أشواق مهدي دومان
يا ذات الجمال السّرمدي : ظلّي آسرة الجمال و إن غطّتكِ السّحب، ففيكِ روح كلّ من وثق باللّه، وآمن بأنّه سرّ الجمال، وواهبه، ومبدعه، ومن خصّه اللّه بالجمال لا ينكره جاحد، ولا ينتقصه مشبوه، وأنت الواضحة، ولا أوضح منكِ إلّا ضياغيم العرين .. رجال اللّه
فيا رجال اللّه : وأنتم الأجمل حين تزاحمون تلك المشرقة الآسرة في سماء أرواحنا فتتوارى خلف سحبها خجلا منكم، وتقديرا لحضوركم، وقد تشرّفت ورأت انتصاراتكم عيانا بيانا، فآمنت بأنّكم تنافسون كلّ جمال فيها، وفي كلّ الكون باتساعه و فسحته لأنّكم أرواح اتسعت للمحبّ و المبغض تفتدونهم؛ فجمال بطولاتكم وانتصاراتكم وثباتكم يجعلكم رمزا لجمال الغلبة المنتصرة المميّزة بتقوى اللّه،،
جمال صمودكم : ينعكس في أرواحنا، ويهطل مع حبّات المطر وقعا لذيذا، لا يشعر به إلّا اثنان :
١- نحن حين كنّا مستضعفين فجُدتم بأرواحكم لتنتصروا لنا.
٢- المعتدون ومرتزقتهم : حين يجرّون أذيال خيبتهم وأنتم تمرّغون أنوفهم في التّراب، فيشعرون بقوّتكم وهيبتكم وبطولاتكم ورجولتكم،،
ولكنّهم كالجرح الميّت وكالدّمية التي نزع روحَها إحساس الارتزاق المهين المذلّ، بينما تطاول أعناقكم عنان السّماء ،،
رجال اللّه : ودعكم من المنهزمين؛ وعودوا لنا مع تلك المشرقة أشعة دفء تنساب مع أشعّتها فتغذّي أرواحنا..
رجال اللّه : و معذرة الحروف العاشقة فقد فقدت ترتيبها عاجزة عن إيفائكم وخجلى من عشق قدسيّ لكم، حيث كنتم أجمل من حرف مكتوب، وعشق مصبوب، ونبض مشبوب بكلّ السّعادة التي ترموننا بها بيد اللّه،،
والأعجب : أنّكم بمقدار ما ترمون عدوّ اللّه ببأسكم و بما أعددتم من قوّة، ترموننا بسعادات وفرح وسرور ونشوة انتصار، وكأنّنا من نتدافع للقتال في سبيله بما نتمنّى أن ننالها شهادة في سبيله كما أنتم،،
أَوَلا نستحقّ أن نحيا عند ربّنا كمن قضى في سبيل اللّه منكم ؟!
وسننتظر علّنا نرقى لنكون ممّن : ينتظر، و عسى ربّ العالمين يسعدنا بقربه كما سعد منكم رجال صدقوا ماعاهدوا اللّه عليه ،،
رجال اللّه : دمتم .
Discussion about this post