سلسلة ( 💀 )…. سلالم العدوان وتحالفه

✍عبدالرحمن الحوثي

كاتب ومحلل سياسي

الحلقة الثامنة

27/9/2019

لجنة المصالحة الوطنية الشاملة….مهمتها ونجاحها في إطار السلم العدواني.

الجزء2 من 2

➖➖➖➖➖➖➖

تحدثنا في الحلقة السابقة عن ماهية هذه اللجنة واهدافها ومدى أهميتها وسبب إختيارها في هذا التوقيت بالذات.

وفي هذه الحلقة سنتحدث عن موقف العدوان؟؟ هل سيسكت ام سيتخذ إجراءآت وقائية؟؟!! وماذا سيفعل؟؟!! وهل ستنجح هذه اللجنة؟؟!! وكيف؟؟!!

بالطبع العدوان على اليمن هو عدوان شامل على جميع الاصعدة لأن هدفه الأول والأخير هو إركاع الشعب اليمني وإخضاعه تمهيدآ لإحتلاله وإذلاله وإرجاعه إلى حضن السفارات التي كانت مهيمنة على القرار السيادي اليمني خلال فترة ماقبل ثورة 21 من سبتمبر 2104م.ومن اهم ارق الممهده لتحقيق هذا الهدف هو تشتيت وتفتيت الشعب اليمني, وبث الإنقسامات والفرقة وتمزيق النسيج الإجتماعي, وقد نجح في ذلك نسبيآ فيما يتصل بالمحافظات الواقعة تحت الإحتلال والتي رضيت بأن يتحكم فيها سفهاء اهل الارض في زمننا هذا.وكانت خطوة اللجنة ذات اهمية كبرى في هذه المرحلة التي يسعى فيها الاحتلال إلى تثبيت واقع الإنفصال والتقسيم بشقيه ( الجغرافي والبشري)..فتم الإعلان عن هذه اللجنة لتكون مهمتها رأب الصدع بين ابناء الوطن الواحد وإعادة اللحمة لتصبح طريقآ موازيآ لطريق الإنفصال ولتكون خيارآ آخر للشعب اليمني في المناطق الجنوبية حيث من الخطر أن تصبح دعوات الإنفصال هي الوحيدة هناك خاصة بعد التمزيق الذي نفذه الإحتلال بين المواطنين مما يحدو بالجميع الذهاب إلى هذا الخيار لإنسداد الأفق امام البدائل الأخرى الغير موجوده فكان إعلان اللجنة بمثابة فتح نافذة ضوء في جدار المغارة المظلمة التي أدخل العدوان فيها ابنائنا في المدن المحتله.

وقد إتخذ العدوان إجراءآته لمنع هذا التقارب, والإضعاف من صيت هذه اللجنة فقام بإطلاق التصريحات بأن الأمريكيين سيدخلون في مفاوضات مع الثوار المقاومين للإحتلال كخطوة أولى للفت الأنظار عن الخطوات المتخذة من قبل الدولة اليمنية, وأيضآ رأينا برود الوضع في الجنوب نوعآ ما عما كان عليه قبل إعلان هذه اللجنة, وعزوف الإعلام عن تناول اخبار الجنوب بشكل ملحوظ.

ومن خلال ذلك نستطيع القول أن العدوان قام بعملية تخدير موضعي مؤقت لموضوع الجنوب ..وموضوع الإنفصال ولاشك أن هذا الإجراء وراءه ما وراءه من نوايا خبيثه تهدف إلى إشغال الثوار عن جنوبهم عن طريق إغراقهم وإشغالهم بالعمق مابعد الجنوب وهذا يفسر لنا سر تسارع الأحداث في جبهة تعز, والانباء التي تتحدث عن تجهيز جيوش المرتزقة لغزو اليمن من خلال هذه الجبهة.

