بقلم مهند محي الدين محمد ..
يبدو أن صاحب العنوان قد استشعر خطرا قادما بكل تأكيد بدأت ملامحه بالظهور عندما خسر أهم مدينتين في اﻹنتخابات البلدية المحلية لصالح تحالف “اﻷمة” المعارض .. وهما “اسطنبول ” والعاصمة “أنقرة” اللتان تعتبران مهد المال واﻷعمال والعلم والثقافة .. مقارنة بالمدن الذي كسبها تحالفه “الشعب” والتي توصف بالمتواضعة على جميع المعايير . اﻷمر الذي قد يهدد ولو بشكل نسبي مستقبل “أردوغان” السياسي .
ليس هذا فقط .. هناك أيضا أوضاع اقتصادية ليست مطمئنة بالشكل الكافي فأهم مشكلتي اﻹقتصاد التركي وهما ارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة الليرة بدأتا بالتأثير السلبي على المواطن في “تركيا” رغم تأكيدات الباحثين والمؤسسات المحلية والعالمية أن الوضع يسير نحو اﻹستقرار لكنه بطيء ..
هنا لابد على (السلطان العثماني) أن يقوم بشيء ما .. بدأها بإصراره وإلحاحه -رغم المعارضة اﻷميركية- على استكمال صفقة S400 من الجانب الروسي .. في نفس الوقت حاول التقرب من “ترامب ” في قمة العشرين التي انعقدت مؤخرا في “أوساكا” .. حيث نجح إلى حد ما -كما ظهر في غزل ترامب له وتصريحه بإمكانية عدم فرض عقوبات على بلاده بسبب صفقة S400 – صفقة تعني ماتعني “لروسيا وتركيا” معا .. ولم يجد “أردوغان” بدا من تحريك الورقة السورية الشمالية .. عندما أمر الفصائل المنضوية تحت لوائه وخاصة “جيش العزة” بشن هجوم هو اﻷعنف على وحدات الجيش السوري العاملة في شمال “اللاذقية ” وريف “حماه” المجاور بغية تحقيق مكاسب عسكرية تمهد لأخرى سياسية أثناء اللقاء الثلاثي مع “بوتين وروحاني ” في شهر آب القادم .. كي ترتفع أيضا اﻷسهم اﻹسلامية ل (الثوار) وداعمهم اﻷكبر صاحب العنوان .. ويتابع “اردوغان” سياسته اﻹقتحامية ليصل إلى المياه القبرصية “التركية” للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط اﻷمر الذي يقدم حلولا استراتيجية وآنية للإقتصاد متحججا باتفاقية وقعت مع جمهورية”قبرص التركية” التي تعادي نظيرتها اليونانية المدعومة أوربيا .. مما سبب امتعاضا من اﻷخيرة وهددت بفرض عقوبات وإجراءات رادعة اعتبرها المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم “أحمد جاويش أوغلو” وزير الخارجية بأنها لا تؤخذ على محمل الجد .. وردت ” أنقرة ” بإرسال سفينة تنقيب رابعة إلى المياه القبرصية ..
كلها اجراءات مشروعة لرئيس يحاول إنقاذ بلده لكن السؤال اﻷهم .. هل سينجح ؟ هذا برسم السنوات القادمة .
Discussion about this post