الكاتبة / كاتبة يحيى السني
قال النبي صلى الله عليه وآله: من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
قال الامام الصادق عليه السلام : لَولا أنَّ اللَّهَ خَلَقَ أميرَ المُؤمِنينَ لِفاطِمَةَ ما كانَ لَها كُفوٌ عَلَى ظَهرِ الأرضِ.
زواجها
وقع الزواج المبارك للإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام في 1 ذي الحجة 2 هـ، وسمي بزواج النورين، وتحظى هذه الواقعة بأهمية كبيرة لأنهما من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد الرسول [ص] وأئمة أهل البيت [ع] هم ثمرة هذا الزواج المبارك، ويدل أيضاً هذا الزواج على مكانة الإمام علي [ع] عند النبي [ص] حيث اختصه بابنته دون سائر المؤمنين.
قصة الزواج
قال رسول الله (ص): ما زَوّجتُهُ، وَلكنَّ اللهَ زَوَّجَهُ.
عن النبي [صلى الله عليه وآله وسلم] قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً ، ومن النساء فاطمة ، فزوّج فاطمة من علي . فرفعت فاطمة [عليها السلام] رأسها وتبسّمت… وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله» .
نسبها الشريف
لفاطمة الزهراء صلوات الله عليها من جهة الأب أشرف نسب وأقدسه ، إذ هي بنت سيّد الأنبياء والمرسَلين ، وأشرف الخلائق أجمعين ، المصطفى الصادق الأمين : محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلّب ( شَيبة الحمد ) بن هاشم ( عمرو العُلى ) بن عبد مَناف (المغيرة) بن قصيّ ( زيد ) بن كلاب بن مُرّة… بن مُضَر بن نِزار بن مَعد بن عدنان.
ومن جهة الأمّ هي بنت الطاهرة التي نزل جبرئيل عليه السّلام يحمل إليها السّلام من عند الله تعالى يقرأه على حبيبه ورسوله محمّدٍ صلّى الله عليه وآله ، وهي بنت إحدى خير النساء الأربع ، وإحدى أفضل نساء الجنّة : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرآة فرعون ، وفاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وهي سيّدتهنّ وسيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين.. تلك التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله : واللهِ ما أبدلني الله خيراً منها : آمنت بي إذ كفرَ الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواسَتْني في مالها إذ حَرَمني الناس ، ورزقني الله منها أولاداً إذ حَرَمني أولاد النساء. وكان ممّا رَزقه الله جلّ وعلا ، بل خير ما رزقه : فاطمة الزهراء البتول سلام الله عليها.
وتلك هي خديجة.. واين مِثلُ خديجة ؟! كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهي بنت خُويلد بن أسد بن عبدالعُزّى بن قُصيّ بن كلاب بن مُرّة… بن مضر بن نِزار بن مَعْد بن عدنان. هكذا كما ينتهي إليه نسب رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وهي أُمّ المؤمنين ، وأخلص زوجات النبيّ الأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.
أسماؤها القدسيّة
جاء عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله : لفاطمةَ تسعة أسماء عند الله عزّوجلّ : فاطمة ، والصِّدّيقة ، والمبارَكة ، والطاهرة ، والزكيّة ، والراضية ، والمَرْضِيّة ، والمُحدَّثة ، والزهراء.
ومن المعلوم أن النبيّ صلّى الله عليه وآله لما بُشِّر بولادة ابنته الوحيدة وأُخبر من الله تعالى بفضائلها ومنزلتها وطهارة نسلها.. كان همّه أن يُسمّيَها بما يناسبها من الأسماء الحسنى الحاكية عمّا فيها من الفضائل والبركات ، وهي التحفة الجليلة ، فألهمه الله أن يُسمّيَها « فاطمة ».
هي« الزهراء » ، إذا قامت في محرابها زَهَرَ نورُها لأهل السماء كما يَزهَرُ نورُ الكواكب لأهل الأرض ، وكان الله تعالى قد خلقها من نور عظمته كالقنديل علّقه بالعرش ، فزَهَرت السماواتُ السبع والأرضون السبع. وسُميّت الزهراء لأنّها كانت تَزهَرُ لأمير المؤمنين عليّ عليه السّلام في النهار ثلاث مرّات بالنور.. كان وجهها القدسيّ يزهر له من أوّل النهار كالشمس الضاحية ، وعند الزوال كالقمر المنير ، وعند غروب الشمس كالكوكب الدُّرّيّ. وكانت ـ إذا طلع هلال شهر رمضان ـ يغلب نورُها الهلالَ ويخفى ، فإذا غابت عنه ظهر.
وهي « البتول » ؛ لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً ودِيناً وحسَباً ، ولانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى ، ولأنّها تبتّلت عن النظير. وهي بتول لم يمنعها شيء ـ ممّا يمنع النساء ـ عن العبادة ، فهي الطاهرة المنزّهة عن نواقص الخلقة وكلّ رجس.
وهي سلام الله عليها « المحدِّثة » و « المحدَّثة » حدّثت أُمَّها وهي جنين في رحمها ، وحدّثتها الملائكة وحدّثتهم.
ومن أسمائها أو ألقابها ـ كما في بعض الروايات ـ : المنصورة ، والحانية ( المُشفقة على زوجها وأولادها ) ، والحُرّة ، والسيّدة ، والحوراء الإنسيّة ، والشهيدة.. حتّى عدّ لها بعضهم عشرين اسماً أو لقباً ، ممّا ورد في زيارتها أو الروايات الشريفة في مناقبها وفضائلها ومنزلتها ، نحو : الرضيّة ، والتقيّة ، والنقيّة ، والمعصومة ، والفاضلة ، والزكيّة ، والغرّاء ، وسيّدة نساء العالمين.
Discussion about this post