مثل هذا المكر لابد ان تقابله حنكة القيادة وحكمتها فما كان منها إلا أن قامت بإشغال العدوان وإغراقه في قضايا جديدة مثل عملية الردع الثانية التي فتحت على العدوان ابواب جهنم وستجعله ينسى مسألة الجنوب ومؤامرة الإنفصال, وفي خطوة إستباقية محنكة وعظيمة أعلن رئيس المجلس السياسي  الأعلى فخامة الرئيس مهدي المشاط عن مبادرته الشهيرة وذلك في إشارة تحذيرية خطيرة من تلك الخطوات التي يخطوها العدوان نحو الغزو الواسع عن طريق جبهة تعز, ولابد للعدوان أن يعي هذه الرسالة وخاصة الإمارات التي يدور الحديث حولها هذه الايام وبشكل مكثف إذ أنه من المتوقع أن تكون عملية الردع القادمة في دويلة الإمارات كونها من يقود عملية الإنفصال وما يلحقها من مؤامرات , فأي تصعيد في جبهة تعز هو تصعيد مضاد للمبادرة الرئاسية وبالتالي سيكون الردع من باب ( قد أعذر من أنذر, والبادئ أظلم).

هذه الإجراءآت التي يتخذها العدوان يقابلها إجراءآت القيادة الثورية ورجال الرجال ف والميادين.

تلك الميادين التي لابد أن يتم فيها صعق المعتدين بعمليات كبرى تهد دعائمه وتشغله بنفسه فيما يعمل اليمنيون على تضميد جراحهم ورأب الصدوع من خلال لجنة المصالحة.

لابد أن توجه ضربات قاسية لدول العدو وفي عمقه حيث سيكون صداها هنا في اليمن, في نفوس المرتزقه الذين سيفكرون ( ولأول مره) بجدية في خطواتهم القادمة هل نحو العدوان ( الذي سيبدو متهالكآ) أم ناحية لجنة المصالحة الوطنية الشاملة التابعة لحكومة الثوار ( القوة الفتية والمنتصره).

إذآ من خلال إشغال الخصم, وكسر عظمه, وإستمرار العمليات العسكرية الإستراتيجيه, وتواصل اللجنة بإستمرار سواءآ بشكل علني او سري مع القوى والاطراف الشعبيه في الجنوب ( وبدون توقف).,وعمليات قضم الأرض في الحدود الشمالية, سيكون نجاح عمل اللجنة الذي سيحقق وحدة الهدف لدى الشمال والجنوب لتندلع ثورة الجنوب الرافضة للمحتل وإيجاد البيئة الشعبية اللازمة للمواجهة العسكرية الحاسمة في تلك المناطق.يقابلها من الجانب الآخر إطفاء سعير العمالة لدى المرتزقة في المناطق الشرقية وغيرها والذي يؤدي إلى إعادة اللحمة الشعبية على الأقل من منطلق المصلحة إذا لم يكن من منطلق ديني او وطني او قومي.

ونحن على يقين من ان العدوان السعودي والاماراتي لن يستجيب لمبادرة رئيس ( الجمهورية) لسبب بسيط جدآ وهو…..

أن قادة هاتين الدولتين ليس لهما مثيل بين حمير الكرة الأرضية….ولا اقول ذلك إستهزاءآ بل على يقين واضح وبيٌن من خلال قيادتهم لدولهم, ومواقفهم التي يضحك منها الحمير فعلآ.وأيضآ الأمر ليس بأيدي هذه القيادات بقدر ماهو بأيدي الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من اعداء الأمه الذين يبثون لهم الأوهام والأماني بغرض الإستفادة القصوى من حلب البقرة بن سلمان..هذا على المدى القريب, وعلى المدى البعيد لا يفكر أحدنا أن دول الإستكبار ستترك هذه الفرصة الذهبية التي لن تعوض للسيطرة على المشاعر المقدسة وتدمير الإسلام واهله…وتثبيت أقدام الإبن الشرعي للبريطانيين والغير شرعي لأمريكا والأخ الشقيق للفرنسيين وهو الكيان الصهيوني.
 

نسأل الله أن يرزقنا حسن النظر.. وان يثبتنا إنه سميع الدعاء.

ملاحظة….في الحلقة القادمة سنوضح لطائف نتائج الأعمال على المستوى الفردي والمجتمعي, لنعرف سر الأحداث والظروف التي تمر بها الدول والمجتمعات من خلال السنن الإلهية التي وضعها سبحانه في هذا الكون.

والسلام.

الله اكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام