✍ عبد الرحمن الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
الحلقة العاشرة
16/10/2019
لطائف نتائج الأعمال على المستوى الفردي والمجتمعي والدولي …(مصير العدوان)
الجزء 2من2
➖➖➖➖➖➖➖
عرفنا في الحلقة التاسعة الجزء 1 من هذا الموضوع أن نتائج اعمال الإنسان في الدنيا لابد ان ينالها ويتأثر بها ايجابية كانت او سلبية….وتعرفنا على بعض القصص التي فيها العبره…
واليوم…لنتأمل بكل حيادية وبعيدآ عن الأيديولوجيات او الإنتماءات…نفكر في أنفسنا وفي غيرنا…أليس عندما نقدم خيرآ لأي إنسان نشعر بالسعادة الداخلية؟! ونشعر إثر إيجابي يحدث لنا في يومنا كحل لمشكلة او قضاء حاجه او حتى راحة وسكينة طوال اليوم.هذه هي نتيجة إيجابية أفرزها العمل الإيجابي الذي قمنا به.
ألسنا عندما نبدأ يومنا بعمل إيجابي يصبح اليوم كله إيجابيآ, والعكس صحيح؟!
👈وكذلك المجتمعات عندما يسود افرادها العمل الإيجابي تصبح مجتمعات يسودها الوئام, ويغلب عليها الرقي والحياة الرغيده؟!
وهكذا هي السنه الإلهية (( الكونية)) التي هي من إعجازه وإبداعه سبحانه وتعالى.
فقد جعل الله سبحانه وتعالى الأداء الصحيح في العمل ( العمل الإيجابي) في خانة التقوى…هذه الكلمة بقوتها وكبر معناها وردت في المعظم بعد الاعمال التي يقوم بها الإنسان فكان الإيجابي منها فيه تقوى الله ومادونه في العمل سيكون عكسه في الحكم..
قال تعالى “”كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى (الْمُتَّقِين)َ*
وقال “”وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ (تَتَّقُونَ)
وقال سبحانه “”
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى (الْمُتَّقِينَ)*””
وقال””بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ (الْمُتَّقِين)َ*””
وقال جل وعلا “”وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ (بِالْمُتَّقِين)َ*””
نعم..اعمالنا يجب ان يكون فيها تقوى وهذا ( إيجابي) وبالطبع لن يكون جزاء المتقين إلا التوفيق والسداد والسعادة في الدنيا ( نتيجه إيجابيه) والجزاء العظيم في الآخره.
ومن هذا المنطلق هل يظن المتقاعسون من اليمنيين والمتهاونون بما يصيب شعبهم من الظلم والجور والقتل سيكونون بمأمن من بطش الاعداء؟؟! وإن نجوا من ذلك فهل سيأمنون من النتيجة السلبية التي ستعود عليهم من فعلهم الذي هو لا شك فيه بأنه (سلبي) عقلآ وشرعآ وإنسانية.
الأحرار اليمنيون المواجهون للعدوان برغم جهادهم وبذلهم وتعبهم وتعرضهم للأذى المباشر من العدو او من عملائه لا زالوا يشعرون بالرضا والسكينه والعزة والامان والإطمئنان بينما المتخاذلون هم أكثر المتضررين وهم اكثر من يشتكي الظنك والخوف والفاقه وقلة التيسير برغم ان الظروف مشتركة والوضع واحد بزيادة ما يتحمل الاحرار مسئوليته؟؟ لماذا؟؟؟
هو الأثر السلبي الذي يعود على المتقاعسين ويقابله النتيجة الإيجابية التي يشعر بها الاحرار.
