*بقلم / محمد صالح حاتم*
ظل الإحتلال البريطاني جاثما ًعلى جزءٍ غالٍ من تراب اليمن 129 عاماً. وطوال هذه الفترة السوداء عملت بريطانيا على طمس الهوية اليمنية والقيم والأخلاق الدينية والأعراف والأسلاف والعادات والتقاليد اليمنية حتى تبعدهم عن وطنهم وتربته الطاهره وتعلقهم به. وكذا عملت بريطانيا على تجنيس العديد من الهنود والأفارقة الذين استقدمتهم شركة الهند الشرقية للعمل في ميناء عدن. وحتى تتمكن بريطانيا من تحقيق حلمها في إحتلال جنوب اليمن والسيطرة على مضيق باب المندب؛ عملت على تقسيم وتفتيت الجنوب جغرافياً ًواجتماعياً. وطوال فترة الإحتلال تعرض أبناء هذه المحافظات للإضطهاد والقهر والتعذيب والسجون السرية. ولكن كانت الإرادة اليمنية التواقة للحرية والإستقلال الرافضة للخضوع والإستسلام أقوى من جيوش ومخططات الإمبراطورية العظيمة التي لا تغيب عنها الشمس. فكانت شرارة ثورة 14 اكتوبر 1963م التي انطلقت من جبال ردفان أقوى من طائرات بريطانيا وعسكرها ومدافعها وسفنها الحربية،وكانت عمامة المجاهد البطل غالب بن راجح لبوزة أقوى من تاج المملكة البريطانية. فرغم طول فترة الأحتلال ومحاولات بريطانيا إبعاد الإنسان اليمني عن تراب وطنه وزرع الفتنة والخلاف بين أبناء الوطن وتفتيت النسيج الاجتماعي الواحد. ورغم الاعتقالات والتعذيب والسجون السرية للإحتلال البريطاني؛ ألا أن الحرية والإستقلال التي يعشقها الأنسان اليمني كانت هي البركان الذي فجر الثورة اليمنية وإعلان الكفاح المسلح ضد الإحتلال والإنتصار فكانت ثورة 14 اكتوبر 1963م هي التي غيبت شمس الامبراطورية البريطانية العظيمة عن تراب جنوب اليمن وللأبد. ولكن وللأسف الشديد ونحن اليوم نحتفل بالذكرى ال56 لثورة 14 أكتوبر الخالدة؛ وندقق في الوضع الحالي في جنوب اليمن. فكأن التاريخ يريد أن يعيد نفسه. فهذه المحافظات تتعرض اليوم للإحتلال السعوإماراتي ولكن الفارق أن المحتل القديم هي الامبراطورية البريطانية التي احتلت مشارق الأرض ومغاربها؛ واليوم من يحتل المحافظات الجنوبية هم أدوات وأذناب بريطانيا وأمريكا مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد،الذين يقودون تحالفاًدوليا ً للعدوان منذ حوالي خمس سنوات على اليمن. ففي المحافظات الجنوبية المحتله يقوم المحتل بالقتل والاجرام ،ويرتكب ابشع الجرائم بحق ابنائها وينتهك أعراضهم يتعرضون للتعذيب والاغتصابات في السجون السرية. ويعمل المحتل على تفتيت النسيج الاجتماعي لأبناء البلد الواحد فينشر ثقافة الكراهية والحقد والمناطقية والطائفية والمذهبية ويسعى لتمزيق الوطن وتقسيمه. وهو بأعماله هذه يريد أن يعيد التاريخ الى الوراء؛ وهذا هو المستحيل بعينه. فنقول لأذناب بريطانيا عليكم أن ترحلوا من جنوب اليمن كما رحلت سيدتكم العجوز سابقاً،فاليمني الأصيل لا يقبل وجود محتل على ترابه أي محتل أو غازي. وأن شعلة اكتوبر لن تنطفيء. وأنه على أبناء المحافظات الجنوبية أن يتذكروا تضحيات وكفاح أبائهم وأجدادهم الذين ناضلوا ضد بريطانيا وقدموا أرواحهم فداء ًللوطن ورووا بدمائهم تراب اليمن الطاهر ليعيش الوطن حرا ًمستقلاً. وأن الاحرار والشرفاء الوطنيين من أبناء المحافظات الجنوبية لن يقبلوا أن يحتلهم او يحكمهم أي أجنبي. وأنهم سيثورون ضد المحتل والغازي وإلى جانبهم ابطال الجيش واللجان الشعبية وجميع أبناء اليمن. فثورة 14 أكتوبر وشعلتها لن تنطفيء وان شرارتها التي انطلقت من جبال ردفان ضد المحتل البريطاني،ستشتعل من جديد من جبال ردفان وجبل الحديد ونقم وعطان والمهرة وشبوة وابين وكل ذرة رمل من تراب الوطن ستشتعل ضد المحتل السعودي الإمارتي. وستعلن تحرير عدن وحضرموت وأبين وسقطرى وشبوة ولحج والضالع والمهرة. فأكتوبر ثورة متجددة وشعلة متوهجة وشراره ملتهبة ليعيش اليمن حراً مستقلاً ًموحداً من صعدة الى عدن ومن المهرة الى الحديدة. فعلينا العمل على توحيد الصف وتكاتف الجهود وحل خلافاتنا بالحوار، وتغليب مصلحة اليمن على المصالح الضيقة.
وعاش اليمن حراً أبياً ًوالخزي والعار للخونة والعملاء
Discussion about this post