“الفريق أول سلطان السامعي
– عضو المجلس السياسي الأعلى”
برزت معركة استعادة مطار صنعاء ضمن معركة الدفاع عن السيادة الوطنية، وخلالها نهضت قناعات بأهمية خوض غمارها مهما كانت كلفتها، أو الثمن الذي يتم دفعه حيال مواجهتها والفوز بها.
كانت “الحملة الوطنية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي” قد استهلت عملها، في مطلع العام 2019م، بجهود فردية؛ شرعها العميد حميد عبد القادر عنتر – الذي ينحدر من أسرة معروفة بتاريخها الوطني والنضالي – وسرعان ما تحوّل الأمر إلى جبهة إعلامية ذات أبعاد إقليمية، وبأدوات يمكن اعتبارها عسكرية أكثر من كونها حراكا مدنيا.
لقد لعب العميد عنتر دور محرك البوصلة، والعمود الذي نهضت عليه هذه الحملة، التي تكللت جهودها بالنجاح؛ رغم كل أشكال الصد والممانعة من قِبل العدوان وأدواته.
بالطبع كانت رحلة هذه الحملة الدولية محفوفة بالمخاطر، في توقيتها؛ نظراً لازدياد حِدة الضربات الجوية آنذاك على العاصمة صنعاء، وقد أرتأينا دعمها وإسنادها لأهمية الهدف الذي سعت لأجله منذ انطلاقها.
كانت الحملة قد اتخذت مسارين؛ الأول كسر الحصار الكلي عن اليمن من خلال كسر الحصار عن مطار صنعاء، والثاني استمرار كشف جرائم العدوان، ليس الجرائم التي جسّدها الاستهداف العسكري المباشر فحسب، بل ما ترتب من مآسٍ اجتماعية وصحية واقتصادية بفعل كل أشكال الحصار.
إن لمطار صنعاء خصوصية بالنظر إلى باقي مطارات الدولة (شمالا وجنوباً)، فهو البوابة الرئيسية للبلاد، الذي يعتمد على خدماته الثقل البشري الأكثر في اليمن، ولذلك سعت دول العدوان إلى مواصلة حصاره؛ رغبة في كسر شوكة السلطات الحاكمة في صنعاء.
ودون أن تحصد فائدة من حصارها، وجدت تلك الدول نفسها مجبرة على الاستسلام للضغوط التي قامت بها هذه الحملة بعد أن وسّعت نشاطها إقليمياً ودولياً، وكثفت من عرض مجمل الحالات الإنسانية التي عانت من تبعات هذا الحصار.
لقد رأيت في دعم هذه الحملة فعلاً وطنياً مقدساً، وخوضاً مباشراً في معركة الدفاع عن السيادة الوطنية، وقد خسرنا قيادات وطنية، سواء في المجلس السياسي أو في حكومة الإنقاذ الوطني، بعد أن حال الحصار دون تمكنهم من السفر والعلاج خارج الوطن.
استطاع القائمون على هذه الحملة وهم العميد حميد عبد القادر عنتر رئيس الحملة الدولية والاخ عبد الرحمن الحوثي نائب رئيس الحملة المنسق العام والاخ خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولي و ترتيب نشاطاتها، والتنسيق المنظم لحملاتها الإعلامية على مستوى الداخل والخارج، كما تم اختيار الشخصيات بعناية، وخاصة تلك الشخصيات التي مثلت الوجه الأبرز في محور المقاومة، التي خاضت معركة كسر حصار مطار صنعاء جنباً إلى جنب مع إخوتها في اليمن.
نجح الجميع -بلا شك- وتم فتح المطار، وإن لم يكن بشكل كلي، وقد أسعدني هذا الأمر كثيراً، ولعلّ المفارقة في هذا الأمر هو النجاح الإعلامي لأشخاص قادمين من السلك العسكري، آمثال عنتر ورفاقه، كأنما كنا إزاء معركة انطلقت فيها الكلمات من فوهات البندقية بدلاً عن الرصاص.
وبطبيعة الحال لا يمكن أن ننسى جهود الكثير من الداعمين الذين ساندوا هذه الحملة ، وهم كثر ، وعلى رأسهم الشيخ درهم أبو الرجال ، الذي قدم ، بسخاء ، دعماً لهذه الحملة ، في خطوة وطنية عكست نبل صاحبها ودوافعه الوطنية الخالصة ..
والله الموفق ،،،
Discussion about this post