أ. فاضل الشرقي
عامة الناس هم قوام الدين والجهاد في سبيل الله، وقد رأينا فيما سبق كيف تكون عادة نفسيات كبار الناس مليئة بالكبرياء والمصالح بخلاف عامة الناس الذين تكون مشاعرهم ونفسياتهم نقية وطاهرة ومهيئة وسلسلة الانقياد والاستجابة والطاعة لله ولرسوله، والإسلام يحتاج لنوعية من هؤلاء الناس الذين هم فعلا “رجال النصر” لأنهم لا يحملون نفوسا متكبرة ومتعالية، ولا يطمحون ويطمعون في الحصول على مكاسب ومصالح مادية ومعنوية، وهم الأكثر قربا من الله واستجابة له، وكم تحصل من الغلطات في أعمالنا عندما نقصر مع عامة الناس مقابل التملق والتزلف لكبار الشخصيات وأصحاب المقامات العالية.
*يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”:*
“أما أولئك الصغار من الناس الذين هم صغار في نظر الآخرين، هم من ينطلقون وليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، يريدون أن يسخروا هذا العمل الثقافي، أو الاجتماعي، أو الجهادي، لمصالحهم. الصغار تكون عادة نفوسهم طاهرة أكثر من الكبار، صغار الناس – إن صح التعبير – أي الناس العاديون عوام الناس، وهذه هي كانت نظرة الإمام علي عليه السلام كان يقول: “وإنما قوام الدين العامة من الناس”، كان يقول لـ مالك الأشتر – وانظروها في عهد الإمام علي لمالك الأشتر في نهج البلاغة – : فليكن صغوك إليهم.. وليكن.. كذا” يوجهه لأن يهتم بالعامة من الناس، لا تشغل نفسك بأولئك الكبار. لاحظنا أخطاء حصلت في الماضي في عملنا الثقافي، وكم سمعنا من زملائنا من محاولات – بحسن نية – قد توقعنا في أخطاء أيضا، ورأينا الآخرين هم يتحركون باسم الدين يغلطون أيضا وهم يحاولون أن يسكتوا عن هذه من أجل أن نكسب فلاناً، ونتمشى مع هذا من أجل أن نكسبه، ومن أجل نكسب هذا الحزب، ونكسب هذا الشيخ، ونكسب هذا الشخص، هم ما عرفوا أنهم في الأخير إنما سخروا هذا الدين الذي يتحركون باسمه لأولئك الكبار. تحرك في أوساط الناس الذين لا يريدون منك أن تسخر دينك لهم، ليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، لا يستجيبون إلا بقدر ما يكون عملك – كيفما كان – في مصالحهم، هؤلاء هم الذين سينصرون الإسلام. الإسلام يريد نوعية من هذه، هؤلاء من سيستجيبون لله استجابة كاملة؛ لأنهم ليس لديهم المشاعر التي يمكن أن تجعلهم مستكبرين. {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(السجدة: من الآية15). ليس لديهم ما يحملهم على الاستكبار.
_**مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار*_
Discussion about this post