لم يعد بعد خافيا على القاصي والداني ، اﻷعمى والمبصر ، أن الدولة اﻹيرانية بدات تكسب جولات رابحة في ميدان السياسة ، جولات تمهد لبناء ( اﻹمبراطورية ) اﻹيرانية المشروعة ..
لم يتوقع أشد المراقبين حنكة ، السيناريو اليمني الحالي ، في الشمال والجنوب ، إذ ما برحت المقاومة الحوثية ، تمطر المدن السعودية الحدودية “نجران ، جيزان” بالطائرات المسيرة ، ولن أكتفي بطائرات “قاصف 2” . وبصواريخ بالستية تتطور شيئا فشيئا .. ولازالت المطارات السعودية في “أبها ، الملك خالد” تعاني اﻷمرين من الضربات الحوثية ، وبالتالي إيرانية ..
وبتصوير المشهد السياسي في الجنوب اليمني على “لابتوب” إيراني ، يبدو أن هناك قوة استخبارية إيرانية ، أو سياسية حيث بدأت المعارك الحامية الوطيس بين الحليفين السابقين ، قوات مايسمى ( الرئيس الشرعي ) “عبد ربه منصور هادي” وقوات “المجلس الانتقالي ، والحزام اﻷمني” المدعومان إماراتيا وتزامن ذلك عقب اجتماع أمني إيراني إماراتي على مستوى خفر السواحل ، لمناقشة (حماية الحدود) .. مما أنذر وينذر بتصدع مرعب في التحالف السعودي اﻹماراتي ، ومما يثير اﻷمر غرابة هو الانتكاسات (الثنائية) التي تمنى بها “السعودية ” سواء في “عدن وأبين” أو في “صنعاء” والداخل المحلي” .. مما يؤكد تماما نقلة استراتيجية سياسية لصالح “إيران” .
أما “ترامب” المسكين فطالما حاول إنزال الويل بالاقتصاد اﻹيراني وربما نجح ضمن إطار نسبي ، باعتراف رسمي عالي ، وصراحة من مسؤولي البلاد ، إلا أن القيادة في طهران استطاعت التحايل على الوضع الاقتصادي السيء (نوعا ما ) سواء من خلال إجراءات اقتصادية ومالية متقنة ، خففت الكثير من اﻷهوال أو من خلال الضغط على “أوروبا ” لتفي بالتزاماتها حيال “إيران” خاصة فيما يتعلق باستيراد النفط اﻹيراني وتقديم حزمة تعهدات مالية تخدم الاقتصاد اﻹيراني ، وإلا .. ستعرف أوروبا ومن خلفها “أميركا ” ظهور إمبراطورية جديدة تخالف المقاييس المحددة من “ترامب” وأذياله ..
وعندما ظنت “بريطانيا” أنها لاتزال “عظمى” واحتجزت ناقلة نفط “إيرانية” بحجج واهية لاتنطلي على أحد ، وذلك من قبل حكومة “جبل طارق” ، كان الرد المباشر من “الحرس الثوري” الذي (رد التحية بأحسن منها) واحتجز ناقلتها في مياه “الخليج العربي” وآلت اﻷمور إلى إطلاق سراح الناقلة اﻹيرانية ، وبقاء البريطانية رهن الاعتقال !!
وتأكد الجميع أن “الكيان الصهيوني” ومايسمى “رئيس الوزراء” هناك ، قد يدفع الثمن غاليا في مستقبله السياسي ، وهيبة هذا الكيان ، عندما قرر العبث مع ” حزب الله” في معقله اللبناني ، في “الضاحية الجنوبية ” حيث استهدف طيرانا مسيرا مبنى “المركز اﻹعلامي” .. كان بعدها بأيام ، يطلق “حزب الله” عملية “مستوطنة أفيفيم” بضربة رائعة لناقلة جند صهيونية في الداخل الفلسطيني المحتل ، اﻷمر الذي أذل “نتنياهو “في الصميم ، ولم يدري مايقول إلا أنه ( لم يصب أحد بأذى ) وأظن “إيران” تدعم المقاومة اللبنانية في حزب الله كثيرا .
يبدو أننا أمام مشروع لولادة قوة جديدة في العالم ، ستصبح ” إيران” دولة تغير الخارطة الجيو سياسية في العالم ، وإمبراطورية منتصرة .
#مهند محي الدين محمد .
Discussion about this post