كتبت/ *دينا الرميمة*
من المسلمات التي لاشك ولا جدال فيها إنه عندما تقف في وجه الظالمين رافضاً الظلم وناصراً للمظلوم مستنداً إلى قوة الله لا على أحد سواه، فـ بلا شك سيكون النصر هو حليفك وهو النتيجة الحتمية والطبيعية لأي صراع بين قوتين..
فمنذ الأزل مهما تمادى الظالم في غيّه وتجبره، ومهما ذاق المظلوم من جبروت الظالمين، إلا أن الظلم يأتي عليه اليوم الذي ينتهي فيه ويبرز الحق منتصراً ومسانداً لذلك المظلوم الذي لم يرضخ لإرادة الظالمين
واحداث والمستجدات في اليمن مؤخراً هي خير شاهد !
فبعدخمس سنوات على حرب تحالف الشرّ الظالمة بحق أهل اليمن -فقط لأنهم لم يرتضوا بالذل أو التبعية لقوى الشر- اليوم جاء الخبر :
(إدارة ترمب تستعد لبدء محادثات مباشرة مع أنصار الله).. في مسعى لإنهاء ما اسمتها الحرب في اليمن.
هكذا جاء الخبر على صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية”..
وبالطبع كانت هذه النتيجة المتوقعة والحتمية لهذه المعركة التي قوبلت بالصمود المعزز بالنصر للشعب اليمني الذي وضع كل ثقته ورهانه على الله ربه، ولم يكن يوماً يراهن على أي قوة في الكون .
أمريكا اليوم تريد أن تظهر بمظهر المحب للسلام بعد أن تأكدت أن حربها خسرت،
وأن الإستمرار فيها معناه مزيداً من الفشل ونوعاً من الجنون الذي قد يُرديها إلى الهاوية.
لكنها لا تعلم أن الجميع يعلم بأن هذه الحرب هي من قررتها وهي من أوحت للسعودية ومن تحالف معها بشنها على الشعب اليمني الذي كان يوماً سبباً في خروجها من أرضه وكسر هيبتها وعظمتها الوهمية وصرخ بالموت لها ووقف في وجهها معلناً رفضه لتدخلها في الشأن اليمني ..
والجميع يعلم أنه من واشنطن تم إعلان هذه الحرب على لسان عادل الجبير، ولم يكن هذا الأمر من باب الصدفة، إنما كان مخططاً ومدروساً بدقة،،
فالهدف هو أن تسترد هيمنتها على الشعب اليمني وبنفس الوقت تكون هي المستفيدة مادياً من هذه الحرب التي إتخذت منها سوقاً لصناعاتها العسكرية حيث أنها وجدت من الضرع الحلوب ثمناً لما تصنعه من أدوات قاتلة، غير مكترثة بالإنسان اليمني أو حقوقه،،
فالأهم عندها هو كيف توفر لشعبها وسائل الترفيه بأي طريقة كانت،
فكان أن تلقت الأرض اليمنية أكثر من ربع مليون غارة جوية لم تبق شيئا إلا واستهدفته وصبغته بلون الدم أو السواد ..
واستخدمت كل الأساليب الخبيثة لمحاولة تنفيذ أجندتها في اليمن ولكنها فشلت فشلاً ذريعا، وربما ضاعت هيبتها أكثر بعد فشل ماكانت تبيعه من السلاح وأنظمة الدفاعات أمام الصناعات العسكرية اليمنية التي كانت أكثر كفاءة مما صنعته أمريكا العظمى .
وربما كان أيضاً استهداف الضرع الحلوب سبباً أخر رأت أنه ربما في استمرار هذه الحرب سيُستنزف هذا الضرع الذي منه تتلقى الدعم والتمويل ..
لذلك جاء القرار من أمريكا هذا اليوم إنقاذاً لها ولحليفتها السعودية التي باتت تتلقى الضربات الموجعة برغم كل السلاح الذي دخلت به والتي لم تجني منه إلا العار للبائع والشاري وقائمة من رصيدها في الفشل والقتل .
اليوم وبعد هذه الانتصارات المتتالية هاهم سيسعون لبحث حلول تخرجهم من وحل المستنقع الذي وقعوا فيه،
ولكن هل سيكون هذا الكلام فعليّاً وسيخرج الى أرض الواقع بما يرضي الجميع ؟؟
أم أنهم سيحاولون الإلتفاف والمرواغة كعادتهم ؟
وفي كلا الحالتين فالشعب اليمني لن يرضخ أو يقبل الاستسلام،،
وسيمد يده للسلام الذي يحفظ لليمن هيبته وكرامته وينتصر للدماء التي سقطت في سبيل ذلك.
Discussion about this post