👈 فهل يعتقد أن من أظلم بحق وطنه وشعبه وعاضد أعداء بلده انه سيحيا سالمآ هذا إن بقي حيآ. حتى الذين يعودون نعم سيغفر لهم شعبهم, نعم سيتوب الله عليهم إن تابوا ولم تكن في ذممهم حقوق مخلوق, نعم سيستقبلهم وطنهم…ولكن هناك نتائج سلبيه لا بد أن تصل إليهم نظير فعلهم السلبي الذي قاموا به, نتائج هي كونيه, وسنه إلهية ليس لأي احد يد في إيصالها او خيار في تقريرها, لا يعلم عن ماهية هذه النتائج او اسلوبها او طبيعتها إلا الله سبحانه ولكن لكي يسلموا من هذه النتائج السلبية فعليهم أن يدرأوا الحكم بالعمل_ كما يقولون_ عليهم أن يقفوا مع بلدهم وشعبهم بنفس الطريقة التي ساهموا بها مع العدوان, عليهم أن يكون عملهم الإيجابي بنفس قوة وأثر عملهم السلبي قال تعالى “”إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ*”” فإذا كان الجزاء السيئ تدرئه الحسنات يوم القيامة فأيضآ في سنة الدنيا نتائج العمل السلبي تدفعها نتائج العمل الإيجابي. مثل أبينا آدم عليه السلام كما قلنا ” نتيجة عملة السلبي لم تدرأها توبته بل تم إخراجه من نعيمه ولن يمسح أثر هذه النتيجة إلا العمل الإيجابي الذي يجب أن يتبعه الإنسان والمغاير ( المضاد) للعمل السلبي وهو عصيان إبليس وعدم إتباعه.
والخلاصة أن كل إنسان يمني تقاعس او اهمل او تهاون في دفع الضرر والعدوان والظلم عن بلده واهله فلينتظر نتائج افعاله السلبيه بحسب حجم عمله وقوته واثره على شعبه ووطنه.
👈وأيضآ شعوب العالم الساكته عما يجري للشعب اليمني لن يفلتوا من جزاء ما يفعلوه ونتيجة ما قدموه, وسينال كل مجتمع ما يستحقه من العناء والنصب والضيم والحاجه….إلخ كلآ بقدر أثره السلبي الذي أوقعه على أو سكت عنه ضد الشعب اليمني.
👈 بالنسبة لدول العدوان وخاصة المملكة الهالكه ودويلة الامارات اللتان لهما الحجم الهائل من عملية ظلم وقتل واستعمار الشعب اليمني فستكون نتائج افعالهم بحجم إجرامهم وعدائهم لله ولرسوله وللمؤمنين وموالاتهم لأعداء الله…ستكون نهايتهم الدنيويه العذاب في قوله تعالى “”قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ*””ولهم جهنم والخزي يوم القيامه..
ومن خلال مبدأ نتائج الأعمال بحسب سنن الله التي وضعها في هذا الكون نستطيع القول أن هذه الدول لن تجنح إلى السلم تجاوبآ مع اي مبادرة أو إنصياعآ للمبادئ الاخرى إنسانية كانت او غيرها, ولعلنا نلاحظ ذلك في الطريق الذي تنتهجه السعوديه مقابل مبادرة فخامة رئيس الجمهورية, او مقابل النصح والتوضيح الذي يبديه قائد الثورة والمسيرة القرآنية, وايضآ مقابل المعايير والمقاييس الحربية اوالمعطيات على الأرض, كل ذلك يسير نحو ضرورة أن تنال السعوديه والامارات نتائج اعمالها السلبيه, ومن الواضح أن السعودية ستسقط قريبآ وتنتهي اسطورتها لتتجرع آثار أعمالها ومن الواضح السعي الأمريكي لإدخال قواته العسكرية إلى السعودية بحجة دعمها في حربها على اليمن وفي الحقيقة هو لأجل تسلم أرض نجد والحجاز من عائلة آل سعود لإحتلالها أو على اقل تقدير تسليم المقدسات الاسلامية للدواعش الذين هم الذراع المخرب لدول الاستعمار بغرض الإضرار بالمقدسات الاسلامية وإنتقامآ لليهود من رسولنا الكريم صلوات الله عليه وعلى آله….(( ولعل خطوات الرئيس الروسي التي هي الألى.من نوعها منذ بدء العدوان على اليمن تأتي في إطار الحصول على نصيب روسيا من كعكة السعودية الآيلة إلى السقوط كما هو حال دول الاستعمار من تقسيم المستعمرات فيما بينهم)) وسيكون لليمن شرف تحمل مسئولية الأمة العربية والإسلامية وهذه هي نتائج العمل السلبي للسعودية وفي نفس الوقت هي نتيجة إيجابية للشعب اليمني مقابل عمله الإيجابي في الدفاع عن ارضه وعرضه ودينه وموالاته لله وللرسول وللذين آمنوا.
