعوب.
أكيد انكم منتظرين تعرفوا ماهو الموقف الذي حصل!!
وانا جالسه في الصالة شفت حركة غريبة ودوشه بين الموظفين التابعين للمطار,, شفت شخصين لابسين زي خاص بالمهندسين( عرفت إنهم موظفين في المطار) وجوههم قد علاها اللون الرمادي, وتلونت شفايفهم بالأبيض, ومن حولهم اناس يلبسون الزي الفوسفوري, والمدني واشخاص يلبسون الزي العسكري…عرفت ان هؤلاء ايضآ موظفين في المطار, والاشخاص بالزي العسكري هم من الأمن التابع للمطار..مختلفة انواع أزيائهم لكن الشيئ المشترك بينهم جميعآ هو ذلك التغير في لون الوجه,, وجفاف الفم, ووجوم الملامح مابين خائف, ومستغرب, وغاضب.
سمعت ما يدور , ثم أمسكت بيد إحدى الموظفات المذهولات أسألها عن الموقف فأخبرتني إن : –
الشخصين المهندسين كانا يقومان بأداء عملهما في صيانة الكهرباء في مدرج المطار كإجراء طبيعي ومهم قبل إقلاع طائرة رحلتنا…فجاء ضابط أمن المطار ( السعووودي) فقام بالصراخ في وجه هذين المهندسين بأسلوب همجي وشديد ورفع يده ليصفع احدهم ( احد المهندسين) في وجهه , ويأمر أفراده بإدخالهما إلى الحجز…إنذهل الجميع من هذا التصرف , ليس لأنه الفريد والاول من نوعه, ولكن لأنه صادر من ضابط اجنبي من السعوديه, إذ أن الحوادث مثل هذه أيام الإمارات كانت تتم بين العدنيين فيما بينهم وكنا نعتقدها شيئ طبيعي ولا غرابة فيها.
إنذهلت لهذا التصرف, وللمنظر البشع الذي رأيت فيه أصحاب البلد يهتانون من ضابط سعودي قد لا يساوي في بلده قيمة البدلة التي يرتديها…ويهين كم من رجل داخل بلده, وفي مقر عمله الحكومي.
ليس هذا فقط, بل مما زادني ذهولآ ورعبآ , وغيظآ أيضآ هي تلك المعادلة التي اطلقها الضابط السعودي…إستمرت الموظفة في سرد ما حدث حتى وصلت إلى موقف مدير عام المطار الذي رفض ما فعله الضابط السعودي بموظفيه…… وقد وقف الضابط متحديآ لمدير (عااام) المطار وأطلق جملته التي كشفت ووضحت واكدت مقولة من يقول ( إن عدن واقعة تحت الإحتلال)..حينها تذكرت كلام اصدقائي في صنعاء, ولماذا فضلوا أن يتجرع إبنهم عذاب الغربة وذل الحاجة المادية على أن يعود عبر مطار عدن ولا يعرفون ماذا سيكون مصيرة المبني ليس على قوانين او إنسانية او صلات إجتماعية وانما هو مبني على مزاج الضابط السعودي الذي يمسك بزمام الامور في المطار وهو الآمر والناهي وليس للمناصب الحكومية المحلية عنده أي قدر او قيمة او اعتبار.
فعلآ اصدقائي محقون, وهم يرون الحقيقة اكثر مننا اهل البلد.
اتعرفون ماذا قال الضابط السعودي لمدير عام المطار؟؟؟؟!!!!
معادلته الشهيرة التي وضحت كل الصورة وهو يصرخ في وجه مدير المطار قائلآ : “” يا أنا ..يا أنت في المطار؟؟؟””😱😱
حينها تجلت في رأسي حقيقة كيف يمكن ان أطمئن على حياتي والموظفون يهانون لأنهم ادوا عملهم الصحيح؟؟ كيف أطمئن وحياتي مرهونه برشفة الخمر, او بحبة المخدرات التي يتناولها ضابط الامن السعودي المتحكم في الموقف…كيف يمكنني أن اسافر وانا لا أعلم كيف سيكون الوضع في مطار عدن وقت عودتي؟؟
ومن.جهة اخرى كيف سأسافر وقهر الموقف الذي رأيته وسمعته يملأ قلبي.
حينها قمت بحمل حقيبتي سائرة نحو بوابة مغادرة المطار وكلي قناعه بأنني لن أعالج المرض البدني حتى أعالج المرض والوباء الذي يجثم فوق صدر بلدي….. أو…أو
⭐أسافر عندما يتم فتح مطار صنعاء.⭐
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
#ملتقى_الكتاب_العرب_والاحرار
✍ عبدالرحمن الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
4/11/2019













Discussion about this post