كاتبة يحيى السني – كندا
بدأ الاعلام السعودي خلال الايام المنصرمة والصحفيين والكتاب والمحللين السياسيين والعسكريين الذين يظهرون على شاشات التلفزيون بالتوقف عن الجعجعة العنتريات والحديث بلغة واقعية، والاعتراف بوجود أزمة حقيقية وصعوبة بالغة في تجاوزها، وأكثر من ذلك حاجة السعودية للخروج من هذه الحرب
ومما لا شك فيه ان مايحدث في جنوب اليمن من احداث هي من اجل التمهيد لهذا الهروب وتحميل الاطراف اليمنية المتصارعة على عدن مسؤوليه فشل السعودية في حربها على اليمن
ففي الأسابيع الأخيرة، أصبحت الأراضي السعودية مستهدفة بشكل متزايد من قبل صواريخ وطائرات مسيّرة قادمة من اليمن واصبح محمد بن سلمان بموقف لايحسد عليه خصوصا بعد اعلان انسحاب الامارات من الحرب أثبتت أن علاقتها مع السعودية ليست سوى علاقة متعلقة بالمصالح تتخفى الإمارات من خلالها تحت ظل الحجم الإقليمي للسعودية لتنفيذ مآربها ومخططاتها القذرة. ويبدو أن الإمارات وحكامها ينتظرون اليوم الذي ستنكسر فيه شوكة المملكة العربية السعودية في المنطقة ليظهروا هم على الساحة العربية كقوة إقليمية صاعدة
وحسب فرانسوا فريسون روش : “أعتقد أن محمد بن سلمان يرغب في الخروج من هذا الصراع. ومع ذلك، فهو يريد حفظ ماء وجهه. فهو لا يستطيع تحمل قدرة المتمردين الحوثيين على الوقوف في وجه القوة الأولى في شبه الجزيرة العربية. وعلى الصعيد الداخلي، هل يمكن أن يحافظ على مصداقيته إذا أعطى الانطباع بخسارة صراع بدأه بنفسه؟
ومن الواضح ان السعودية تلوي حبل المشنقة على عنقها مع غياب استراتيجية سعودية واضحة في اليمن منذ اكثر من اربع سنوات وبحسب تقارير، تتكبد السعودية في عملياتها العسكرية في اليمن خسائر تقدر بـ200 مليون دولار يوميا على الأقل كما وصل عدد القتلى من الجنود السعوديين إلى أكثر من 3 آلاف حسب الإحصائيات الرسمية.
يقول مايكل هورتون من صحيفة اميركان كنزيرفتف ”من الأفضل للقادة السعوديين والإماراتيين أن يتعلموا من تاريخ اليمن الذي يمتد لألفي عام من استنزاف دم وخزائن القوى الإمبريالية ”
هزم اليمنيون الرومان والأتراك العثمانيين مرتين ، وطردوا البريطانيين عام 1967. كما هزموا المصريين الذين غزوا في عام 1962.
قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتسليح ودعم عدد كبير من الميليشيات والفصائل اليمنية ، بعضها يرتبط بتنظيم القاعدة. وذلك لأن الغرض السري من “التدخل” ليس له علاقة بنفوذ إيراني متصور أكثر من ارتباطه بتأمين الوصول إلى ثراوت اليمن الاستراتيجية ومواردها الطبيعية.
تشارك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حرب استعمارية جديدة من أجل السلطة والموارد والأراضي. يحاول البلدان ، اللذان يتنافسان بشكل متزايد مع بعضهما البعض ، تقسيم اليمن إلى مناطق نفوذ
والان وصلت دول العدوان الى قناعة ان لا يمكن الفوز في الحرب اليمنية. جهودتحالف العدوان لا تحقق نجاحًا حقيقيًا وكشفت الحرب عن العجز العسكري والاستراتيجي للقيادة والقادة السعوديون
من المتوقع أن تخسر المملكة العربية السعودية هذه الحرب. يمكن أن يكون مأزق الحرب اليمنية بداية انهيار المملكة وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في المنطقة.
والسعودية تعلم بهذا وتحاول الهرب الان قبل فوات الاوان
وكما ذكر الصحفي نوا ملمان من صحيفة الاسبوع الامريكية ان ترامب على وشك أن يخسر حربه الأولى. هل سيعترف بذلك؟
من الواضح ان السعودية اصبحت في مهب الريح في اليمن لم ينفع معها الدعم الامريكي ولم ينفعها الاخوة الاعداء في الامارات وكل يوم تغوص اكثر في مستنقع الحرب في اليمن.
Discussion about this post