لا يمكن ان تفلت دول العدوان من هذه النتائج مهما تبرمت وتهربت فهي سنه إلهية…هي عدالة إلهية لكل بني البشر…فهل يستوي الذين ساروا على التقى والذين أجرموا ثم عادوا….؟؟!! نعم باب التوبة مفتوح وسينجو به الناس من عذاب يوم القيامه, اما نتيجة العمل فهي حق لابد أن يناله كل ذي فعل من البشر…
👈 من هنارأينا اثر العمل ونتيجته سواءآ على مستوى الفرد او المجتمع او حتى الدول…فعلينا أن نحرص على الفعل الإيجابي الذي نعرفه بموافقته لمعايير الدين الاسلامي, والقرآن الكريم, أو على المعايير الإنسانية.
👈 ومن خلال هذا أتوجه إلى الأخوة الأحرار المجاهدين في الحملة الدولية لفك حصار مطار صنعاء من الكتاب والمثقفين وقادة الفكر والنخبة في داخل الوطن وفي الدول العربيه والاسلامية, وفي دول الغرب وغيرها لأقول لهم…
انتم الاحرار اللذين تتوافق اعمالهم بشكل إيجابي مع النتائج…عملنا جميعآ لفك حصار المطار عمل جهادي إيجابي لا يستهان به, هو إنقاذ لشعب بالكامل, هو عون لمئآت آلاف المرضى, هو غذاء لملايين الأطفال, دواء لشعب مظلوم ومعتدى عليه, هذا العمل هو من ارقى الاعمال الإيجابية لكل إنسان يتمتع بالإنسانية, بالعدل, برفض الظلم, مؤمن بمبادئ الرسل, معتقد بوجود الله سبحانه وتعالى.
أؤكد للجميع أن من أخلص وثابر وجاهد في هذا المجال سيشعر بالآثار الإيجابيه في حياته ككل اكبر من شكر شاكر, او تكريم مكرم, أو جزاء معطي….نحن نطلب العطايا من رب المعطي والمكرم من بني البشر…ستظهر نتائج هذا العمل الإيجابي بصورة لن نتخيلها جميعآ في حياتنا..هذه النتائج ستمنح الجميع كل ما يصبو اليه في هذه الدنيا, وكل ما يتمناه في الآخره.
نتائج إيجابيه لن.تظهر إلا لمن أخلص النوايا, وعقد العزائم, وسلك درب العمل, وجعل الجهاد في هذه الحملة نصب عينيه…
لا نستهينن بأهمية هذا الهدف, ولا نستصغرن بنتائجه الإيجابية على حياتنا واولادنا ومستقبلنا.
انا أعلم مدى حريتكم, عمق إيمانكم, إتساع طموحكم للعدالة.فلا نضيعن هذه الفرصة بالإنشغال او التسويف او التفريط.
أسأل الله أن يلهمنا إلى ما يرضيه عنا ويجعل نتائج أعمالنا تأتي بالخير علينا على مستوى الشعب اليمني وعلى المستوى الشخصي, وأن يجزي كل عامل بما قدم.
والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطاهرين.
نلقاكم في حلقة جديدة من هذه السلسلة بإذن الله والتي ستكون عن آخر التطورات الاقليميه والدوليه وصلتها بالعدوان على اليمن.
16/10/2019
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
#نصر_من_الله
Discussion about this post